الأربعاء  05 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| قدوة: إسرائيل تتجه نحو اليمين المتطرف ..وتصعيدات ستؤدي إلى انهيار الوضع القائم

2017-11-07 03:41:49 PM
متابعة
الناطق الرسمي باسم حركة فتح ناصر قدوة (تصوير: راشد وادي)

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

" الهموم الفلسطينية وما يجري من ممارسات ضد الشعب الفلسطيني وتحديداً في قطاع غزة، ومجريات المصالحة والتحركات الدولية، كلها بلا شك كانت قد طرحت على طاولة الحوار الدائرة ما بين الرئيس محمود عباس والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود". هذا ما قاله الناطق الرسمي باسم حركة فتح، مفوض الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية د.ناصر قدوة خلال مؤتمر صحفي عقد في المفوضية للحديث عن آخر التطورات في الوضع السياسي الراهن.

 

وأوضح قدوة وخلال سؤاله عن تفاصيل اللقاء ما بين الجانبين الفلسطيني والسعودي، بأنه كان هناك محاولات لترتيب لقاء سابق وقبل شهر تقريبا، ولكن هذه الترتيبات قد فشلت ولسبب غير معلوم، وقد اعتبر هذا اللقاء استمرار للمحاولة القديمة بلقاء الملك سلمان.

 

هذا وكان قد عقد في المملكة السعودية يوم أمس اجتماع "مفاجئ" وغير مخطط، جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وهذا حسب ما نشرت صحيفة "هارتس" نقلا عن مصدر مقرب من الرئيس.

 

هذا وأشارت الصحيفة، بأن الرئيس قد انتقل من شرم الشيخ إلى الرياض بعد أن اجتمع بـ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لاسيما وأن الزيارة الخاطفة إلى السعودية قد تمت بعد التشاور مع السيسي، مما يدلل هذا على احتمالية قيام الرئيس عباس بحمل رسالة من السيسي إلى الملك سلمان.

 

كما ذكرت صحيفة "هارتس" بأن اللقاء جاء في ظل خلافات مع حركة حماس حول بعض ملفات المصالحة ومنها الحديث عن المعابر والأمن في قطاع غزة.

 

"اسرائيل تتجه نحو اليمين المتطرف"

 

أما بالحديث عن الممارسات الإسرائيلية التصعيدية، فقد اوضح قدوة خلال حديثه في المؤتمر الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمتمثلة بالتوسع الاستيطاني، وشق طرق التفافية جديدة للمستوطنات في الضفة الغربية ومنها مدينة الخليل، معتبراً أن هذه التصعيدات الجديدة تشكل خطراً وهي جزء من الانجراف العام في إسرائيل نحو اليمين المتطرف.

 

في ذات السياق، قال قدوة :" إن اسرائيل تحاول نقل الوضع الى مستوى مختلف، وهي مستفيدة بذلك من قوتها النسبية الحالية ومن الضعف العربي الحالي، غير ان التوسع الاستيطاني في الضفة هو انتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة ووجودها يضع ضمن اطار جريمة حرب ويجب محاسبة إسرائيل عليها".

 

وقد اعتبر قدوة أن محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي شرعنة المستعمرات الى جانب تقويض صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية ستقود الى الاطاحة بالوضع القائم.

 

قال : "اذا استمرت السياسيات التصعيدية الإسرائيلية بهذا الشكل السريع فسوف ينهار الوضع القائم، وإسرائيل ستكون المسؤولية الوحيدة عن هذا الانهيار لسن نحن، ونحن سنقوم بواجبنا حتى اللحظة الأخيرة تجاه فكرة التسوية السياسية".

 

أضاف : "الواقع أصبح أكثر جدية من قبل، وأصبحت إسرائيل تتجه نحو اليمين المتطرف الإسرائيلي ويجب على الجهات الأقليمية والدولية أن تتحمل مسوؤلياتها في هذا الجانب".

