الحدث- محمد غفري
منذ أكثر من شهر، تغرق قبة الصخرة المشرفة إحدى أبرز المعالم المعمارية في المسجد الأقصى المبارك في الظلام، فلم تعد تضيء قلب عاصمة الفلسطينيين المحتلة ليلا، وسط تحذيرات من مخططات تهويدية خطيرة تسعى خلفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أوضحت في بيان صحفي اطلعت عليه "الحدث"، أن السبب الرئيس وراء إطفاء أنوار قبة الصخرة الـمشرفة ليلا خلال الأيام الـماضية هو نتيجة تماس كهربائي.
ولكن الأخطر من ذلك، بحسب ما ورد في البيان، أن دائرة الأوقاف لم تتمكن من إصلاحه حتى اليوم نتيجة تدخل شرطة الاحتلال، ومنع إدخال الـمواد اللازمة لذلك، رغم حرص الدائرة على توفير هذه الـمواد منذ اللحظة الأولى لحدوث الخلل.
وفي سياق انتهاكات الاحتلال الممنهجة بحق المسجد الأقصى، أبلغت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، مكتب إعمار المسجد الأقصى، التابع لدائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، بمنع العمل والترميم في المسجد ومرافقه، وكل من يخالف ذلك سوف يتعرض للسجن.
فرض سيادة جديدة
رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات قال، إن ما يقوم به الاحتلال في المسجد الأقصى ينظر إليه من ثلاث زوايا، أولها هو محاولة فرض السيادة والإرادة المطلقة على المسجد الأقصى، ومحاولة إنهاء دور الوصاية الأردنية، وهذا اعتداء سافر على الحكومة الأردنية وليس فقط على لجنة الإعمار.
الزاوية الثانية بحسب بكيرات، أن مشهد وجود المسجد الأقصى بهذا المشهد العمراني الواضح في قلب مدينة القدس، يشكل شوكة في حلق الاحتلال للتخلص منه، وبالتالي يحاول فرض إهماله حتى ينهار، ويحقق الاحتلال رؤية لمشهد عمراني يهودي جديد.
الزاوية الثالثة، أوضح بكيرات لـ"الحدث"، أن إسرائيل استغلت قرار ترامب والوضع العربي المتهالك بالانفراد في المسجد الأقصى، لتحقق ما تريد من القدس وجعلها عاصمة للدولة اليهودية.
دائرة الأوقاف الإسلامية في بيانها الصحفي أكدت، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية لا تزال تمارس أبشع الجرائم بحق الـمسجد الأقصى الـمبارك من خلال منع استكمال الـمشاريع، وخاصة مشروع إنارة قبة الصخرة الـمشرفة من الخارج إلى جانب كافة الـمشاريع الهادفة للحفاظ على إسلامية الـمسجد الأقصى.
الهدف.. إفراغ المسجد الأقصى
وقالت دائرة الأوقاف إن تدخلات الشرطة طالت أبسط الأمور داخل ساحات الـمسجد الأقصى، فمديرية مشروعات إعمار الـمسجد باتت لا تستطيع تصليح أو ترميم أي عطل أو خلل يطال أبسط مرافق الـمسجد ويتعرض موظفوها للملاحقة والاعتقال الـمتكرر.
وأكدت أن الاحتلال يسعى إلى إفراغ المسجد الأقصى من المسلمين عبر تحويله إلى ثكنة عسكرية من خلال الحواجز العسكرية الـمحيطة به، ونشر آلات التصوير والـمراقبة والـمجسات الإلكترونية بمحيطه وباتجاه ساحاته بهدف تفريغه من الـمسلمين، وتمكين الـمتطرفين اليهود من اقتحام ساحاته بأعداد كبيرة جدا.
الأردن: لا علاقة لإسرائيل بترميم وصيانة الأقصى
من جانبه ندد محمد المومني وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام بمطالبة إسرائيل إدارة أوقاف القدس بوقف كافة أعمال الصيانة والترميم في المسجد الأقصى.
وأكد المومني أن جميع شؤون المسجد الأقصى هي من اختصاص إدارة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وفقا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وأن لا علاقة للسلطات الإسرائيلية بأي من أعمال الصيانة والترميم في المسجد.
وأعرب المومني عن رفض المملكة لمثل هذه التصرفات الاستفزازية، وعن عزمها الاستمرار في النهوض بمسؤولياتها في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.