الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص الحدث | كيف أصبح تغيير النظام في الأردن مطلبا اسرائيليا امريكيا؟

2018-02-12 05:23:59 AM
خاص الحدث | كيف أصبح تغيير النظام في الأردن مطلبا اسرائيليا امريكيا؟
الملك عبد الله الثاني

خاص الحدث

تدفع الأردن ثمن مواقفها السياسية من قضية القدس، لتصبح المعادلة التخلي عن الدفاع عن القدس وتأييد قرار ترامب مقابل إعادة تدفق المساعدات المالية لها.

الأردن شهدت خلال الفترة الأخيرة موجة من الاضطرابات والاحتجاجات التي جاءت على خلفية زيادة ضريبة المبيعات وأسعار الوقود ورفع الدعم عن أسعار الخبز بأنواعه في وقت سابق من الشهر الماضي. 

وكانت الحكومة الأردنية قد  دعت الأردنيين إلى تفهم موقفها، وتحدثت قبل أيام عن عجز خانق في الموازنة وعن قطع المساعدات والمنح عنها. وقال ملك الأردن عبد الله الثاني في لقاء مع بعض طلاب الجامعة الأردنية إن قطع المساعدات الدولية يرتبط بالموقف الأردني المدافع عن القدس.

 

معادلة تغيير النظام


المعادلة سهلة وبسيطة إن إسقاط المؤسسة السياسية التي تمثل السيادة (على الأقل في الواقع العربي) يسهل تمرير المشاريع الكبيرة المرتبطة بالظاهرة السياسية المكونة لطبيعة الدولة. ولهذا الغرض تجري دولة الاحتلال سلسلة من الندوات واللقاءات في محاولة للترويج لهذا الأمر. 

قبل شهر، وبحضور المعارض الأردني مضر زهران وقادة من اليمين الإسرائيلي، عقدت ندوة في القدس تحت عنوان "الأردن هي فلسطين". حضر الندوة قادة إسرائيليون ومفكرون من الولايات المتحدة، وناقشت الندوة الكيفية التي يمكن من خلالها تطبيق استراتجية الوطن البديل عن فلسطين للفلسطينيين. وفي ختام الندوة أشار زهران للحاضرين بأن ذلك لا يمكن ان يتم بدون تغيير النظام.

وإذا ربطنا ما بين الندوة السابقة الذكر وما بين العوامل التي تساهم في تحقيق أهدافها فإننا نصل لنتيجة مفادها أن النظام يصبح هدفا للتغيير من أجل إحداث تغيير جذري وكبير يتجاوز مسألة النظام لقضية الدولة والسيادة، ما يؤسس لقواعد ظاهرة سياسية جديدة.

 

إسقاط الطائرة 

 

بعد الندوة بأسابيع، بدأت وسائل الإعلام العبرية تتحدث عن إمكانية دخول مجموعات مسلحة تابعة لإيران لمواجهة إسرائيل من خلال الأراضي الأردنية. 

بالأمس القريب، كانت وسائل الإعلام العبرية تتحدث عن إسقاط طائرة إيرانية فوق دولة الاحتلال، وتحدث الإسرائيليون عن مسار رحلة الطائرة الإيرانية مؤكدين أن الطائرة اخترقت الأجواء الأردنية وحلقت في سماء الأردن قبل دخولها لإسرائيل.

ولا أحد يعلم إن كانت فعلا مرت هذه الطائرة من الأردن، وأنها سقطت بمجرد دخولها "لإسرائيل الدولة ذات  السيادة" .. لكن هذا ما قاله الإعلام العبري.

 

البديل من خارج الأزمة لحل الأزمة

 

إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص القدس هو إعلان كبير يراد له أن يغير شكل المنطقة، فالسياستان الأمريكية والإسرائيلية تعتمدان مبدأ "البديل من خارج الأزمة لحل الأزمة" في كثير من القضايا العالقة، وأن يتم طرح الأردن كوطن بديل في ندوات ونقاشات إسرائيلية هو فضح للمستقبل الخطير وجديته، ولا يمكن تصنيع هذا المستقبل بدون إحداث تغيير جذري في الأردن لتحقيق هذا الطرح.

الأمر الجدير بالذكر، أنه وفي الأحداث الأخيرة في الكرك، ركزت بعض وسائل الإعلام على مسألة حرق مقر يعود للمؤسسة الأمنية. ما من شك أن للمواطن احتياجاته وأن من حق المواطن أن يحتج في حال تم التقصير في حقه، ولكن أيضا من واجب المواطن أن يقرأ المشهد بعموميته، وعلى المواطن الأردني أن يدرك أن الأردن تحت مجهر المشاريع الكبيرة، فليحافظ هذا المواطن على الرموز التي تحقق له سيادته حتى لو اختلف معها.

 

خلاصة القول، الإسرائيلي واع جدا للطبيعة التي تحكم كل نظام عربي، ومدرك جدا لطبيعة التعاقد السياسي داخل كل دولة عربية، فبالتالي إمكانية التغيير تأتي من خلال ضرب عناصر هذا التعاقد.