غزة- محاسن أُصرف
رغم استبشار المزارعين بالأمطار الغزيرة التي روت الأراضي الفلسطينية في القطاع إلا أن أصحاب البيوت المهدمة والقاطنين في الكرفانات بعد حرب "الجرف الصامد" تمنوا لو تكف السماء عن المطر رأفًة بأطفالهم وذويهم الذين ما عادت أجسادهم تحتمل البرد ولا قلوبهم تحتمل مأساة التشرد وإهمال المسئولين المتذرعين دومًا بانتظار الإعمار.
وشكى بعض المواطنين لـ"الحدث" من تسلل مياه الأمطار إلى بيوتهم في الأحياء المنخفضة، وفي الكرفانات التي اتخذوها سكنًا بعد أن دمر الاحتلال بيوتهم خلال الحرب الماضية، وقال "أبو محمد النجار" الذي فقد بيته وعشرات من أبناء عائلته في الحرب أنه "اضطر في ساعات فجر أمس إلى إخراج أبنائه تحت زخات المطر من الكرفان الذي اتخذه مأوى، بعد أن اخترقته مياه الأمطار وأحدثت ماسًا كهربائيًا به" وتابع الرجل بمزيد من الألم أن المشهد أعاد له معاناة النزوح التي عايشها منذ الحرب، داعيًا أصحاب القرار إلى الإسراع في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار للحد من المأساة التي يُقاسونها كلما ضربت الأمطار سماء القطاع، لافتًا أن كثير من بيوت جيرانه المتضررة جزئيًا تسللت إليها مياه الأمطار واضطروا إلى المبيت في العراء ليلة أمس.
وتعرض "أبو محمد" وعائلته لنزوح مشابه في أول منخفض جوي ضرب الأراضي الفلسطينية قبل أسابيع، يقول: ن"رغم قيام المؤسسة المتبرعة بالكرفانات بأعمال الصيانة إلا أن المشكلة مازالت قائمة".
وألحق العدوان الإسرائيلي والذي استمر 51 يومًا أضرارًا كبيرة في البنية التحتية والطرقات في كافة محافظات القطاع، فغرقت بعض الطرق في شرق محافظة خان يونس وتحولت طرق أخرى إلى "وحل"، كما تعرضت عشرات البيوت في محافظة رفح أيضًا للغرق، وانهارت فيها بعض الطرقات الرئيسية نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت منذ الخميس الماضي، وأوضح "أسامة أبو نقيرة" رئيس فريق الطوارئ ببلدية رفح أن المناطق المتضررة من المحافظة كانت الأكثر انخفاضًا، بالإضافة إلى 50 دونمًا من الأراضي الزراعية في منطقة تل السلطان.
وحذر "أبو نقيرة" من تفاقم خطورة المشاكل في حال استمرار المنخفض الجوي الحالي بذات القوة خلال الأيام القادمة في ظل عدم توفر الإمكانيات اللازمة لدى طواقم الطوارئ التابعة للبلدية.
فيما أكد "سعيد السعودي" المدير العام لجهاز الدفاع المدني أن المناطق الشرقية من محافظة خان يونس وخاصة "خزاعة" تعرضت لمأساة كبيرة بفعل غرق مناطق الكرفانات في منطقة حي "النجار، شاهين، أبو عنزة، أبو طعيمة، عصفور، أبو ريدة" وبلغ عدد الكرفانات التي تعرضت للغرق 11 كرفان قام الدفاع المدني بإخلاء سكانها وإزالة المياه منها وتنفيذ أعمال صيانة عاجلة لدرء الخطر عن حياة الناس.