الأربعاء  15 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | معركة السبت في مستوطنة بيت شيمش تحتاج لإعلام فلسطيني موّجه

2017-11-24 10:51:43 AM
متابعة الحدث | معركة السبت في مستوطنة بيت شيمش تحتاج لإعلام فلسطيني موّجه
مستوطنة عوفرا (ارشيفية)

 

الحدث ــ محمد بدر

 

تشتد الأزمة في "إسرئيل" بين المتدينيين والعلمانيين على الإلتزام بعدم العمل في يوم السبت، المتدينون يريدون أن تتوقف الحركة في "إسرائيل" بشكل شبه كامل في هذا اليوم، بينما يرفض العلمانيون هذا الطرح تحت عنوان أن إسرائيل ليست دولة دينية.

 

بشكل أساسي فإن الاتفاق قبل قيام "إسرائيل" بين الحاخامات وقادة الحركة الصهيونية كان أن تلتزم الدولة ـ إذا ما أقيمت ـ بتعاليم الدين اليهودي في الحياة العامة، على أن يقرّ المتدينيين للدولة بحرية النشاط السياسي وفقا للمعطيات والمتغيرات بدون اعتبارت دينية، وفي بداية نشأة "إسرائيل" التزم المتدينيون المعابد بعيدا عن ضوضاء السياسة، وظلوا يراقبون مدى التزام الدولة بالتعاليم الدينية فيما يخص الحياة العامة، كانت فترة السبعينات فترة انتقال حقيقي في موقع المتدينيين في الدولة، فمن مراقب روحي إلى مراقب مؤسسي داخل مؤسسات النظام السياسي.

 

المتدينون الذين فرضوا في خطاب اعلان الدولة بعض المفردات، يحاولون اليوم الإستفادة من معاني هذه الكلمات، وتشتد الأزمة كلما اتسع التيار المتدين وهو بالفعل يتسع تارة على شكل تيار وطني متدين وتارة على شكل تيار ديني بحت، هذا الإشكال الهوياتي لا الحروب الخارجية تحله وأن تساعد في تهدئته ولا كل أنواع محاولات الدمج والتأطير التي تمارسها الدولة في إسرائيل، ليس صراعا في جزيئيات حتى يحل بسهولة، باختصار هو صراع بين نماذج مفاهيمية مختلفة وعقائد لا يمكن أن تلتقي، فبحسب تعبير موقع العين السابعة الذي يعنى بشؤون الإعلام الإسرائيلي فإن المتدينين كثفوا من نشاطهم الإعلامي في العام 2016 وكان الإعلام ساحة مواجهة مركزية على القيم والمعتقدات.

 

بعد 70 عاما على إقامة "إسرائيل" وتصنيع مجتمعها العسكري، ما زال من الصعب أن تتوافق شروط الشعب على هذه المجموعات التي تعيش فلسفة الجيتوهات التي عاشتها في أوروبا، هذا التشخيص يصبح مهم عندما يحمل الإعلام الفلسطيني هذا التشخيص وكذلك الدوبلوماسية الفلسطينية والنخب الثقافية للعالم، فمن كان يعيب على الفلسطينيين أنهم مجموعات بشرية بدون رابط ثقافي وتاريخي؛ اليوم وبعد عشرات السنوات ما زال فاقدا للمعايير الأساسية التي تصنف على أساسها الشعوب، من المهم مخاطبة العالم ضمن بنيته الفكرية والفلسفية بغض النظر اختلفنا معها أو اتفقنا، وقد يكون ما يزعج "إسرائيل" في الـ BDS  أنها فتحت جبهة ثقافية كانت مغفلة لعشرات السنين، على الإعلام الفلسطيني أن يتعامل مع هذه المواضيع كجزء من حرب الروايات بينا وبين الاحتلال.