الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"المرأة الفلسطينية تكسر قيود الصمت" في مجموعة الورد النسريني...بقلم: سماح خليفة

2018-04-13 12:23:39 PM
سماح خليفة

الكاتبة شجون سقا صيام تكسر قيود الصمت والخجل في مجموعتها القصصية "الورد النسريني" وتمزق مظلة التردد بين البعد والاقتراب؛ لتصنع من ماضيها الأليم جبهات ملونة بالأمل لمواجهة الحياة وآلامها.

 أوردت الكاتبة شجون مجموعة من القصص تناولت فيها مجموعة من القضايا التي أرّقت المجتمع في الماضي ومازالت آثارها ماثلة حتى اليوم في بعض المناطق التي اتخذت من العادات والتقاليد البالية المجحفة بحق البشر مرجعا لها ولم تصل إلى النضج الفكري الكامل الذي يمكنها من فتح أبواب مداخلها الرقي والعدل والمساواة والاحترام.

ففي قصتها "رجل شرقي" التي يتخلى الزوج فيها عن زوجته شريكة حياته التي أمضت معه عمرا، تطرقت الكاتبة إلى عدة أمور: - أنانية الرجل الشرقي القديم نوعا ما والحديث إلى حد ما، فيضع نزواته على هرم اهتماماته.

- مشكلة الزواج المبكر حيث تتزوج بطلة القصة في سن الثامنة عشرة.

- الزواج بامرأة تكبر الرجل سنا.

- عدم رضا الأهل عن خيار ولدهم لشريكة حياته دون الأخذ برأيهم.

 - قضية العدل بين الزوجات.

- حق المرأة في الانفصال عن زوجها إذا ارتبط بأخرى.

- الاختلاف بين طبيعة حب المرأة وحب الرجل.

- تأثير الزواج الثاني على الأبناء من ناحية نفسية ونظرتهم للوالد حيث أن ابنة البطلة في هذه القصة رفضت الارتباط بأي رجل ص13 لاعتقادها "أن الرجال لا يؤتمن طرفهم".

- الزواج التقليدي الذي يتم بناء على خيار الوالدين دون أن يكون للأبناء رأي في هذا الزواج.

وتباعا لذلك فهي تشير إلى قضية الاستخفاف بالطلاق وتهميشه في قصتها "حلم جديد"

      وأما قصة "الورد النسريني" التي تتمركز حول وفاء الزوج لزوجته، فإنها تتطرق للحديث عن:

- مفهوم الحب في العلاقة الزوجية أو خارج إطارها.

- الاحترام بين الزوجين في العلاقة الزوجية ثم تطرح تساؤلا: هل يكفي الاحترام دون الحب بين الزوجين لاستمرار ونجاح العلاقة الزوجية ص17 "أنا لا أطلب منك أن تحبيني، احترميني فقط".

- مساندة الزوج لزوجته ودعمها في مشوار نجاحها ص19،20.

- اعتماد المرأة على زوجها إلى حد كبير ص21 وشعورها بالضياع في حال غيابه، حيث أنه يجب عليها الاعتماد على نفسها أولا والثقة بنفسها وقدراتها "مالك يا وجع القلب أنت".

      وتؤكد الكاتبة في قصتها "خاب ظنّي"على قضية اعتماد المرأة على ذاتها وضرورة العمل بالنسبة للمرأة حتى لا تظل تحت ظل رجل خائن، وفي الاتجاه المعاكس فهي تشير في قصتها "كابوس وألم" إلى الروتين الذي تعانيه المرأة العاملة، وفي المقابل ما تعانيه ربة البيت من روتين قاتل في قصتها "صدى الصمت".

      وأما قصتها "سيادة القاضي" تتطرق إلى قضية زواج الرجل من الفتاة في سن مبكر (طفلة) ص30، وكذلك عدم تقبل بعض المجتمعات لانفصال الزوجة عن زوجها، فتوضح في قصتها "شك وريبة" خطر الشك بين الأزواج على الحياة الزوجية وتماسكها.

      كما وتركز الكاتبة في قصتها " ساق الله على أيام زمان" على التراث بمختلف أشكاله المادي والمعنوي، حيث تورد بعض الحكايات على لسان الجدة باللهجة المحكية متطرقة إلى العادات والتقاليد  "زمان كانت العروس وأم العروس عيب تضحك وأم العريس هي سيدة المكان" ص32، "البطيخ كان مليان بزر أسود" ص33، من يربي الشعر كان يسمى خنفوس والشرطة تحلقله اياه"، التلفزيون يفتح الساعة 6 ويسكر الساعة 12 وكان ييجي برنامج (رسائل شوق)، كنا نلعب لعبة السبع حجار، الفنّة، سيارات أسلاك، طيارات ورقية، الطميمة، الربعية، الغميضة، وأما المسلسلات: عازف الليل، صالح المهول، صحّ النّوم، شجرة اللبلاب، راس غليص...الخ.

      وكذلك فهي تورد في قصتها "حدودة المساء" بعض القصص القديمة والأغاني التراثية على لسان الجدات.

كذلك حديث الجدة عن جمال وبساطة الحياة سابقا، وأما اليوم "كل واحد بحاله"، وكذلك تتحدث عن تأثير التكنولوجيا وسلبياتها وإيجابياتها.

      أما في قصتها "الهاوية" فقد تطرقت إلى قضية هجر المرأة لزوجها وأبنائها لعدم قدرتها على الاستمرار مع زوج لا تحبه فتلجأ إلى قلبها وترتبط بالإنسان الذي تحبه.

      وأما قصتها "قلم حومرة" فهي تتحدث عن عدم نضوج الفتيات وفرحتها بالزواج المبكر دون أن تفهم ما هو الزواج ومسؤلياته فتظن أنه ليس إلا زينة وقلم حومرة ولباس.

      وتعود الكاتبة في قصتها "كان يا مكان" تشير إلى قضية حكمة الله التي أودعها في الأشخاص الذين فقدوا حاسة معينة وتعويضهم عنها بأخرى.

وأما قضية العرافة والدجل والشعوذة فهي تتطرق إليها في قصتها "العرافة" فتورد "كذب العرافون ولو صدقوا".     

       ولا تغفل الكاتبة عن قضية ضرورة مواجهة الحقيقة حتى لو كان مرضا أو أمرا آخرا وعدم الهروب والتفكير في كيفية المواجهة والصمود.

وأما الصمود الحقيقي والذي يكمن في في أهل المخيم الذين تعرضوا للقصف والظلم فقد أوردته في قصتها "وكأنّ شيئا لم يكن".

اللغة في مجموعة الكاتبة كانت سهلة جدا بسيطة واضحة مفهومة لمختلف المستويات الثقافية.

وردت بعض الأخطاء النحوية والإخراجية، باعتقادي أنها لم تأخذ حقها من التدقيق والمراجعة.

المجموعة  تقع في 104 صفحات، صدرت عن دار الخليج للطباعة والنشر 2018.