السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| حكاية بائعة المطرزات على الحدود.. والرصاص المتفجر

2018-05-20 02:14:28 PM
متابعة الحدث| حكاية بائعة المطرزات على الحدود.. والرصاص المتفجر
الفتاة المصابة آلاء السوافيري من قطاع غزة

 

الحدث- ريم ابو لبن

 

" آلاء، لم تكن تحمل حجراً، كانت تحمل المطرزات على الحدود.. لم تفعل شيئاً". هذا ما أوضحه لـ"الحدث" محمد السوافيري، وهو شقيق المصابة آلاء (25)عاماً، والتي أًستهدفت قبل أسبوعين برصاص متفجر في منطقة البطن من قبل الجنود الإسرائيلين المتمركزين شرق الشجاعية، وذلك أثناء مشاركتها كباقي النساء بحياكة مطرزات تحمل بين نسجها حلم العودة.

وأضاف: " توجهت آلاء مع نساء الحي لتشارك بمسيرات العودة ومن خلال تنفيذها بعض المشغولات اليدوية والمطرزات التراثية والتي تعبر عن حقنا بالعودة، ولم تكن حينها تحمل الحجر ولم تشكل خطرا على الجنود".

واستكمل حديثه مستذكرا لحظة قنص آلاء: " كانت في حقيبتها المطرزات، وحبات من البزر والشوكولاتة، وعبوة ماء لتروي عطشه.. لا أكثر، وكانت تقف بعيداً عن الحدود، فهي لا تشكل خطراً على الجنود".

فيما أوضح محمد بأن آلاء كانت تقف قبل استهدافها بالرصاص المتفجر، في منطقة قد تصنف منطقة "آمنة" بالنسبة للصحفيين، ولكن هي بطبيعة الحال ليست كذلك فلا مكان آمن على الحدود، ولا أمن بوجود قناصة إسرائيلية، فهي لا تفرق بين آلاء وغيرها، لاسميا وأنه أطلق تجاهها رصاصتين، واحدة مرّت بقربها والثانية أودت بها جريحة .

وقال: "اخترقت الرصاصة بطنها، ووصلت إلى منطقة الظهر، وأجريت لها عمليات مركبة منها عملية استئصال لـ البنكرياس، والأثنى عشر، والطحال وجزء من الأمعاء الدقيقة، حتى أن إحدى الشظايا قد أصابت منطقة محاذية للقلب، وقد تعرضت لنزيف داخلي".

أضاف: " الحالة الصحية لشقيقتي آلاء مستقرة ولكن في ظل حالة الطوارئ التي تعيشها مستشفى الشفاء، وخوفاً من تدهور صحتها إلى الأسوأ؛ لابد من تحويلها للعلاج فوراً، ونحن ننتظر حتى اللحظة حصولها على تحويلة طبية لتحويلها لتلقي العلاج في مستشفى المقاصد بالقدس".

فيما أوضح شقيق آلاء، بأن المصابة قد أدخلت إلى قسم النساء والولادة في المستشفى وذلك بسبب اكتظاظ المستشفى بالمصابين طوال أيام مسيرة العودة.

وبالتزامن مع مطالب العائلة بتحويل آلاء لتلقي العلاج في مستشفيات الأراضي المحتلة عام 1948، أصدر العاهل الأردني الملك عبد الثاني أمراً بتحويل ألاء فوراً إلى الأردن لكي تحصل على العلاج اللازم لها.

في ذات السياق، قال شقيقها محمد: الرصاصة التي أصابت آلاء، هي ذات الرصاصة ونفس المكان الذي أصيب بها مؤخراً كلا من الصحفيين الشهداء ياسر مرتجي، وأحمد أبو حسين".

أضاف: " الجنود الإسرائيليون يقتنصون ذات المكان من الجسد، ليوقدوا عذاباً في المصاب وأهله على حد سواء".

"كنا نتوقع إعلان استشهادها في أي لحظة لخطورة حالتها، وما حدث مع آلاء يعجز عنه الطب". هذا ما قاله الطبيب لمحمد.

 

 

هي لا تنطق

صانعة المطرزات والمشغولات اليدوية تلك، قد أتقنت فن الهروب عبر خيوطها الملونة إلى عالم أثقلته الحكايات التي كان وما زال يرويها أبطال غزة، وحكايتها واحدة من بين تلك القصص المروية قبل بزوغ الفجر.

في إحدى الحروب الغزية السابقة، تعرضت والدة آلاء وبشكل مفرط للغاز المسيل للدموع، مما تسبب هذا الغاز بإنجاب فتاة تعاني من مشاكل صحية بضعف قدرتها على النطق.

قال شقيقها لـ"الحدث": "منذ ولادتها حتى اللحظة وهي تعاني من مشاكل في النطق وعدم الاتزان، غير أن قدرتها على الكلام ضعيفة جداً، ويتم معالجتها عبر بعض الأدوية، ومن خلال مركز علاجي".

أضاف واصفاً شقيقته: " قد لا تنطق، ولكنها ذكية، تدرك كل شيء وتتحمل المسؤولية".

" سأرفع قضية ضد المحتل"

قال شقيق آلاء مخاطباً المؤسسات الحقوقية: " سأقوم برفع دعوى قضائية ضد حكومة الاحتلال، من خلال مؤسسات حقوقية محلية ودولية، للإجابة على سؤال واحد. ما هو الخطر الذي شكلته آلاء على جنود الاحتلال لكي يتم استهدافها بهذه الطريقة؟"

هي جريمة تضاف إلى قائمة الجرائم السوداء التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق العزيين والفلسطينيين ككل، لاسيما وأن الاحتلال ارتكب مؤخرا وبالتزامن مع الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية، جريمة صنفت بأنها "جريمة حرب" وراح ضحيتها نحو 60 مواطناً وأصيب أكثر من 2700 مواطن غزي.

والسؤال هنا، من يحاسب هؤلاء؟ وهل نكتفي برفع القضية؟ ومن سيربح بالنهاية؟ كثيرة هي القضايا التي رفعت، وأعميت الأعين عنها .. والجرائم الإسرائيلية مستمرة.

في معرض البوح بروايات إسرائيلية حول مقتل الغزيين أي المدنيين العزل، ادعى مسؤول أمني أسرائيلي  نقلا عن موقع "واللا" الإخباري بأن الشهيد الصحفي ياسر مرتجى هو ضابط في أجهزة أمن في حركة "حماس"، وحاول بذلك تهريب طائرات بدون طيار قبل ثلاثة أعوام، بهدف جمع معلومات عن إسرائيل لصالح حركة حماس.

وبالمقابل، وكما شوهد ، ياسر كان يرتدي الزي الصحفي ويمارس مهنته في نقل الحقيقة التي يظللها الاحتلال بأساليبه المتكررة.

فكيف سيبرر الاحتلال قنصه لبائعة المطرزات ألاء السوافيري؟