الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

9 مؤلفات هزت البيت الأبيض.. فما نصيب ترامب منها؟

2018-01-05 10:29:56 PM
9 مؤلفات هزت البيت الأبيض.. فما نصيب ترامب منها؟

الحدث العربي والدولي

لم يخش رؤساء الولايات المتحدة من أعدائهم أكثر من خشيتهم لأتباعهم حين يمسكون بالقلم ويدونون شهادتهم للتاريخ أمام العالم، حينها فقط قد يتسبب ذلك الكتاب في زلزال سياسي يهتز له "البيت الأبيض".

 

ما بين فضائح عاطفية وجنسية لكيندي وكلينتون، وأسرار سياسية حساسة لريجان وبوش وأوباما، وصولا لكتاب "نار وغضب في بيت ترامب الأبيض" الذي سيصدر مساء اليوم، يقف الشعب الأمريكي تارة أخرى في انتظار حقائق جديدة عن أحدث سكان البيت الأبيض.. وفيما يلي عرض لأبرز تلك الكتب:

 

فضائح آل كيندي و"الموت المريب لمونرو"

لم ينل أحد من رؤساء الولايات المتحدة نصيبا وافرا من الكتب والمؤلفات مثل تلك التي حظي بها الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين جون كيندي، والذي اغتيل في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1963، قبل أن يكمل فترة رئاسته، حيث آثار كيندي الجدل بالعلاقة الغرامية التي جمعته بأيقونة هوليوود مارلين مونرو، والتي خرجت مانشيتات الصحف الأمريكية لتصرح بها، ما تسبب لحرج كبير للبيت الأبيض، خاصة بعد أن غنت أمامه، وفى مؤتمر حاشد أغنيتها الشهيرة "عيد ميلاد سعيد سيدى الرئيس"، والأكثر إثارة أنها انتحرت بعد شهرين فقط من هذا التاريخ، لتثير الشكوك إذا ما كانت قد قتلت بعلم من إدارة كينيدى.

 

لكن القسط الأكبر من الكتب والمؤلفات التي كُتبت بحق كيندي نُشرت بعد وفاته والتي غلب عليها طابع الشائعات والأسطورة، وكانت تفتقر إلى الوثائق التي نشرتها الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب هذا العام، والتي ألقت الضوء على تفاصيل الاغتيال، وتفاصيل علاقة "آل كيندى" بمارلين مونرو، ولكن تلك الوثائق أشارت إلى أن بوبي كيندى شقيق الرئيس الأمريكي الراحل ربما تورط في مقتل مونرو، والتي كانت تربطه أيضا علاقة بالفنانة المشهورة على غرار أخيه الرئيس، وذلك بعد أن علم بوبي أن الكاتب الأمريكي فرانك كابيل يقوم بتأليف كتاب عن تلك العلاقات التي تدور بين أصحاب "البيت الأبيض" ، وقد نُشر الكتاب بالفعل بعد رحيل جون كيندي عام 1964، وحمل عنوان "الموت المريب لمارلين مونرو".

 

"كل رجال الرئيس" واستقالة نيكسون

وصل الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى سدة الحكم في البيت الأبيض فى 20 يناير 1969، بعد أن فاز بصعوبة بالغة على منافسه الديمقراطي هيوبرت همفرى بنسبة 43%، ما جعل ترشحه لفترة ثانية أمرا مستحيلا، لذا فقد لجأ إلى التنصت على مقار الحزب الديمقراطي في مبنى" ووتر جيت"، وفي 17 يونيو 1972 ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي، وهم يزرعون أجهزة تسجيل مموهة، وكان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى تقديم استقالته، ومحاكمته قبل أن يصدر الرئيس جيرالد فورد عفوا رئاسيا عن نيكسون.

 

ما حدث لم يكن ليقع لولا كتاب "كل رجال الرئيس" الذي ألفه الصحفيان وود وورد، وبيرنشتإلىن بجريدة واشنطن، حيث وجها أصابع الاتهام إلى نيكسون، حيث أثبتا علمه بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي في مبنى "ووتر جيت".

