ترجمة الحدث- عصمت منصور
تفاخر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن جارد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص وصهره "في جيبه" وذلك في لقاء مع الأمير محمد بن زايد ولي العهد الإماراتي وفق ما نشره موقع INTERCEPT الأمريكي الذي نشر آلاف الوثائق السرية والتي كشفها إدوارد سنودين ونقلته صحيفة جلوبس الإسرائيلية.
محمد بن سلمان الذي أطاح ابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد الصيف الماضي ووضع نفسه وليا للعهد، اجتمع مع كوشنير في الرياض في شهر أكتوبر الماضي دون أن ينسق الأخير زيارته مع وكالة الاستخبارات الأمريكية كما هو متعارف عليه.
النقاش استمر بين بن سلمان وكوشنير حتى الساعة الرابعة فجرا وخلال عدة ليالي تبادلوا الرسائل فيما بينهما لوضع استراتيجية وفق "واشنطن بوست".
لم يعرف ماذا دار بين الشخصين ولكن بعد اللقاء قال بن سلمان لمقربين منه إن كوشنير نقل إليه أسماء شخصيات سعودية معارضه ولا تؤيده.
كوشنير عرف أسماء المعارضين لابن سلمان من خلال التقارير اليومية التي كانت تقدم للرئيس ترامب كل يوم صباحا، وتحديدا المتعلقة بالشرق الأوسط والتي تطرقت للانقلاب الداخلي الذي نفذه بن سلمان حيث أطاح بابن عمه والتي احتوت أسماء الشخصيات المعارضة لحكمه داخل العائلة المالكة.
في 4 نوفمبر بعد عودة كوشنير إلى واشنطن؛ أطلق بن سلمان ما أطلق عليها في الإعلام السعودي حملة تطهير الفساد، واعتقل خلالها العشرات من العائلة المالكة وسجنهم في فندق ريتس كارلتون، وكان من بين المعتقلين الأسماء التي وردت في تقارير البيت الأبيض اليومية.
ربما كان الأمير السعودي على علم بالأسماء المعارضة دون حاجة إلى المعلومات التي قدمها كوشنير وفق ما قاله مسؤول أمريكي، وأيضا ربما تعمد إلى الحديث عن تعاون كوشنير معه لأسباب خاصة به، لإرسال رسالة لخصومه أن الإدارة الأمريكية تقف إلى جانبه وتدعم خطواته.
كوشنير ينفي هذه الإدعاءات وفق ما قاله محاميه، معتبرا أن هذه الأقوال سخيفة ولا تستحق الرد، كما أن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي امتنع عن التعليق.
في 6 نوفمبر الماضي، بعد بدء الاعتقالات لمحاربة الفساد في السعودية، عبر ترامب عن تأييده للخطوة في تغريدة له على تويتر، قائلا إنه يثق في الملك سلمان وولي عهده، وأنهم يعرفون ما يقومون به، وأن كل من تم اعتقالهم "حلبوا" المملكة على مدى سنوات طويلة.
الشهر الماضي منع كوشنير من الاطلاع على المواد السرية بعد أن قرر رئيس طاقم البيت الأبيض جون كيل ذلك بعد رفض الFBI منحه هذا الحق بالاطلاع على الوثائق المصنفة سرية بشكل دائم.
INTERCEPT تدعي أن موظفين كبار في البيت الأبيض عبروا عن قلقهم من كوشنير قبل فترة طويلة والطريقة التي يتعامل بها مع القضايا الرئيسية والحساسة المتعلقة بالسياسة الخارجية، لأنه لا يملك أي خلفية دبلوماسية سابقة، وهناك خشية في أن يحاول دبلوماسيين التأثير عليه من خلال صفقات المقاولات التي ينفذها لصالح عائلته.
"واشنطن بوست" نشرت مؤخرا أن وزير الخارجية السابق تيليرسون ومستشار الأمن القومي مكماستر عبروا عن خشيتهم من انشغال كوشنير في السياسة الخارجية وأنه يقوم بها كـ" فري لانسر" وهو ما دفع تيليرسون أكثر من مرة إلى التساؤل من هو وزير الخارجية الحقيقي؟