السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"التشيع" الفني في فلسطين..مسلمون ومسيحيون يتحدثون عن سبب تعلقهم بالأناشيد الشيعية

2018-04-18 03:55:45 PM
يافطة تظهر صورة حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني (أرشيفية)


خاص الحدث ــ محمد بدر

 

هل تُشيع إيران الفلسطينيين من مدخل المقاومة؟ الإجابة نجدها عند أكاديمي فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، كان من قادة الحزب الشيوعي، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ويروي لنا قصة اجتماع للحزب في عمان في تلك الفترة، وقتها أبلغهم أحد القادة  في الحزب، عن استعداد إيران لدعم الحزب بشرط واحد، وهو أن يتبنى الحزب الكفاح المسلح كخيار أساسي، الأمر الذي رفضه معظم قادة الحزب من منطلقات قومية وعروبية.

 ويجد هذا الأكاديمي، اليوم، أن رفضه للقرار حينها كان خطأ، ومن خلال مراجعة سريعة لحسابه على الفيسبوك، ترى شعارات ومنشورات مؤيدة لإيران.

من ناحية منطقية، لا يمكن لإيران أن تمارس عملية أدلجة لحزب ماركسي كالحزب الشيوعي، وتكشف هذه التجربة الإيرانية، التي نكشف عنها في هذا التقرير، أن إيران بالفعل وعلى الأقل لا تهدف بدعمها للمقاومة للوصول إلى أهداف مذهبية.

هذه المقدمة مدخل جيد لتجريد العقل من الانطباعات المسبقة عن بعض الظواهر، وإن كان ذلك صعبا ولكنه ليس بالمستحيل.

"التشيع السياسي" و"التشيع الفني"

قالت لي  صحافية من المنتمين للتيارات اليسارية، إنها من المغرمين بالأناشيد الشيعية، وإنها ترى أن المذهب الشيعي أفضل من المذهب السني، كما وتعتبر نفسها من المنتمين روحيا للطائفة الشيعية، وبعيدا عن هذا الارتباك في التعريف الهوياتي لديها، لكنني وقتها تقمصت دور المدافع عن المذهب السني وعن عقائده، وبعد نقاش طويل، أكدت أن قناعتها هذه تولدت من كون أن حلف المقاومة والذي بغالبيته من الشيعة هو آخر صوت ينادي بموت إسرائيل وينكر وجودها، واتفقنا في النهاية على أن الموقف السياسي والتاريخي ليس بالضرورة أن يكون له أبعاد مذهبية.

هذه ليست قصة للسرد، بل وحدة للتحليل، فغالبية المظاهر التي تظهر الانشداد المذهبي للشيعة، هي نتيجة منطقية من قبل أفراد شعب يواجه إرهاب إسرائيل وإجرامها منفردا، في ظل هرولة غير مسبوقة من التطبيع، تقودها المراكز السياسية وحتى الدينية في الدول السنية، وفي ظل انخراط السعودية برمزيتها الدينية لدى السنة، في المشروع التطبيعي مع إسرائيل، في مقابل دعم كبير للمشروع التحرري الفلسطيني توفره إيران.

ما يؤكد حديثنا هذا، دراسة أجراها طالب الإعلام إبراهيم مشهور، كمشروع تخرج، وكانت نتيجتها أن 29.5% من طلبة جامعة بيرزيت، يستمعون للأناشيد الشيعية بشكل دائم،  وخصوصا أناشيد حزب الله، فيما يستمع 26% من طلبة جامعة بيرزيت بشكل متقطع للأناشيد الشيعية، بينما يعتبر 14% من المستطلعة أرائهم أن الشيعة أفضل من السنة، وأكدت الغالبية على أن الاستماع للأناشيد الشيعية يأتي كنوع من الاحترام السياسي لهذا الخط الذي ما زال يطرح مواجهة إسرائيل كخيار.

ديما، من إحدى مدن شمال الضفة، تروي لنا عن مراحل تربيتها في عائلة يؤمن معظم أفرادها بأفكار الإخوان المسلمين، وأن الفضاء الإلكتروني كان كفيلا بأن يغير قناعتها تجاه الشيعة، وأن الأساس الذي تأثرت به هو الموقف السياسي لإيران وحزب الله، واليوم ترى أنها من المنتمين لطائفة آل البيت، كما وصفت وعبرت.

وتعترف ديما بكونها غير ملمة بالفقه الشيعي، ولكنها قريبة وجدانيا منه، وتؤكد لنا أنها دائمة الاستماع للأناشيد الشيعية، وتحترم جدا رموز الشيعة.

علا 20 عاما، طالبة صحافة، أكدت أنها تستمع للأناشيد الشيعية بشكل مستمر، وخاصة اللطميات منها. "أحيانا أبحث على محركات البحث من خلال عبارة (أناشيد شيعية)"  تضيف علا.

ثورية الأناشيد

وتؤكد علا أن ثورية الأناشيد وقوة مصطلحاتها، وسردها لبعض الأحداث التاريخية يجعل منها غنية، ولها بعد ثوري ثقافي بالإضافة لجمالها الفني.

مهند 22 سنة، مسيحي من سكان رام الله، وذكرنا لمسيحي لا يأتي من باب التصنيف، بقدر التدليل على اختراق الظاهرة للحدود الدينية والمذهبية، يؤكد لنا أنه يستمع بشكل مستمر للأناشيد الشيعية، وعن الدوافع وراء سماعه لهذه الأناشيد قال: " هو المزبوط، بحسها فيها ألفاظ ومصطلحات بتحرك في الواحد روح المقاومة وعدم الخضوع والاستسلام خصوصًا مع تراجع انتشار أغاني الثورة الفلسطينية واستبدالها بأغاني أخرى، بعتقد هذا الإشي بخلي هالأغاني مختلفة بشكل رهيب."

ظاهرة انتشار الأناشيد الشيعية، أصبحت ظاهرة تستحق الاهتمام، وتكشف عن قوة تأثير الفن بالموازاة مع الموقف السياسي، إن الأناشيد الشيعية في غالبيتها ثورية، وتحاكي عاطفة الشعب الفلسطيني كشعب محتل يعتبر خيار الثورة مهما