 

وعبر القدوة عن رفضه للممارسات الاسرائيلة المتعلقة بمدينة القدس المحتلة، والمتمثلة بالمحاولات الإسرائيلية من أجل احداث تغيير ديمغرافي في المنطقة، واخراج أحياء مثل كفر عقب وشعفاط خارج القدس المحتلة.

 

قال : "إسرائيل تقول بأنها ستخرج عدد من الأحياء خارج مدينة القدس المحتلة وهي بذلك تحاول أن تشبه الفلسطينيون بأحجار الشطرنج (مرة بتوسع ومرة بضيق)".

 

وفي ذات السياق، شدد قدوة على المشروع الإسرائيلي الآخر بضم مستوطنات غير قانونية ومنها ما يعرف بـ "معالي ادوميم" لبلدية القدس، مؤكدا أن استمرار اسرائيل في سياساتها سينتج عنه مواجهات حقيقية بين الجانبين وبطبيعة الحال الاطاحة بامكانية احداث الحل السياسي على جميع الاطراف.

 

وأكد القدوة رفضه المطلق لتصريحات رئيس الوزير الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يريد من خلالها البحث على مفهوم مختلف للسيادة بالنسبة للدولة الفلسطينية، ورفض بذلك ازالة المستوطنين، ومحاولته المقارنة بينهم وبين الفلسطينين العرب في اسرائيل، واصفاً تصريحاته بـ( الخرافات) السياسية التي يجب أن تنتهي.

 

وأوضح بأن دولة فلسطين هي دولة قائمة بحكم الحق الطبيعي والتاريخي للشعب الفلسطيني، وذلك استناداَ لاعتراف دول العالم بدولة فلسطين على حدود عام 1967م، مؤكدا بذلك أن الشعب الفلسطيني هو مصدر السيادة وصاحبها.

 

قال : "لن يكون هناك تطبيع من قبل الدول العربية مع إسرائيل قبل حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولن يكون هناك تطبيق بالمقلوب للمبادرة العربية، وعلى اسرائيل ن تكف عن الادعاء والكلام بأنها جزء طبيعي من المنطقة، وأنها لن تكون كذلك الا بعد حل وانهاء الصراع".

 

" وعد بلفور"

وفيما يتعلق بوعد بلفور، أشار القدوة الى وجود غياب لأي تفهم بريطاني للألم والغضب الفلسطيني، وللمسؤولية التاريخية البريطانية تجاه القضية الفلسطينية، منوهاً الى وجود بعض المواقف الايجابية من قبل بريطانيا تمثلت في التصريحات المتعلقة بالمستعمرات والحل أساس حل الدولتين، واصفاً هذه التحركات بأنها (غير كافية)، وعلى الحكومة البريطانية أن تتحمل كامل مسؤولياتها من أجل تمكين الشعب الفلسطيني في حصوله على استقلال وطني في دولته المستقلة.

 

وعن قرار مجلس الفيفا المتعلق بأندية المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال قدوة : "هي فضيحة أكبر من الفضائح السابقة للفيفا، غير أن القرار يحاول تغيير المركز القانوني للأراضي المحتلة، ولم يتعامل القرار فعلياً مع الموضوع المطروح".

 

ملف المصالحة

فيما يتعلق بملف المصالحة، أكد القدوة الترحيب بالخطوات التي تمت حتى الآن، معبراَ عن أماله بنجاح  اجتماع الفصائل والمزمع انعقاده بتاريخ 21/11/ 2017.

 

قال قدوة :" الأولوية المطلقة تتمثل بالعمل على استعادة الوحدة جغرافيا وسياسيا لتحقيق المصالحة الوطنية، و يجب الاستفادة من الظروف الاقليمية والدولية ومن الجهد المصري المبارك والمشكور".

 

من جهة أخرى، أوضح قدوة  الرؤية اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة السياسية والوطنية، المتمثلة في الاتفاق على انهاء السيطرة أحادية الجانب على القطاع وعلى حياة أهلنا هناك واعادة القطاع الى النظام السياسي والاداري، والاتفاق على شراكة كاملة مع كافة الاطراف في النظام السياسي، كما الاتفاق السياسي والبرامجي على برنامج الاجماع الوطني الرامي الى انجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين على حدود عام 1967م، والبرنامج الواقعي لعمل السلطة الوطنية الفلسطينية المتمثل بالتزامها بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي.

