الحدث ــ محمد بدر
أظهر الفشل الذي اعترى القبة الحديدية في تشخيصها للصواريخ، هشاشة الميزيانية الإسرائيلية. ترك الإعلام العبري والمحللون في إسرائيل كل إنجازات القبة سابقا، وبدأوا يتحدثون بلغة الأرقام، ملايين الشواقل ذهبت نتيجة خطأ تشخيصي، البعض يعتقد أن هذا من مبدأ المحاسبة، ولكن الأمر يبدو غير ذلك، بالفعل إسرائيل دولة بلا موارد نسبيا وما زالت تتلقى المساعدات، وبالتالي فالأمر أبعد من أن يكون "مبدأ المحاسبة".
ورغم محاولات جيش الاحتلال، إخماد هذا النقاش، بالقول إن الأمن أولى من هذه الحسابات، إلا أن الصحافة العبرية ركزت بشكل كبير على الخسائر المادية لما جرى. الأمر المهم الذي يمكن استنتاجه من ذلك هو أن حالة استنزاف إسرائيل من ناحية اقتصادية أمر مجدي وفعّال، وهذا يثبت أن "منهجية" استنزاف إسرائيل من خلال حركات المقاطعة، منهجية سليمة.
الأمر الآخر والمهم الذي يمكن استنتاجه، هو ضعف الجغرافيا الإسرائيلية في الحسابات العسكرية، الجغرافيا الإسرائيلية بتوزيعها الديمغرافي، تعتبر من أضعف حلقات البنية الأمنية الإسرائيلية خاصة فيما يخص الجبهة الداخلية، وعند الحديث عن دخول مئات الآلاف من المستوطنيين للملاجئ في غلاف غزة وحدها ليلة أمس، فإننا نتحدث عن منطقة ذات كثافة نسبية غير عالية، كما الوسط والشمال، وبالتالي ومع زيادة عدد السكان في إسرائيل داخل هذه المساحة المحصورة والصغيرة من الأرض، فإنه من المهم التنبه، أن أي حرب استنزاف ولو لأيام قد تحقق أهدافها ضد إسرائيل بشكل كبير وترفض واقع سياسي مختلف، يمكن لإسرائيل أن توافق عليه، وهو ما تخشاه إسرائيل خاصة على الجبهة الشمالية.
موقع ويللا تحدث عن ليلة إرباك لدى المخابرات الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي، ظنت إسرائيل أن مناورة القسام قد تحولت لمعركة حقيقية مع إسرائيل، وخلال قراءتك للتقرير، تشعر أن جيش الاحتلال توقع أن حماس قد شمرت عن ساعدها وانطلقت في معركة الحسم، وهو الأمر الذي أربكه، وباعتراف الإعلام العبري، وهو الأمر الذي دفع الموقع المقرب من الجيش (ويللا) للقول إن إسرائيل تخشى أن تكون ضحية سوء فهم أمني في المستقبل.
إسرائيل أضعف مما نتصور، رصاصات رشاش فلسطيني، جعلت الجيش والمخابرات الإسرائيلية تظن أنها ليلة النهاية في مستوطنات غزة، بعدما تبين أن ذلك غير صحيح، غرق المحللون في جدل الاقتصاد، لنكتشف وجها للضعف آخر.