الحدث ــ محمد بدر
نشر مركز القدس الإسرائيلي للأبحاث الاستراتيجية، مقالاً عن فشل الإستراتيجية الأمريكية في مقابل التوسع الإيراني في المنطقة، كتبها السفير الإسرائيلي تسافي مزال.
واعتبر مزال في المقال أن قناعات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبحت تتجه بأنه لن يكون هناك حل عسكري في سوريا، وهو ما يبرر إتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حلول مؤقتة في الشأن السوري.
ولكن السبب الأبرز الذي دفع ترامب باتجاه هذا الحل والقبول بحل سلمي في سوريا؛ هو الفشل في تشكيل تحالف مناهض لإيران من الدول العربية السنية، والتي تعتبر حجر الزاوية في السياسة الأمريكية، ولكن هذا التحالف العربي الأمريكي ضد إيران، سرعان ما انهار خاصة بعد الأزمة القطرية.
وأصبح الشعور لدى المملكة العربية السعودية بأن أمريكا تركتها لوحدها في مواجهة إيران، وقد تكون استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، من خلال الضغط السعودية محاولة سعودية لخلق ضجيج سياسي وإعلامي بخصوص التهديد الإيراني للمنطقة، ولسوء حظ السعوديين أن الغرب مرة أخرى تجاهل الصرخة السعودية.
وأضاف زال، أن الربيع العربي الذي كان بالنسبة للأمريكان هدفاً في الشرق الأوسط، لم يستطع أن ينشئ الديمقراطيات في العالم العربي، وعلى العكس زاد من قوة الإسلام السياسي الراديكالي السني وكذلك الإسلام السياسي الشيعي المتمثل بإيران وحزب الله والمجموعات الشيعية التابعة لها.
واعتبر مزال، أن إيران هي الرابح الأكبر من الأزمة السورية ومن أزمات الربيع العربي ككل، فهي اليوم تواصل تسليح المجموعات الشيعية في كل من اليمن وإيران والعراق وسوريا، وفي مقابل ذلك فشلت المجموعات التي تدعمها السعودية خلال الربيع العربي، كما أن بعض المجموعات السنية ذهبت إلى الأستانة (عاصمة كازاخستان) وتفاوضت مع النظام السوري وروسيا، ولكنها ليست المرة الأولى التي تشعر فيها السعودية بالخذلان من أمريكا، فأمريكا وقعت الاتفاق النووي دون الرجوع حتى للسعودية، أو الاهتمام بموقفها.
ويخلص مازال، إلى أن أمريكا حتى الآن ليس لديها خطة واضحة في الشرق الأوسط، في مقابل خطة إيرانية إستراتيجية واضحة تسير بقوة في تحقيق أهدافها، ويرى أن السعودية تعرف أنها غير قادرة على التعامل عسكرياً مع إيران فتجربتها في اليمن مع الحوثيين خير مثال على ذلك. وحتى موضوع استقالة الحريري إلى الآن لا يلقى ضجيجاً في الغرب كما توقعت السعودية أن يحدث.
وفي النهاية يعتقد مزال أن إيران عدوّ وجودي لإسرائيل، وإسرائيل تتابع عن كثب كل مجريات الأمور في سوريا، ولن تسمح بإقامة جبهة معادية لها على مرتفعات الجولان، ويتضح لإسرائيل أكثر فأكثر بعد الاتفاق الروسي الأمريكي أن الاتفاق لا يضمن إبعاد المجموعات المسلحة الموالية لإيران عن الحدود، وأنه على العكس يسمح لها بالتواجد مرحلياً على بعد 20 كم على الحدود معها، ويبقى السؤال الأبرز بحسب السفير الإسرائيلي؛ هل ستتعايش أمريكا مع هذا الواقع الإيراني الجديد في المنطقة؟ أم أن عليها صياغة سياسة جديدة بعد فشل سياستها الحالية في كبح جماح إيران.