 

الأمن والسلاح

وفيما يتعلق بموضوع الأمن، أشار القدوة الى أن الموضوع محسوم، وأنه يجب أن تكون الأجهزة الامنية تحت السيطرة الكاملة للحكومة، مؤكدا ضرورة أن تتم إعادة الهيكلة والتقيد وفق اتفاق عام 2011 وما سيجري من اتفاق حول الخطوط العامة التفصيلية.

 

وفيما يتعلق بسلاح الفصائل، أشار القدوة الى ان الحديث يدور حول الفصائل المعترف بها، مشيرا الى وجود مفاهيم مختلفة وقد تكون متناقضة، منها المفهوم الاسرائيلي والمفهوم الفلسطيني. وفيما يتعلق بالمفهوم الاسرائيلي الذي يتدخل بفظاظة في محاولة لافساد المصالحة ويطالب بنزع السلاح، و اكد القدوة أن ذلك غير مقبول وغير واقعي وغير قابل للتطبيق.

 

وقال : "إن نزع السلاح عموما يكون اما بالحرب أو من خلال تسوية سياسية، إلى أن اسرائيل جربت الحرب ثلاثة مرات ولم تنجح في نزع السلاح. واما بالتسوية، فلا تلوح في الافق القريب، وفي حال وجود بوادر تسوية فاننا سنتحدث في الموضوع في حينه".

 

وعن مطلب إسرائيل نزع السلاح قال قدوة: "مطلب إسرائيل نزع السلاح غير مقبول وغير واقعي وغير قابل للتطبيق ولكن يجب تحييده عن التأثير في الحياة الفلسطينية".

 

وفيما يتعلق بالمفهوم الفلسطيني، فان الموضوع مختلف، مؤكدا أنه يجب ضبط السلاح وتحييده عن تأثير  في الحياة الفلسطينية، واخضاعه للقيادة السياسية وضبط استخدامه بمعنى قرار الحرب والسلم، وبما يحقق فكرة ضرورة وجود سلطة واحدة وسلاح واحد.

 

رحيل ياسر عرفات

وفي اجابة حول من قتل أبو عمار، قال قدوة: " يجب أن نفرق ما بين سؤالين من قتل ياسر عرفات، والسؤال عن التحقيقات فلسطينية الأخرى التي تجرب لكشف تفاصيل مقتله واحتمالية تورط عميل أو أكثر في مقتله. والاجابة على سؤال من قتل أبو عمار؟ هو حدث بشكل واضح وقاطع وهناك الكثير من الدلائل والتي توضح بأن إسرائيل قامت بتصفيته جسدياَ".

 

أضاف: " وفاة أبو عمار لم تكن طبيعية واسرائيل قامت بتصفيته جسدياً واغتياله، ولجنة التحقيق في وفاته تبحث في احتمالية حدوث اختراق أمني أثناء عملية التنفيذ، وقد تمت العملية بالتعاون مع الجانب الإسرائيلي".

 

في ذات السياق، قال: " من المهم معرفة كل تفاصيل وفاة أبو عمار، وهو ليس بديلاً ولا يجب أن يكون أمر ملتمس فيما يتعلق بالمسؤولية السياسية والجنائية عن اغتيال ياسر عرفات وهذا فقط متعلق بـ إسرائيل".

 

وفيما يتعلق بفعاليات احياء ذكرى رحيل الشهيد القائد ياسر عرفات، قال القدوة أنه سيتم تنظيم مهرجان مركزي في قطاع غزة، فيما سيتم فعاليات في مدن الضفة المختلة، منوها الى أن مؤسسة ياسر عرفات ستحيي الذكرى في فاعلية تنظمها يوم 10/11/2017 في قصر رام الله الثقافي، ستعلن خلالها عن جائزة ياسر عرفات للانجاز للعام 2017.