الأربعاء  25 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| حسين غفري.. صانع الأمل الفلسطيني

2018-03-29 08:14:05 PM
متابعة الحدث| حسين غفري.. صانع الأمل الفلسطيني
حسين غفري

 

الحدث- محمد غفري

للعام الثاني على التوالي يطلق حاكم دبي محمد بن راشد مسابقة صناع الأمل،  يهدف من خلالها للبحث عن شخصيات متميزة من مختلف أقطار الوطن العربي تصنع الأمل في محيطها، عبر مبادرات تطوعية إنسانية تساهم في إحداث تغيير ملموس في حيات الآخرين.

داخل مجتمعنا الفلسطيني هناك نماذج متفوقة في صناعة الأمل، قد لا تصل إلى حد الترشح لجائزة بن راشد، إلا أنها أحدثت تغييراً ملموساً في حيات الأخرين.

وفي الوقت الذي لا نزكي أي منها على الأخر، لابد وأن نتحدث عن تجربة شخص منها، لما يشكل ذلك من حافزاً للأخرين في العمل على صناعة الأمل.

في بلدة سنجل شمال مدينة رام الله، يعمل حسين غفري (47 عاماً) على الدوام في خدمة أبناء بلدته، وتكريس كامل وقته متطوعاً في مؤسسات البلدة.

أسير محرر وخريج بدرجة الامتياز

قصة "أبو وسام" تعود إلى أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، عندما التحق شابٌ في صفوف الفدائيين الفلسطينيين في منطقته، وتراوحت أنشطته آنذاك من خدماتية إنسانية لأبناء بلدته، إلى أعمال فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وفي عام 1989، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي غفري على إثر نشاطه التنظيمي، وحكم عليه بالسجن المؤبد، ومن ثم تم تفجير منزل عائلته، إلا أن قدوم السلطة الفلسطينية قاد إلى الإفراج عنه في إطار صفقة سياسية عام 1994.

بعيداً عن التسلسل التاريخي الذي عاشه غفري منذ الانتفاضة الأولى وحتى اليوم، على نحو ذاق من حلوه ومره كافة أبناء الشعب الفلسطيني، كانت العلامة الفارقه على صعيده الشخصي، عندما التحق بالجامعة عام 2014 ليدرس الإعلام، حتى تخرج منها بمرتبة الأول على دفعته وبدرجة الامتياز.

مجلس أولياء أمور برسم مؤسسة

هذه الأيام يعمل حسين غفري بشكل أساسي رئيساً لمجلس أولياء أمور الطلبة في مدارس بلدة سنجل، والذي جعل من هذا المجلس بمساعدة زملائه وتمويل المجتمع المحلي، مجلس ينافس مؤسسات تحصل على تمويل أجنبي.

بدأ غفري التطوع في مجلس أولياء الأور منذ العام 2013، وخلال هذه السنوات الخمس أنجز عشرات الأنشطة التطويعة اللافتة.

لعل أبرز هذه الأنشطة مؤخراً، هو فرش بعض صفوف الطلبة الأطفال بالسجاد، وتأمين حماية الصفوف من البرد بتوفير التدفئة وبلاط للجدران، وتوفير أثاث مدرسي وأجهزة ذكية، عدا عن تأمين لوازم الطلبة من القرطاسية، وتسيير رحلات ترفيهية للطلبة المتفوقين، وتأمين رعاية الكثير من الأنشطة الرياصية، كان آخرها رعاية بطولة الألعاب الصغيرة في مدارس رام الله، عدا عن الصيانة الدورية للمدارس بقدر المستطاع، وغيرها الكثير.

وبحسب ما قال غفري لـ"الحدث"، فإن قيمة أنشطة مجلس أولياء أمور الطلبة في مدارس سنجل، التي قام عليها هو وزملائه وصلت منذ بداية العام وحتى اليوم إلى أكثر من 24 ألف شيقل، تم تأمينها بواسطة التبرعات المحلية.

وهنا لابد الإشارة أن نشاط غفري في مجلس أولياء الأمور لا يقتصر على الأنشطة المذكورة أعلاه، وإنما يتجاوز ذلك إلى حد التواصل مع الهيئات التدريسية لمناقشة مشاكل الطلبة التعليمية والاجتماعية وإيجاد الحلول لها، وإيضاً التواصل مع مديرية التربية لحل المشاكل العالقة للهيئات التدريسية مثل تعيين مدرسين في تخصصات تحتاج إليها المدارس.

في غضون ذلك، أكد غفري أن سبب النجاح هو الإخلاص في العمل، والرغبة في التغيير، والعمل الجماعي، فهم كما يصف "يد واحدة لا تصفق"، وبالتالي أحد أبرز أسباب النجاح هو مساعدة زملائه له، والعمل ضمن فريق.

متوطع إعلامي منذ سنوات

عدا عن مجلس أولياء أمور الطلبة، استطاع "أبو وسام" أن يكرس هوايته في التصوير والتغطية الإعلامية للعمل متطوعاً في بلدية سنجل منذ ما يزيد عن خمس سنوات كمنسق إعلامي.

وبالإضافة إلى ذلك يقدم خدمات التصوير الفوتوغرافي وتغطية أنشطة نادي سنجل إعلامياً منذ العام الأخير، تارة تجده مع فريق كرة الطائرة، وتارة أخرى مع فريق التنس، ولا تستغرب إذا وجدته يركض خلف طفل صغير، ليأخذ له أجمل صورة أثناء ركل كرة القدم.

في مؤسسة بلدية سنجل، يتجاوز عمل غفري الإعلامي، إلى حد المساهمة في مختلف الأنشطة والفعاليات المحلية، من تنظيم واتصالات لوجستية ومساهمة عملية في انجاح هذه الأنشطة.

وهو ما يحصل أيضاً في نادي سنجل، وتجلى ذلك عندما تولى يوم الجمعة الماضي مع اللجنة الرياضية في نادي سنجل، تأمين الرعاية الكاملة لبطولة كأس فلسطين للكرة الطائرة مواليد العام 1999.

خاتمة

رئيس بلدية سنجل الحالي د. معتز طوافشة، ورئيس بلدية سنجل السابق أيوب سويد، ومدير مدرسة سنجل الثانوية محمد كراكرة، ورئيس نادي سنجل رافي عصفور، كلها أسماء ذات وزن وسيط في بلدة سنجل، أشادت إلى حد كبير بالدور الهام الذي يلعبه حسين غفري داخل بلدته.

إذاً هو نموجذٌ في صناعة الأمل الفلسطيني المحلي، لا يبحث عن تقدير وجوائز فردية من أحد، وإنما يبحث عن التغيير الإيجابي، وتكريس ثقافة العطاء دون مقابل.