الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عجلة إعادة الإعمار في غزة.. بدأت واهنة ومازالت تحبو

2014-11-26 09:52:46 AM
عجلة إعادة الإعمار في غزة.. بدأت واهنة ومازالت تحبو
صورة ارشيفية
 
 
غزة- محاسن أُصرف

دخول مواد البناء بين الفينة والأخرى عبر معبر كرم أبو سالم وإن كان بكميات محدودة لم تتجاوز في أحسن حالاتها 75 شاحنة أُدخلت إلى القطاع منتصف أكتوبر الماضي وأخيرًا 28 شاحنة أُخرى أُدخلت أمس، يعني وفق الآلية الدولية لإعمار قطاع غزة أن عجلة إعادة الإعمار بدأت بالدوران.
 
وأكد على ذلك مفيد الحساينة وزير الأشغال في حكومة "التوافق الوطني" الذي رأى أن دخول الأسمنت ولو بالكميات الزهيدة التي يدخل بها أفضل من العدم، كما وأنه يُعلق آمالًا كبيرة على وعودات "سيري" بإستمرار إدخال مواد البناء يوميًا أو كل أربع أيام مرة في الأسبوع، لكن مواطنون وخبراء يرون أن تروس عجلة الإعمار بدأت على وهن ومازالت تخطو بقدمي سُلحفاه مؤكدين أنها لا يُمكن أن تُحقق إنجازًا ملموسًا للعيان إذا ما بقيت الكميات على حالها وأوقات الإدخال كل أسبوع مرة أو حتى مرتين في الأسبوع إن لم تكن مرة كل شهر وفقًا لحالة مزاج الاحتلال "الإسرائيلي" في فتح وإغلاق المعبر.

تجاهل معاناة المتضررين

وسمحت "إسرائيل" أمس بإدخال فقط (28) شاحنة من الأسمنت أي ما يُعادل 1120طن فقط، لإعادة إعمار ما دمرته حرب ضروس استمرت 51 يومًا وأتت على أكثر من 100 ألف منشأة في القطاع ما بين هدم كلي وآخر جزئي، سواء في المنازل أو المصانع أو المؤسسات والوزارات والمرافق الحكومية والأهلية.
 
ويتساءل المواطنون في القطاع كيف يُمكن لـ 1120 طن من الأسمنت أن تبني وتُعمر القطاع حتى وإن استمر دخول هذه الكمية يوميًا، وقال أحدهم بنبرةٍ غاضبة :"نحن نُعاني الأمرين نتيجة بطء عمليات إعادة الإعمار"، وتابع الرجل ويُدعى أبو محمد النجار من بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس البداية كانت بدفع تعويضات لمن تضررت بيوتهم بشكل بسيط والمرحلة الثانية التي أُعلن عنها سيستفيد منها من هُدمت بيوتهم جزئيًا وفي المقابل نحن سننتظر طويلًا في حياة الصفيح – في إشارة منه إلى الكرفانات التي يقطنها المهدمة بيوتهم في بلدته-، وتساءل :"هل يُمكن أن ننتظر طول فصل الشتاء الذي أتى باكرًا مبشرًا بمنخفض تلو الآخر؟! هل تقبل الحكومة أن نبقى العراء؟!
 
يُذكر أن "حسين الشيخ" وزير الشئون المدنية في "حكومة التوافق" قد أعلن قبل يومين عن بدء المرحلة الثانية من إدخال مواد البناء لتنفيذ مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة، وقال في تصريحات صحافية أن:"هذه المرحلة الأكبر من حيث العدد والكم في الاستفادة من مواد البناء"وقدر عدد  المستفيدين من المرحلة الثانية بـ24 ألف أسرة تقريبًا.

