الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بيان ابنة 10 أعوام..أصغر أم فلسطينية حين تصبح الصواريخ خارطة الزيارات (فيديو)

2018-03-21 02:21:15 PM
بيان ابنة 10 أعوام..أصغر أم فلسطينية حين تصبح الصواريخ خارطة الزيارات (فيديو)
أصغر أم بيان النجار

 

الحدث ــ محمد بدر

في زمن القذائف، يكثر الحديث عن الحياة، وعن المستقبل، وكأن الموت يريد أن يعصر آمال وآلام أهل الحروب. نجاة النجار، بحكم وجودها في نقطة الصراع المركزي في هذا الكون، تتحدث عن المستقبل كثيرا، بحكم توقع الموت، وبحكم فقدان الحياة.

في العام 2014، غادرت نجاة منزلها في خزاعة باتجاه بني سهيلة، ضيفة عند أختها، هي وزوجها وأطفالها الأربعة. في أرض الموت، تكثر الزيارات ويكثر الضيوف، وتصبح مرامي الصواريخ خارطة الزيارات، وهي (الصواريخ) وحدها القادرة على تحديد مسارات الضيوف.

انتقل القصف من خزاعة إلى بني سهيلة، شرق خانيونس. أحد الصواريخ أصاب البيت المجاور لبيت أخت نجاة النجار.

يقول زوج النجار "خرجنا لنرى ما يحدث" .. وأمام مشهد الركام والقتلى، قالت لي نجاة "الموت لا يستشير أحد بقدومه .. أمانة برقبتك إذا متت تدير بالك على أطفالنا .. كن لهم كل شيء" .. نجاة تنظر لابنتها سارة بعد كل كلمة ترددها.

"لا ما راح حد فينا يموت .. راح نبقى مع بعض" قال لها زوجها .. وصعد درج المنزل ليأتي بنعل طفلته بيان التي كانت تقف معهم. كل شيء تحول لدخان ورماد وغبار، بعد دقائق وجدها بين يديه بلا رأس. فقدت نجاة النجار رأسها في قصف إسرائيلي استهدف رأسها. الصاروخ أصاب رأسها، والمتحدثون الإسرائيليون تحدثوا عن قصف موقع للمقاومة. وبين روايتين  يصبح رأس نجاة معسكرا تم تدميره.

يقول زوج الشهيدة نجاة "أحدا لم يتجرأ  للوصول إلي" "بدأت بالصراخ وأنا أحملها بين يدي وأطلب النجدة .. كنت أعلم أنها قد استشهدت .. لكن الألم كان مصدر الصراخ، وليس الأمل بعودتها".

ويضيف الزوج "قمنا بدفنها بدون رأس .. في اليوم التالي وجدنا رأسها".

في ذلك الوقت كانت بيان ابنتهم البكر تبلغ من العمر 10 سنوات، ومن تلك المرحلة بدأت بيان برعاية إخوتها.

 وعندما سألت بيان كيف استطاعت أن تعوض دور الأم في البيت، قالت "لا شيء يعوض وجود أمي .. لكنني أحاول أن لا أشعر إخوتي بغيابها".

أعدت بيان بعد سنة من استشهاد والدتها برنامجا منظما للوقت، 4 ساعات للدراسة والباقي لإخوتها، ورغم أشغال البيت ومتاعب متابعة إخوتها، إلا أن بيان تعتبر من المتفوقين جدا في مدرستها.

بيان تبلغ اليوم 14 عاما، أماً لإخوتها، وعضوا في البرلمان الصحفي الصغير، وعازفة جيتار، "أريد أن أكون صحفية تحاول أن توصل للعالم رسالتها .. فأنا لست فقط ملك إخوتي بل ملك شعب بأكمله بقضيته ورسالته". نجت نجاة من الموت فقط ببيان.