متابعة الحدث | شخص غريب ظهر فجأة في شوارع غزة في عام 1976 .. ماذا كانت مهمته؟

الحدث ــ محمد بدر

يروي الكاتب والمؤرخ الفلسطيني محمد البوجي في كتابه "التراث الفلسطيني والمواجهة" عن شخص غريب ظهر فجأة في شوارع غزة في عام 1976، كان يشتري الثوب الفلسطيني من النساء الفلسطينيات، واللواتي اضطررن لبيع بعض أثوابهن تحت ضغط الحاجة خاصة أن غزة كانت تعيش تحت حصار إسرائيلي في تلك الفترة.

وبحسب البوجي فإنه تبيّن هذا الشخص الغريب، كان يشتري الثوب الفلسطيني ويبيعه لتاجر إسرائيلي في تل أبيب، ثم يكتب على الثوب الفلسطيني "صنعته نساء إسرائيل".

في بدايات الاحتلال، كانت المعركة مع الاحتلال شرسة في موضوع الثوب الفلسطيني. كانت زوجة وزير جيش الاحتلال مناحيم بيغن تلبس الثوب الفلسطيني خلال استقبال زوجها للوفود الرسمية، وحتى مضيفات الطيران في شركة العال كن يلبسن هذا الثوب.

ويرى الكاتب الفلسطيني نبيل علقم أن الهدف الرئيس من العدوان على التاريخ والتراث والرموز المادية والبشرية والمعنوية، فهو ذو شقّين مرتبطين ببعضهما البعض أشد الارتباط وهما بناء هوية إسرائيلية، وتدمير الهوية العربية الفلسطينية.

وبحسب علقم يعود هذا الارتباط بينهما لسبب بسيط هو أنه لم تكن هناك هوية إسرائيلية، وبالمقابل هناك هوية عربية إسلامية (ومسيحية) في هذا الجزء من بلاد الشام ومن الوطن العربي.

ويعتبر الثوب الشعبي الفلسطيني بحلته الحالية محصلة حضارية لسنوات طويلة من وجود الفلسطيني على هذه الأرض، لذلك سعى الاحتلال لسرقة هذا التراث وتزييف حقيقته، فالمعركة لم تقتصر فقط على الأرض، لقد كانت معركة حتى على الحرير.