الحدث- محمد غفري
منذ أيام تواصل أذرع الإعلام المصري المقربة من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، شن حملة على صحفي مصري، بادعاء أنه من انتحل صفة ضابط المخابرات في التسريبات الأخيرة، وهو ما نفاه الصحفي بشكل قاطع.
وكان النائب العام المصري نبيل صادق قد أمر يوم الثلاثاء الماضي، بإجراء تحقيق عاجل في ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من تسريبات قالت إنها لضابط بالمخابرات المصرية يقدم فيها توجيهات إلى عدد من مقدمي البرامج التليفزيونية والفنانين، تتعلق بكيفية تناولهم لقضية القدس بعد إعلان ترامب العدائي، بما يتماشى مع الأمن القومي المصري.
وقبل اسدال الستار عن نتائج التحقيقات بشكل رسمي، سارع موقع "مبتدأ" المصري، إلى الادعاء بكشفت التحقيقات الأولية فى واقعة التسجيلات، وأن صاحب الصوت لم يكن ضابط في المخابرات المصرية وإنما هناك من انتحل هذه الصفة، وأجرى المكالمات مع عدد من الإعلاميين والفنانين، وهو مذيع قناة الشرق الإخواني سامى كمال الدين.
وبحسب موقع "مبتداً"، المقرب من جهاز المخابرات المصري، فإن المحققين أجروا مقارنة تقريبية للأصوات المذاعة فى التسجيل، وأنه من خلال التقنيات الحديثة تبين أن صاحب الصوت هو المذيع سامي كمال الدين المقيم حالياً في تركيا.
ما نشره موقع "مبتدأ" انتشر كالنار في الهشيم لدى مختلف الفضائيات والمواقع المصرية، منهم من حسب كمال الدين على الإخوان المسلمين كجهة مصرية معارضة، ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك وقال بأنه إيراني شيعي، وما إلى ذلك من اتهامات بالخيانة.
الصحفي سامي كمال الدين نفى كافة التهم المنسوبة إليه بأنه ينتمي لجماعة الإخوان المسليمن، أو قام بانتحال صفة ضابط المخابرات المصري أشرف الخولي، وقال لـ"الحدث"، إنه "إعلام الصوت الزاعق والمكارثية الحاجبة لضوء الحقيقة، إنها أكاذيب يقوم بها إعلام عبد الفتاح السيسي لإرهاب كل من ينتقدوه أو يقفون ضده".
وأضاف كمال الدين، أن أحدث التهم الموجهة إليه بعد اتهامه بأنه "إخواني إرهابي وعميل خائن للوطن"، بالرغم من انتقاده الدائم للرئيس السابق محمد مرسي، أنه من انتحل صفة الضابط المصري.
وأكد كمال الدين، أن هذه التسريبات كشفت الحقيقة، وكيف يدار الإعلام من خلال هاتف المخابرات.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أعلنت مراراً تمسكها بصحة تسريباتها لمكالمات ضابط المخابرات الحربية المصري أشرف الخولي مع عدد من الإعلاميين والفنانين.
ونشرت الصحيفة تصريحاً لمحرر الشؤون الدولية مايكل سلاكمان، يقول فيه إن التقرير عبارة عن عمل صحفي معمق مهم ومترابط، وإن الصحيفة تتمسك بكل ما جاء فيه من معلومات.
كذلك أكد معد التقرير لصالح صحيفة "نيويورك تيامز" في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن الصحيفة تلتزم بكل ما ورد في التسريبات التي نشرتها.
وبينما تؤكد صحيفة "نيويورك تايمز" صحة ما نشرته من تسريبات، وينفي الإعلامي المصري سامي كمال الدين ما نسب إليه بالدلائل، نبقى في انتظار ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات وإعلانها بشكل رسمي.