الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نسرين التي غادرت حيفا عروسا .. وعادت إليها معتقلة بعد 18 عام

2018-03-21 02:16:55 PM
نسرين التي غادرت حيفا عروسا .. وعادت إليها معتقلة بعد 18 عام
عروس فلسطينية (ارشيفية)


الحدث ــ محمد بدر

نسرين أبو كميل، الحيفاوية التي اختارت  العيش في قطاع غزة، زوجة لـحازم أبو كميل، لم تكن تعلم عند خروجها عروسا من حيفا قبل 18 عاما، أنها ستعود لحيفا (سجن الهشارون) أسيرة مكبلة اليدين والأرجل.

نسرين تقضي حكما بالسجن لمدة 6 سنوات، والسبب أنها صورت حيفا ونقلت صورها لغزة، هذه التهمة كانت كافية لأن تبعد نسرين عن زوجها وأطفالها الستة، أصغرهم يبلغ من العمر الآن 3 سنوات، وعند اعتقالها كان ابن ثمانية شهور فقط.

في تاريخ 28/10/2015 استدعت مخابرات الاحتلال، نسرين، على حاجز إيرز، الهدف من المقابلة هو منح زوجها تأشيرة دخول للمناطق المحتلة في الداخل.

 بالنسبة لنسرين يعتبر هذا إنجاز كبير، كان هذا الاستدعاء على عكس ما هو متعارف عن الاستدعاءات، كافيا لأن تعمّ فرحة في بيت نسرين، ستتمكن نسرين بعد اليوم من السفر إلى حيفا برفقة زوجها.

رافقها زوجها نحو الحاجز، وظل في انتظارها، مرت الساعات جميلة على زوجها، ينتظر في الشق الآخر من الحاجز تصريحا يمكنّه من الدخول والعمل في الداخل المحتل.

ساعات نسرين في الحاجز كانت أثقل سلبا، دخل ضباط المخابرات يتلامزون وضحكاتهم تتعالى أكثر وأكثر. "أنت موقوفة نسرين للتحقيق". حازم ظل ينتظر نسرين على الجانب الآخر وتتعاقب عليه الساعات، وبدأ الليل يلّون الفضاء.

نسرين كانت قد وصلت مركز تحقيق عسقلان، بينما زوجها ظلّ ينتظر تأشيرة الدخول للداخل. صورة نسرين مبتسمة تدخل الحاجز ظلت عالقة في وجدان حازم. وعاد لأبناءه وحيدا بلا أمهم.

أميرة 11 عاما، ابنة نسرين، والاسم الذي يحاول أن يحلّ مكانها، عادت من مدرستها إلى واقع "اللاأم". وشاءت أقدار الاحتلال أن تصبح أميرة أما لإخوتها وهي بهذا السن.

يقول والدها أنها في البداية كانت لا تجيد الطبخ، ولكنها تعلمت، واليوم هي من تقوم بشؤون المنزل ككل، وشقيقها الأصغر هي من ربته فعليا، عندما اعتقلت نسرين كان عمره 8 شهور، واليوم عمره ثلاثة أعوام.

نسرين اليوم تبلغ من العمر أربعة عشر عاما، أحد عشر عاما منها كطفلة، ثلاثة أعوام كأم. تقول نسرين أنها تعود من مدرستها للعمل في البيت، حتى أنها خلال وجودها في المدرسة، تفكر في إمكانية إدارة شؤون البيت، وما يترتب عليها من واجبات.

نسرين، غير قادرة على الوجود في حضرة زوجها وأطفالها حتى ولو باتصال، يمنعها الاحتلال من التواصل معهم، وقد يمنعها من العودة لغزة بعد تحررها، وهذا هو التخوف الأكبر.