 

رفض نيكسون تلك الاتهامات في بداية الأزمة، وهدد بإحالة بن برادلى ـرئيس تحرير واشنطن بوست - إلى المحاكمة، متهما إياه بالتحيز إلى الديمقراطيين، فرغم أن بن برادلى كان بمثابة صندوق الأسرار للرئيس الأمريكي السابق كيندى، إلا أنه لم يقم بذلك احتراما للصداقة التي جمعت بينهما، لكنه تجرأ وفعلها في عهد نيكسون ما تسبب في تقديم استقالته .

حظي الكتاب بمبيعات هائلة، وتم تحويله إلى فيلم سينمائي شهير يحمل ذات الاسم عام 1976، يروى تفاصيل سقوط نيكسون، وقام ببطولة الفيلم روبرت ريدفورد، وداستين هوفمان، ورشح لنيل جائزة الأوسكار.

 

"تقرير ستار" يجبر كلينتون على الاعتذار

 

عاصفة أخرى هزت أركان البيت الأبيض على أثر فضيحة "العلاقة" بين الرئيس الأسبق بيل كلينتون والمتدربة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكى، لم يتسبب بها كتاب هذه المرة، بل تقرير المحقق كينث ستار بمكتب التحقيقات الفيدرإلىة، حيث أجبر التقرير الرئيس الأمريكي على الاعتراف بكذبه كونه أعلن في مؤتمر بالبيت الأبيض أنه لم يقم علاقة مع مونيكا، واعتذر كلينتون في 17 أغسطس 1998 للشعب الأمريكي عن كذبته.

 

دخلت قضية كلينتون لوينسكي التاريخ من خلال عرض تفاصيلها في مكتبة كلينتون الرئاسية جنبا إلى جنب مع عرض فضائح الرؤساء الأمريكيين الآخرين مثل فضيحة ووترجيت لنيكسون .

 

بوش بين "مذكرات كوندى" و"ثمن الولاء"

 

ضرب الرئيس الأسبق جورج بوش الابن رقما قياسيا في عدد الكتب والمؤلفات التي كتبها أفراد إدارته، وتسببت في حرج شديد للبيت الأبيض، كونها تكشف خبايا سياسية لما تريد الإدارة الأمريكية أن تطبقه في حروبها ضد الإرهاب، وغزوها لأفغانستان والعراق، وتطبيق ما يعرف بـ"الفوضى الخلاقة" وتصنيف الدول المارقة"، وانطلاق حرب صليبية جديدة ضد أعداء أمريكا إثر هجوم الحادي عشر من سبتمبر.

 

كان كتاب "رجال بيض أغبياء" الذي ألفه المخرج مايكل مور عام 2001، أول الكتب التى تناولت بالنقد إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش ، حيث شن مور مايكل مور عليه البيت الأبيض هجوما عنيفا، حبيث قال :" إن هناك رجال بيض أغبياء يسيطرون علي حكم الأمة، وعلى رأسهم رئيس الأمة،"، منتقدا خطاب بوش يوم التنصيب"، وقد تأجل إصدار الكتاب بسبب هجمات سبتمبر، وقد تحول الكتاب إلى فيلم أخرجه مايكل مور بعنوان " فهرينهايت 11 سبتمبر".

 

كتاب "ثمن الولاء" كان ثاني أهم الكتب التي وجهت سهام النقد للإدارة الأمريكية في عهد بوش الابن، حيث ألفه بول أونيل، وزير الخزانة الأمريكي، ونص الكتاب على أن بوش كان ينوى غزو العراق قبل هجوم 11 سبتمبر.

 

أما كتاب "كل الأعداء" الذي كتبه ريتشارد كلارك، مستشار البيت الأبيض للإرهاب، فقد ذكر مؤلفه أنه عندما كان يعمل مستشارا للرئيس السابق بيل كلينتون، توفرت لديه المعلومات عن توقع هجوم إرهابي كبير على أمريكا، وقدم تلك المعلومات إلى الرئيس الجديد بوش، لكنه لم يُعر انتباها حتى وقع هجوم 11 سبتمبر.

