كتب: أحمد زكارنة
الغوطة الشرقية، منطقة منكوبة يعيش ما تبقى من أهلها في الملاجئ.. من يخرج منها بحثا عن طعام أو شراب يجد قذائف الموت بانتظاره.. هذا ما تعيشه هذه البقعة الجغرافية من العالم في بلد كان يسمى "سوريا" فبات يطلق عليه بلد الموت.
أكثر من أربعمئة مدني قتلوا في ريف دمشق وبالتحديد في الغوطة الشرقية بغارات جوية منذ الـ 19 فبراير/شباط 2018 على يد من يوصف بالتحالف العسكري الروسي السوري في المنطقة.
القصف على الغوطة الشرقية على بعد نحو 15 كلم من مركز دمشق، تستخدم فيه قوات التحالف، ما يطلق عليه بالبراميل المتفجرة التي لم تسلم منها حتى المستشفيات -13 مشفى على الأقل وفق منظمات طبية سورية- خرجت ستة منها على الأقل من الخدمة.
فيما أكد عدد من المسعفين قبل يومين، أن القنابل تستهدف بشكل مباشر سيارات الإسعاف التي تحاول الوصول إلى مواقع الغارات.
ولأن الغوطة الشرقية باتت منطقة نزاع دولي، فضلا عن كونها منطقة تجارب مسلحة بحسب عديد المنظمات الدولية الإنسانية، فإن الصراع فيها وحولها يشتد يوما بعد يوم، في ظل عجز المنظمات الدولية التي تدعي متابعتها لشؤون الإنسان أينما وجد.
ولأنها كذلك، يؤكد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أحمد خازم: أن عسكريين أمريكيين يقومون بحشد مسلحين من مختلف المجموعات لإشراكهم في القتال ضد القوات الحكومية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
ونقلت وكالة "نوفوستي"، اليوم الجمعة، عن خازم قوله إن الولايات المتحدة تحشد مسلحي تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات في إدلب ومناطق أخرى، وتحاول نقلهم إلى التنف (حيث القاعدة العسكرية الأمريكية) لإيصالهم بعد ذلك إلى الغوطة الشرقية بهدف إحباط خطط الجيش السوري في تطهير المنطقة.
وأضاف خازم أن سكان دمشق وضواحيها ينقلون معلومات حول ما يقوم به المسلحون من الغوطة إلى منظمته على أن ترفع الدعاوي القضائية إلى المحاكم السورية والدولية.
وأوضح خازم أن تلك الدعاوي الجماعية تقدم بهدف لفت انتباه الرأي العام الدولي، وبخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى ما يحدث في دمشق والغوطة الشرقية.
وقال: "بذلك، نحاول أن نحيل إلى العدالة المسؤولين عن مقتل وإصابة المدنيين وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات. أريد لفت الانتباه إلى أن بعض وسائل الإعلام تجاوزت كل الحدود في نشر الأكاذيب، ويجب إدانة أفعال جميع الجناة، سواء أكانوا رؤساء حكومات أو دول".
هنا الغوطة، وصمة العار التي ستبقى شاهدة على تخاذل هذا العالم الجبان... وهنا أطفال الغوطة اللذين لم يجدوا بشرا يمكنهم أن يشعروا بما يشعرون تحت القصف في مدينة الموت التي كانت تسمى مدينة "الغوطة" فهل سيحاول العالم أن يدافع عن إنسانية بدفاعه عن روح الغوطة التي لم تعد تحلق، وإنما فقط تزهق؟