خاص الحدث ــ محمد بدر
" ريم كانت بالنسبة الي ام أكتر من شخص مشهور فنياً ، كانت تجيبلي أغراض من مطرزات وتراب من المدن الفلسطينية ، فيك تقول ريم وطن صغير، ريم سفيرة التراث الفلسطيني للعالم، كانت تتنقل بين العواصم والبلدان، لا تحمل في حقيبة سفرها، المكياج والفساتين، كانت شنطة ريم فيها المطرزات والتراب الفلسطيني والأعشاب الفلسطينية".
"ثائر كنعان" 29 عاما، زالذي تعرف على ريم من خلال عمله كعضو في فرقة موسيقية في أوروبا، حتى اللحظة غير مصدق لخبر وفاة ريم. بالأمس صباحا، بعث له شقيقها رسالة، وأبلغه فيها بوفاتها، يقول ثائر "استشهد أبي خلا تنفيذه لعملية فدائية في مستوطنة كريات شمونة، عشت كلاجئ في مخيم اليرموك، لكن وفاة ريم، كانت وطنا آخر، واستشهاد آخر بكل غضبه وحزنه وهدوءه وأوجاعه".
ويتحدث ثائر عن حديثه مع ريم حول مرضها، يقول أنها هددتني إذا بكيت بسبب مرضها، فإنها لن تجلب لي أي شيء من الأرض المحتلة. ويضيف " وعدتها أن لا أبك .. فجلبت لي حجرا من قرية بلصق .. قريتي الأصل .. كان الحجر كافيا للبكاء".
وعن هموم ريم اليومية، قال لنا كنعان :"ريم همومها بكل أمانة هي الحالة الي وصلها شعبنا خصوصاً في مناطق 48 , كان همها استعمال طريقة غير تقليدية لاستنهاض الهمم، كانت تريد بغنائها أن توصل القضية الفلسطينية للعالم على أنها قضية انسان".
يقول ثائر لأول مرة سأتحدث عن ريم وعلاقتي بها: "أنا المولود قسراً في مخيم والمنفيُّ لاحقاً الى القارة العجوز، قبل عامين ونيف جائت ريم الى أحد البلدان الأوربية للمشاركة بإفتتاح مركز شبابي فلسطيني يُعنَى بالثقافة والفكر المقاوم بأساليب متعددة"
ويضيف " قبل مجيئها تواصلت معها وتبادلنا أطراف الحديث وكان جُل حديثنا عن "الخبيزة"
ثائر: بشرفي مشتهيها فش هون بهالبلد االمعفنة اشي من أكلات لبلاد ويكون بنفس الطعمة
ريم: " إسا هاد الي بدك توصلو وانت عارف انو موسمها هلأ إحكي من أول تقعدش تلف وتتبطن ،ولا يهمك خبيزاتك بيجو معي"
ويستكمل ثائر قصته، قائلا : "جاء اليوم المنشود ونزلت مع أحد الأصدقاء لإحضارها من المطار، كانت ساعات الإنتظار طويلة مع أنها لم تستغرق الـ 20 دقيقة لخروجها من داخل المطار، كنت متشوقاً لريم، ريم فلسطين وليس ريم الأغنيات"
" في طريقنا من المطار الى المنزل قالت لي ريم: (ولك انتبه وانت بتسوق بلاش تخربها)، كنت أريد ريم التي تختزن رئتيها هواء فلسطين أريد شمَ الثياب التي تُغسل بماء الجليل وتنشّف بشمس الكرمل على حبلٍ في أزقة الناصرة "، يقول ثائر.
ويحدثنا ثائر عن رحتله من المطار للبيت قائلا " وصلنا المنزل وكنت غارقاً في الأسئلة عن الوطن البعيد مكانياً والقريب بكل تفاصيل حياتي، لم أنتبه للوقت ولا لكثرة الأسئلة نسيت أنها متعبة من السفر"
ريم: "ولك بدكاش تعمللنا قهوة ياصفدي".
ثائر: "ييييي بشرفي نسيت، اسا أهل الناصرة ببلشو إشاعات إنو بنستحيش وما بنضيف"
ويختم ثائر قصته بالقول: " انتهينا من القهوة ومن شربها على حديث الوطن لاشيء سوى الوطن، وأنا الممنوع من زيارته مع أنني أحمل جنسيةً أوروبية، هذه الجنسية التي كنت قد حلمت بها لأعود عن طريقها الى وطني، ولكن الإحتلال كسر أملي وزاد في ألمي بمنعي مراتٍ عديدة من الدخو"
الخبيزة وثائر وريم
ريم تصرخ مازحة: بدكاش تفرم الخبيزة هني خلقة ذبلو من الطريق ،بلاش يخربو افرمهم يا أبو بطن.
ثائر: (بقدرش أفرمهم وآكلهم هدول من فلسطين ،بدي أحضنهم لينشفو ويضلو عندي ).
... "بكت بكت بكت ريم"
ريم تسمح دموعها وترد عليه: " وعد لترجع وأعملك خبيزة بإيدي"
ثائر: "بتنفعش الأمنيات مع لاجئ".
"احتضنتني كأم وكأخت وبكت وأجهشت معها بالبكا