 

أهم تلك الكتب على الإطلاق كانت مذكرات واحدة من صقور الجمهوريين، وهى كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي ووزيرة الخارجية فيما بعد، والذي حمل عنوان "مذكرات كوندى"، وتضمن سيناريوهات" الشرق الأوسط الجديد"و"الفوضى الخلاقة" التى تريد الولايات المتحدة تطبيقه على الدول العربية، ويفيض الكتاب بكراهية العرب واحتقارهم، كما قدم إشارات بالغة الدقة عن دور وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في تفكيك الجيش العراقي، وحل حزب البعث، وغيرها من الإجراءات التى مهدت لظهور الميليشيات الإرهابية التي بدأت بظهور أبو مصعب الزرقاوى، والتي أفضت فيما بعد لظهور عصابات داعش في عهد أوباما.

 

أوباما سبب ظهور داعش في رأى وزير دفاعه

 

على الرغم من شهرة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بمؤلفاته الشخصية التى جلبت له أرباحا بمليارات الدولارات، مثل كتاب "أحلام من أبى" يتناول فيه سنوات طفولته، وافتقاده لعاطفة الأبوة، على الرغم من أنه يرى أباه ملهما له في الكثير من الأمور، إلا أن الأحداث السياسية العاصفة التي شهدها العالم في فترة رئاسته مثل ثورات الربيع العربي، وانهيار عدة دول عربية على أثرها، وانتشار عصابات الإرهاب مثل "داعش والنصرة " قد أوقفته مدافعا عن كتاب عاصف ألفه وزير دفاعه ليون بانيتا يحمل عنوان" حروب جديرة بخوضها" .

 

انتقد "بانيتا" في الكتاب رئيسه باراك أوباما لسحبه القوات الأمريكية من العراق بالكامل، مما اعتبره بانيتا خلق فراغا سمح لتنظيم داعش بالنمو في تلك الفراغات الأمنية، واتهم بانيتا إدارة أوباما بمركزية قراراتها التي سيطر عليها أهل البيت الأبيض، وأن ضعف أوباما دفعه لتجنب المواجهات والمعارك السياسية وعدم حسمه الأمور في وقتها المناسب، كتراجعه عن ضرب قوات الرئيس السوري بشار الأسد بعد استخدامه السلاح الكيميائي، ما أدى لظهور روسيا على الساحة السورية .

 

ترامب .. "نار وغضب في بيته الأبيض"

 

اليوم يقف الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أمام أول الكتب التي قد تهتز لها إدارته بعد ما يقرب من عام على وصوله لسدة الحكم في البيت الأبيض، حين تصدر إحدى كبريات دور النشر كتاب "نار وغضب في بيت ترامب الأبيض" للكاتب الأمريكي مايكل وولف، ويتضمن الكتاب تصريحات للمستشار الإستراتيجي السابق لترامب ستيف بانون، والذي قام بإقالته الصيف الماضي.

 

خطورة الكتاب تكمن في الإشارات التي يرويها أكثر من مائتي شخصية عن تخبط إدارة الرئيس الأمريكى، ومدى تدخل أسرته فيها، مثل الدور الذي تلعبه ابنته ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر، ونجله الأكبر دونالد الابن، والأخطر ما قاله ستيف بانون حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، وهى القضية التي تلاحق ترامب منذ وصوله للسلطة.

 

وقد استبق ترامب صدور الكتاب بملاحقته قضائيا، لكنه لم ينجح في مسعاه إلى وقفه، فقام بالخروج عبر منصة ترامب أمس الخميس، ليقول إن مؤلف الكتاب "كاذب" وأن مستشاره السابق بانون "فقد عقله" .

 

وقد وجه المحامي رسالة إلى مؤلف الكتاب ورئيس دار النشر مطالبا بـ"وقف فوري" للتوزيع، بحجة أن الكتاب يتضمن تشهيرًا، لكن الناشر قد تهلل بتلك الرسالة، واعتبرها خطوة تسلط الضوء على الكتاب ما سيزيد من مبيعاته، فقام بتقديم موعد إصدار الكتاب ليكون اليوم الجمعة بعد أن كان مقررًا في التاسع من يناير الحالي.

 

المصدر: بوابة الأهرام