الثلاثاء  01 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | يشتمون الفلسطينيين وينفون وجود فلسطين.. العرب والتطبيع؟

2017-11-28 08:21:40 AM
متابعة الحدث | يشتمون الفلسطينيين وينفون وجود فلسطين.. العرب والتطبيع؟
قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس الشريفة (أرشيفية)
 

الحدث- علاء صبيحات

 

آراء لم يكن أحد يتخيل وجود من يقتنع بها من العرب، لكنها وجدت قنوات تلفزيونية أو صفحات على شبكات التواصل الإجتماعي لتعرضها.

 

من المخرج والممثل اللبناني زياد عيتاني الذي اعتقله الأمن اللبناني بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي من خلال الترويج للتطبيع، مرورا بالشاب خليجي اللهجة غير معروف الإسم الذي يتهجم على الفلسطينيين بكل الشتائم، والإعلامي الكويتي عبد الله الهدلق الذي ينفي وجود فلسطين قائلاً إنها كذبة كبرى، وحتى العديد من التدوينات الشبيهة المنتشرة مؤخراً.

 

بهذه الطرق الترويجية، ومن فوقها ما يطبخ على طاولة الساسة، ويقف خلفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  من "صفقة القرن"، يجري التحضير بشكل ممنهج للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.

 

من هم وعن ماذا يبحثون؟

بعض الراغبين بالشهرة وتسليط الأضواء على أنفسهم كما قال الخبير في الإعلام المجتمعي والمحلل السياسي أمين أبو وردة لـ"الحدث" يحاولون السباحة عكس التيار في الدول العربية، من أجل الشهرة فقط.

 

وليس غريبا أبدا أن تسمع تشويها وتسويفا لفلسطين من مَن يريد السباحة عكس التيار باحثا عن الشهرة، لكن المتابع بعين الموضوعية لصفحات التواصل الإجتماعي كما أضاف أبو وردة يرى أن هناك أيدٍ مشبوهة ولمساتٍ غريبةٍ وصفحاتٍ ممولة تنشر بكثافة رأيا سلبيا من قبل هاوي السباحة عكس التيار.

 

وأوضح أبو وردة أن هناك صفحات وأسماء وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي وتنقسم إلى قسمين الأول مؤيد والثاني معارض ليخلقوا جدلا واسعا بين الشبان العرب.

 

نظريتا "جس النبض" "وتضخيم القضية"

 

إن للسباحة عكس التيار بحثا عن الشهرة رغم كونها هدفا شخصيا، إلا أنها تخضع لخطط سياسية إسرائيلية سواء بعلم الباحث عن الشهرة أو بعدم علمه.

 

الخطط الإسرائيلية كما أوضحها أبو وردة هي ضمن سياستي جس النبض، وتضخيم القضية الرائجتان منذ عام 1948 أو حتى قبل ذلك بعقود.

 

وأضاف أبو وردة أن أحد أشهر السياسات الإسرائيلية هي سياسة القيام بفعل صغير لمراقبة ردة فعل الجمهور المضاد (وهي سياسة جس النبض)، ثم يزيدون الفعل تدريجيا حتى يتسع الوعاء أكثر فأكثر ويعبأ به أشياء أكثر على مراحل وبالتدريج حتى يصل الاحتلال إلى ما يريده.

 

سياسة أخرى متّبعة لدى الاحتلال هي الإكثار من الإشاعات التضخيمية لأي قضية يريد الاحتلال تغييرها أو العبث بها أو تعويد الناس على جزء بسيط منها، المرحلة الثانية هي القيام بأمر بسيط جدا بذات القضية التي تم تضخيم ما ستفعله إسرائيل بشأنها ليصبح لدى العموم ردة فعلة عادية لأنهم كانوا يتوقعون ما هو أكثر من مجرّد ذلك الشيء الصغير.

 

لتمر الأيام ويتضح أن الاحتلال كان يريد هذا التغيير الذي رآه الجميع شيئا بسيطا ولم يكونوا يريدون ما قالته الإشاعات، لكنهم مرروه من خلال إقناع الناس في البداية أن ما سيتخذ من إجراءات أكبر بكثير من ما اتّخذ على أرض الواقع.

 

صفحات وهمية

من خلال مرقبة صفحات التواصل وإيجاد أسماء وهمية بالآلاف تقوم بمشاركة فيديو الإعلامي الكويتي عبد الله الهدلق مثلا والذي يتحدّث فيه عن عدم وجود دولة اسمها فلسطين تاريخيا، تتضح معالم اليد الإسرائيلية في الترويج لهذه الآراء من خلال السياستين السابقتين.

 

ففي الأولى يقومون بمراقبة الجمهور لمعرفة الخطوة التالية، وفي الثانية يقومون باقناع العالم العربي أن هناك من العرب من يقتنع بإسرائيل الملاك.

 

السلام والتطبيع


 

يرى المحلل السياسي أبو وردة أن التطبيع بين العرب وإسرائيل قد حصل منذ زمن وليس بالجديد، إنما كان على المستوى الاقتصادي والمعلوماتي، لكن على مستوى الشعوب هو لم يحصل وإنما هناك خطط لإيجاده وفرضه كأمر واقع.

 

فعلى سبيل المثال التعاون الإقتصادي في قناة البحرين بين الأردن وإسرائيل وفلسطين هو علاقات اقتصادية، لكن إسرائيل تبحث جاهدة عن استغلال هذه العلاقات الاقتصادية لتحويلها لعلاقات ثقافية واجتماعية بطرق التفافية متعددة.

 

وأوضح أبو وردة أن الدول العربية ليست بحاجة لاتفاقيات السلام من أجل تحقيق التطبيع وفقا لتظرة الاحتلال الدائمة في تحويل أي جزء من العلاقات إلى تطبيع ثقافي أو اجتماعي.

 

إن انتشار هذه الظاهرة في الفترة الاخيرة ليس بالأمر الغريب كليا، نظرا لاتساع رقعة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، بخاصة مع إمكانية تمويل أي منشور وتوجيهه إلى الفئة والمجتمع اللذان يريد المروّج إيصلاها له، أما فيما يخص ما تمثله على أرض الواقع في المجتمعات العربية فهي لا تعدو كونها آراء لأشخاص لا يبحثون سوى عن تسليط الأضواء على أنفسهم والشهرة وفقا لقاعدة خالف تُعرف، أما السؤال الأهم فهو: هل نحن كفلسطينيين أولا وكعرب عموما سنتوب عن العمل وفقا لمبدأ ردات الفعل ونكف عن إلقاء التهم؟ وهل سيكون هناك من سيضع خطة تجابهة المخططات الإسرائيلية الكبيرة التي يعتمدون في وضعها على تأخرنا الإجتماعي؟