الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تمثال الشاعر لـ الشاعر: أحمد الملا

2018-03-07 10:31:33 AM
تمثال الشاعر
لـ الشاعر: أحمد الملا

حظّي قليلٌ

مع الناس

حين يعرفونني جيداً،

لي حديقةُ أفكارٍ

مهجورة؛

 

"يتراقصُ فيها جِنٌّ وأبالسة"

هكذا

يُخِيف الجيرانُ أطفالَهم،

كلما مرّوا مهرولينَ أمامَها

وفي الليلِ يهمسونَ قبساً من ناري

في جَوْفِ عشيقاتِهم.

 

حظّي قليلٌ

مع الآن،

فكلما أعلنتُ عن ولادةِ شجرة؛

رُجمت بأحجارٍ مقلوعةٍ من سوري.

 

يتشهَّوْنَ وردي

ويُوغِرونَ صدرَ النهر،

أراهم من السطوحِ يحذِّرون الغيمَ

ويشيرونَ نحوي. 

 

أبوابُ حديقتي سبعةٌ مشرعةٌ على العشب،

شجرٌ مُصْطَفٌّ،

ورودٌ مائلةٌ من قلّةِ القاطفين،

كرسيٌّ طويلٌ قوَّسَهُ غيابُهم

وها أنا في آخرِ الحديقةِ

واقفٌ

بخطوةٍ متقدّمةٍ عن صفِّ الشجراتِ العتيقة

واقفٌ لا أتزحزحُ

عينايَ على الأبوابِ المخلّعة

ويدايَ يبستا في الهواءِ من شدّةِ الشوق،

أعشابٌ هوجاءُ تطاوَلت،

ريشٌ على كتفي،

وذَرْقُ طيورٍ مهاجرةٍ

لطّختْ معدني.

 

حظّي قليلٌ

لستُ نادماً على أحدٍ

سوى من أحببتُ

الذين دخلوا

الذين أكلوا قصائدي

الذين احتطبوا

وراحوا

متفرّقينَ في خروجِهم

وقبُيل اختفائِهم

شدّوا أقواسَهم بقسوة

لم يطالعوني وصوّبوا.

 

هم

يعرفونَ مواجعي جيدا

لهذا لم تخطئْنِي

ولم تصبْنِي سهامُهم.