الجمعة  04 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | ليلة سيرويها سكان عزون لأحفادهم

2018-01-17 12:13:35 PM
متابعة الحدث | ليلة سيرويها سكان عزون لأحفادهم
مواطنون يحرسون قريتهم من اعتداء المستوطنين (أرشيف)

 

الحدث- علاء صبيحات

 

مرّت الليلة الماضية على أكثرنا، بشكل ممل وبارد، لا أحداث هامة تذكر فيها إلا أهل بلدة عزون شرق قلقيلية بعد أن صدحت سماعات المساجد فجر اليوم: أن هبوا لنجدة أرضكم فالمستوطنون يحاولون اقتحامها، ولم تكتفِ عزّون فقط بل مدينة قلقيلية نادت لمساعدة الناس في عزون على مقاومة المستوطنين.

 

يقول شهود عيان لـ"الحدث" إن أكثر من 400 شابٍ من بلدة عزون ذهبوا "لاستقبال" سيارات المستوطنين بالقرب من المدخل الشمالي للبلدة، حيث كانت تقف هناك أكثر من 10 سيارات محشوة بالمستوطنين تهم باقتحام البلدة بحماية سيارات الاحتلال.

 

تم تلقينُ المستوطنين درسا قاسيا هناك، إذ دُمّرت سياراتهم وانتهى بهم المطاف الاستنجاد بالجيش لحمياتهم من سخط الحجارة التي انهالت عليهم كالمطر كما نقل الشهود.

 

استنفرت البلدة كاملة حتى أن الشيبان من عمر السبعين تواجدوا في المكان، وكانوا كما الشبان تماما يلقون الحجارة ويتصدون لمحاولة الاقتحام، كاقتحامات سابقة يذكر منها الشهود أحداثا لا تزال البلدة عن بكرة أبيها تحفظ تفاصيلها.

 

فقد أكّد شاهد العيان أنه في ثمانينات القرن الماضي اقتحم المستوطنون القرية وحُشروا فيها وضُربوا وسحلوا حتى أن الأمر لزم أكثر من 150 جنديا ومروحيات وآليات كبيرة تابعة لجيش الاحتلال من أجل إخراج من علق في البلدة من المستوطنين، وتكررت المحاولة في انتفاضة الأقصى وجوبهوا برد أعتى، وهذه هي المحاولة الثالثة الأقوى منذ ذلك الوقت، التي رجّح الجميع على أنها محاولة لدس نبض البلدة ومعرفة ردة فعلها.

 

ومدح مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس ما قام به شبان عزون، وقال لـ"الحدث" هذه هي المقاومة الشعبية، فدعم الصمود لا يكون بدفع الأموال بل بالوقوف على الأرض وإظهار القوة والانتصار في منع اقتحامات المستوطنين.

 

وأضاف دغلس إن عزّون مليئة بالشباب المقاوم "فإنك تجد في عزون شبانا يبلغون من العمر 18 عاما وقد سُجنوا عند الاحتلال للمرة الرابعة، أو تجد غياب ستة أو سبعة طلاب عن الصف المدرسي لأنهم في الأسر".

 

وأكّد دغلس أن ما جرى بالأمس يجب أن يحدث ويتكرر في كل منطقة يتواجد المستوطنون فيها، وقد تم التعميم على الأوقاف لإعطاء مفاتيح المساجد لشبان القرى من أجل الدعوة لنفير البلدان في أي محاولة لدخول المستوطنين.

 

انتهى الأمر بأكثر من 80 إصابة بالغاز المسيّل للدموع والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، وعشرة سيارات مدمّرة على الأقل، تعود ملكيتها للمستوطنين الذين حاولوا تنفيذ الاقتحام، وهذا ما رسّخ ثبات المقاومة الشعبية في وجه المستوطنين وهمجيتهم.

 

وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية قد أوردت تفاصيلا مفادها إصابة عدد من المواطنين، فجر اليوم الأربعاء، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، خلال مواجهات اندلعت عقب محاولة مستوطنين اقتحام بلدة عزون شرق قلقيلية.

 

فيما تعمدت القوات قطع التيار الكهربائي بالتزامن مع محاولة الاقتحام، بيد أن تكبيرات المساجد وتأهب المواطنين حال دون ذلك.