الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحدث الاقتصادي | الدولار لم يهبط لهذا المستوى منذ عامين فما هو السبب؟ (فيديو)

2018-01-16 05:20:48 AM
الحدث الاقتصادي | الدولار لم يهبط لهذا المستوى منذ عامين فما هو السبب؟ (فيديو)
الدولار (تصوير: الحدث)


الحدث- علاء صبيحات

 

سعر صرف الدولار أمام الشيقل الإسرائيلي هبط خلال أسبوعين إلى ما لم يصله سعر صرفه منذ أكثر من عامين، فهل السبب هو قوة الشيقل الإسرائيلي أم ضعف الدولار أم السببين معا؟

 

انخفاض الدولار سببه قوّة الشيقل الإسرائيلي بحسب تقارير صادرة عن مؤسسات اقتصادية لها وزنها معززةً قوته أمام الدولار والعملات الأجنبية جميعا، وعلى النقيض فانخفاض سعر صرف الدولار في الأسواق العالمية سببه سياسات ترامب اللاواعية.

 

 ضعف الدولار

 

الخبير الاقتصادي د. نصر عبد الكريم أوضح لـ"الحدث" أن المشهد السياسي الأمريكي يمثل 30% من قوة عملة الدولار، وهي سياسة خفّضت قيمة الدولار بنسبة 7% أمام العملات الرئيسية في العالم.

 

لهذا السبب حصلت انسحابات من قبل المستثمرين والمضاربين من عملة الدولار وتوجهوا لتجارة أخرى تبدوا أكثر استقرارا وأمنا كالذهب والعقارات والأصول المالية والأسهم، التي تحفظ قيمتها حتى لو انخفضت العملة إذ يتم التعويض برفع سعر السلعة، هذه الانسحابات بحسب عبد الكريم توجهت غالبا لصالح عملات أخرى مؤثرةً على الدولار.

 

فكما أوضح عبد الكريم أن المشهد الأمريكي يوحي بأن الدولار ضعيف لكنه اقتصاديا لا يزال قويا وأداؤه الاقتصادي جيد حتى الآن.

 

قوة الشيكل في قوة التقارير الاقتصادية

 

في المقابل، إن المشهد الإسرائيلي متماسك اقتصاديا رغم ضعفه سياسيا، فعلى عكس الولايات المتحدة فالضعف السياسي في إسرائيل لم يشهد سطوعا بقدر سطوع سياسة ترامب.

 

بالإضافة إلى ذلك، فقد صدر تقريران دعما الشيقل الإسرائيلي، أولهما تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في نهاية عام 2017 توقع فيه الصندوق معدل نمو اقتصادي إسرائيلي مرتفع، في ذات الوقت الذي خفّض فيه نفس التقرير توقعاته لمعدل النمو في دول أهم من إسرائيل مثل بريطانيا وكندا وألمانيا وأستراليا والصين، وهذا أعطى ثقة بالاقتصاد الإسرائيلي وأن النمو فيه مستمر.

 

التقرير الثاني صدر بتاريخ 6/ كانون ثاني/ 2018 كما أوضح الخبير الاقتصادي د.نصر عبد الكريم، صادرا عن كبار الخبراء الاقتصاديين في (بنك دوتشي الألماني) - وهو مؤسسة مصرفية معروفة ولها انتشار واسع- وصفت في تقريرها الشيقل الإسرائيلي بأنه ثاني أقوى عملة بعد اليوان الصيني.

 

السبب في تقريرهم كما قال د.عبد الكريم جاء بناءً على الاحتياطي من العملات الأجنبية في بنك إسرائيل والذي وصل لرقم قياسي قيمته 120 مليار دولار أمريكي، هذا الكم من الاحتياطي يدعم العملة المحلية وهذا سببه نجاح الأداء الاقتصادي الإسرائيلي على كل المستويات.

 

صادرات إسرائيل كما يقول عبد الكريم لـ"الحدث" زادت في عام 2017 بنسبة 6%، وهناك استقرار في حالة الموازنة العامة الإسرائيلية، وانخفضت نسبة البطالة إلى 4.5% تقريبا، بالإضافة لكل ما سبق فإن وتيرة الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل ترتفع.

 

السبب الثالث الذي يقل أهمية عن السببين السابقين بحسب عبد الكريم، هو ضم مؤشر السندات الحكومية العالمية لسندات إسرائيل، إذ أصبحت هذه السندات جزءا من آليات التسعير الدولية ويتم تداولها مما زاد من قوة الشيقل على حساب العملات الأخرى.

 

الأسباب السابقة جميعها ساهمت في تعزيز قوة الشيقل أمام الدولار، وبالتالي تشير التقديرات الآن، إلى أن  الشيقل قوي لسببين أولهما ضعف الدولار بسبب ترامب، وقوة الشيقل بسبب العمق والأداء الاقتصادي المتماسك والجيد.

 

إلى أين يتجه الدولار؟

 

لن تكون هناك انخفاضات كبيرة وإنما تدريجية ومن ثم حركات تصحيحية تمتاز بالهدوء "على نار هادئة" وبالتالي لن يكون هناك تدهور سريع كما أوضح عبد الكريم.

 

فسياسة ترامب كما قال الخبير الاقتصادي لـ"الحدث"، تسعى لإضعاف الدولار لرفع مستوى الصادرات مقارنة باليوان الصيني، لكن في المقابل هذه السياسة قد تجلب ضغوطا تضخمية على العملة.

 

وكلما كان الدولار ضعيفا هذا يؤثر على القدرة الشرائية للناس خاصة أن الولايات المتحدة تستورد السلع الاستهلاكية ولا تنتجها، لأنها تنتج السلع ذات القيمة المضافة عالية السعر، وبالتالي فإن عليه رفع الأجور وهذا يعني ضغطا على الموزانة الأمريكية العاجزة أصلا.

 

أما هيمنة الدولار ستُفقد في ظل سياسة كتلك التي يتّبعها ترامب، كما أضاف عبد الكريم، وبالتالي سيرحل عنه المستثمرون علما بأن الدولار حاليا يهيمن على ثلثي الكتلة الاقتصادية النقدية في العالم بنسبة 67%.

 

وأضاف عبد الكريم أنه في المقابل الاحتياطي الفدرالي الأمريكي يمتلك سياسات استخدمها من قبل يؤثر فيها على سعر الصرف ووظيفته هي مراقبة الدولار والموازنة بين نظرتي التجارة العادلة مع الصين و بمقابل أن لا يفقد الدولار قوته، العملية وصفها د.نصر عبد الكريم بالمعقدة والطويلة والضخمة ولا يمكن التنبؤ بما يجري بشكل دقيق بناء عليها.

 

فأسعار العملات بنظر عبد الكريم تتأثر بأكثر من 100 عامل ويكفي أن يحصل حادث أمني واحد ليقلب المعادلات جميعها، ومن المتوقع أن يستمر الشيقل قويا والدولار ضعيفا إذا بقيت الامور في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وعلاقة إسرائيل مع السلطة كما هي.

 

ويبقى جزء من الموضوع غير مبني على العقلانية الكاملة كما قال عبد الكريم وإنما مبني على سلوك المضاربين الذين يدخلون لشراء الدولار إذا انخفض كثيرا، إذ أن هناك قاع للعملة وهذه فرصة ذهبية بنظرهم.