الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لن تُغلق أبواب كنيستنا

2018-02-26 05:48:07 AM
لن تُغلق أبواب كنيستنا
رولا سرحان

"يكفي" أو enough is enough ، التي علقت على أبواب كنيسة القيامة بالأمس الأحد، عبارة واحدة موحدة لموقف بطاركة القدس الثلاثة، بطرك الروم الكاثوليك، والروم الأرثودكس والأرمن، الذين أعلنوا في موقف تاريخي واحد نادر الحدوث قائلين "أغلقت أبواب كنيستنا ولن تفتح حتى إشعار آخر".

ويدرك البطاركة الثلاثة أن غلق أبواب الكنيسة اليوم يعني الحفاظ عليها مفتوحة إلى الأبد، تماما مثل ما حدث مع إغلاق أبواب المسجد الأقصى في تموز 2017، فهي إما أن تغلق إلى الأبد أو تفتح إلى الأبد، نظرا لخطورة وحساسية الموقف، الذي يهدد الوجود المسيحي في القدس.

تمثلت أزمة الكنيسة في أمرين:

الأول:  إنهاء الإعفاء الضريبي لممتلكات الكنيسة في القدس والحجز على الحسابات المصرفية لها لتسديد ديون ضريبة "الأرنونا" بأثر رجعي.

الثاني: تقديم مشروع قانون يسمح بنزع ملكية الأراضي التابعة للكنيسة والتي يتم بيعها للقطاع الخاص.

أهمية الخطوة التي قام بها بطاركة القدس يجب أن يتم إسنادها بموقف أبعد مما يتم طرحه من قبل بعض الأصوات التي تتذرع بحل الأزمة عن طريق تسديد ما تصفه دولة الاحتلال بـ "ديون الكنسية". ذلك أن تسديد تلك الديون سيُشكل سابقة قانونية يعتمد عليها الاحتلال في محاكمه لشرعنة إنفاذ وتطبيق قانون الأرنونا على أملاك الكنسية في القدس.

كما أن الأمر سيُشكل سابقة تاريخية تُهدد وجود المسيحيين في القدس، فإعفاء الكنيسة من الضريبة أمر احترمته حكومة الانتداب البريطاني وأيضا المملكة الأردنية الهاشمية، فهو موجود منذ العهد العثماني عندما عمل محمد علي باشا على تعيين إبراهيم باشا حكمدارا (حاكما عسكريا) على بلاد الشام فقام إبراهيم باشا بإلغاء الجزية، وسمح ببناء الكنائس وترميمها وألغى الضريبة المفروضة على كنيسة القيامة في القدس والتي كانت قاسية فتسببت في رهن أملاك الكنيسة وبيعها لسداد ديونها.

ما يحاول الاحتلال وآلته الإعلامية تسويقه هو أن الضريبة لن تطبق على دور العبادة، وإنما ستُطبق على الأملاك الخاصة كالفنادق أو المطاعم وغيرها، في محاولة للتخفيف من وطأة الأمر، لكن التجربة العملية مع الاحتلال تتمثل دائما في فرض أمر واقع وشرعنته وإعطائه الصبغة القانونية للانتقال إلى المرحلة التالية.

إن الحلم الإسرائيلي هو إقامة دولة يهودية خالصة، بلا مسيحيين وبلا مسلمين، فبالنسبة لهم لا يعنيهم أنه من هناك قام المسيح، ومن هناك عرج محمد.

ما يعنيهم هو أن فتح أبواب هيكلهم يقتضي إغلاق أبواب الأقصى وكنيسة القيامة.

وما أثقل أبواب الأقصى، ما أثقل أبواب كنيسة القيامة.