الحدث- عصمت منصور
جولة المواجهات على السلك الحدودي مع غزة تشكل الى جانب الهجوم السوري الكيماوي الذي شنه النظام والمواجهة العسكرية السابقة في غزة تشكل الوجه الجديد للمواجهة الاستراتيسجية الجديدة القديمة:
الصراعات تتحول شيئا فشيئا الى صراعات بين مجتمعات ومجتمعات وجيوش ام الحروب بين الجيوش النظامية فقد اصبحت نادرة وهو ما يجعلنا نعتقد اننا في عصر الحروب الاجتماعية وهذه المواجهات لها منطقها وكي تستطيع اسرائيل ان تنتصر فيها عليها ان تغير سياستها.
تغيرات عالمية، تطورات تكنولوجية في الاتصال والمعلومات والوسائل القتالية بالاضافة الى تغيرات ديموغرافية حولت هذا النوع من القتال الى الوسيلة المفضلة على دول مثل روسيا وايران وتنظيمات مثل حزب الله وحماس، والتي استطاعت ان تجبر دول غربية على راسها الولايات المتحدة ان تخوض حروب اجتماعية وهو نضال متواصل وليس جولة يمكن حسمها.
الأسلحة التي تستخدم في المواجهات الاجتماعية في جزء كبير منها تقليدية ولكن هدفها تغير(دبابات ومدافع وطائرات وقذائف) وهناك اسلحة احدث( الشبكات الاجتماعية ووسائل الاعلام والانتقاد الدولي والشرعية والدروع البشرية واحتجاز الجثامين).
ليس مفاجئا ان حماس مثل كل القوى التي تدرك ان ميزان القوة لا يميل لصالحها يتجنب خوض مواجهة عسكرية مباشرة ولا يسعى لتحقيق انتصار في المدى المنظور وبدل ذلك توجيه الصراع الى الساحة التي يتمتع فيها بتفوق مثل المواجهة الاجتماعية.
حماس تعتقد ان اسرائيل سوف تنجر الى ساحتها وان تقوم بما تنظره منها، أي ان تواجه مباشرة المجتمع ككل وعلى مسمع العالم وان يحول قوة الجيش الجبارة الى نقطة قوة لصالحه.
مسيرة العودة تشكل إستراتيجية متقدمة لحركة حماس تقضي بجر الجمهور لمواجهة مع الجيش مع دمج عدد قليل من المقاتلين بين الجمهور وعندها سيظهر أي قتل للمتظاهرين المدنين من قبل الاحتلال على انه استخدام للعنف في مواجهة مسيرة غير عنيفة.
من منظور حماس فان التضحية بالنفس ليست معقولة فقط بل ضرورية من هنا فان على القيادة الاسرائيلية ان تغير طريقة تعاملها وفي هذا الصدد امامها خيارين:
انهاء حكم حماس بشكل نهائي وخوض معركة يتم حسمها بشكل واضح لصالح اسرائيل تؤدي الى سقوط حكمها في غزة.
او اتن تبلور استراتيجية اجتماعية تواجه التحدي الاجتماعي الذي تفرضه حماس على الجيش.
الخيار الاول مكلف جدا وربما تؤدي الى عودة اسرائيل للسيطرة على السكان في القطاع وهو خيار جربته اسرائيل على مدى خمسين عاما.
الخيار الثاني يتطلب بلورة استراتيجية بمنطق النضال الاجتماعي يتم توجيهها الى المجتمعات الثلاث المرتبطة بالصراع غزة والضفة والمجتمع الدولي وان يكون اساسها الموادهة طويلة المدى وان تكون المجتمعات في قلب الاستراتيجية التي لا ترمي الى الحسم بل الوصول الى اتفاق سياسي.
تجسيد هذه الافكار على الارض يتطلب استخدام صارم للادوات التي تخصص لمحاربة الارهاب وتقليل عدد الاصابات قدر الامكان وتحديد غير المسلحين وعدم الاضرار بالبنية التحتية من اجل عدم اثارة السكان اكثر وبالتالي اللجوء الى السلاح الغير قاتل.
في ذات الوقت علينا ان نمد يدنا الى السكان وان نخفف الحصار وان نحسن الواقع المعيشي في القطاع.
على اسرائيل ايضا ان تستخدم ادوات توعية وان تخلق راي عام يفقد الامل من الصراع وامكانية تحقيق مكاسب ويربى امل من خلال التعايش مع اسرائيل.
بالاضافة لذلك علينا ان نعمل مع المجتمع الدولي كي نخلي مسؤوليتنا عن القطاع وفشل حماس في ادارته ووقف محاولات نزع الشرعية عن اسرائيل.
في النهاية مطلوب ان نلائم توقعات المجتمع الاسرائيلي لطبيعة النضال ضد حماس ومن الضروري ازالة الاوهام والوعود بامكانية الحسم السريع للمعركة.
ترجمة ملخصة لدراسة نشرها موقع واي نت للدكتور اريئيل لويت والدكتور يونثان شمشوني.