كميات لا تؤثر

ولم يكن "م. نبيل أبو معيلق" نقيب المقاولين في قطاع غزة، أقل غضبًا من المواطنين الذين انتقدوا آليات ومراحل إعادة الإعمار سواء من حيث كميات المواد الداخلة للإعمار أو من حيث عدد المستفيدين ممن تهدمت بيوتهم وباتوا يواجهون مصيرهم في العراء، وقال في تصريحات خاصة لـ"الحدث" :"بالمطلق لن تُمكن الكميات القليلة من الأسمنت التي تدخل إلى القطاع بين الفينة والأخرى من تدوير عجلة الإعمار بالسرعة المطلوبة"، وأشار إلى أن الكميات "ضئيلة جدًا" بالمقارنة مع حجم الدمار الذي خلفه العدوان على مدار 51 يومًا، وتابع بالقول:"لدينا حوالي 90 ألف بيت ضرر جزئي و20 ألف هدم كلي وضرر بليغ بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية ولن تكفيها بأي حال من  الأحوال الكميات المقطوعة من الأسمنت التي تدخل إلى القطاع"، ولفت في تصريحاته لـ"الحدث" أن قطاع غزة يحتاج إلى إعادة الإعمار في كل المجالات سواء البنى التحتية والمصانع والقطاع الخاص والمدارس والمستشفيات، مُعقبًا :"أن إدخال 28 شاحنة اليوم حتى لو استمر دخولها يوميًا بهذا القدر فإننا بحاجة إلى 60 عام لإعمار القطاع، خاصة في ظل الدراسات الدولية التي أكدت سابقًا على أن إدخال 100 شاحنة يوميًا من مواد البناء ومستلزمات الإعمار كفيل بإعمار القطاع في غضون 20 عامًا وأن إدخال 1000 شاحنة يُمكن أن يُنهي إعادة الإعمار في عامين أو ثلاث على الأكثر، داعيًا الحكومة إلى الإصرار على إدخال 1000 شاحنة يوميًا من مستلزمات البناء من الأسمنت والحديد والبسكورس والحصمة والبوتمين أي المواد الإنشائية الخمسة الممنوعة بالإضافة إلى رفع الحصار كليًا عن قطاع غزة وليس تسهيل الحصار أو إدارته من قبل الموسسات الدولية مؤكدًا أن ذلك سيُنهي معاناة المواطنين وإلا لن يكون هناك فائدة من الإعمار وفق الآلية المعقدة التي تسير بها الآن.

أفضل من العدم

ورغم الانتقادات الاسبقة إلا أن "مفيد الحساينة" وزير الأشغال والإسكان في حكومة "التوافق الوطني" بدا أكثر أملًا في تسيير عجلة إعادة الإعمار في الدوران بخطى سريعة تُنهي ولو جزءًا من معاناة بعض المواطنين المشردين، وقال في تصريحات خاصة بـ"الحدث" :"دخول 28 شاحنة من الأسمنت بالأمس باب أمل ببدء المرحلة الثانية من الإعمار بشكل جيد ونتمنى أن يكون هناك توالي لهذا العمل حتي يبدأ أبناء القطاع الذين هُدمت بيوتهم في العدوان الأخير بتلمس إعادة الإعمار واقعًا"، وتابع "نأمل أن تسير آلية إدخال مواد البناء في المرحلة الثانية بطريقة تُلائم حاجة المواطنين المُهدمة بيوتهم في القطاع.
 
يُذكر أن الكميات التي دخلت من الأسمنت أمس والمُقدرة بـ1120طن من الأسمنت بإمكانها – وفق تقدير الحساينة- أن تُسهم في تصليح وتأهيل 600 منزل ممن تضرروا جزئيًا خلال الحرب آملًا أن يزداد العدد في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة وفقًا للوعود التي قطعتها وزارة الشئون المدنية مع الجانب الإسرائيلي بزيادة الكميات تباعًا.بحيث يتم إدخال كميات مواد البناء للمرحلة الثانية من الإعمار على فترات متقاربة يوميًا أو يوم بعد يوم أو كل أربع أيام مرة، وقال:"طالبنا المسئولون الدوليون أن يتم إدخال مواد البناء يوميًا للقطاع من أجل تسريع عملية البناء وجعلها ملموسة أمام المدمرة بيوتهم ونأمل الموافقة".
 
وفي حال تم إعادة الإعمار في كافة القطاعات داخل قطاع غزة فإن الحاجة لمواد البناء لن تقل عن 3000 طن من أسمنت وحديد وبسكورس وحصمة وغيرها من شأنها أن تُساهم في بناء 60% من القطاعات المدمرة.