السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"أنا مسافر ومش راجع إلا إذا تعبت إمي"

2018-05-22 03:45:48 AM
قارب في بحر غزة (تصوير: الحدث)

الحدث –علاء صبيحات

الرحلة في اتجاه واحد من غزة إلى أي مكان في العالم، فظروف العيش هناك صعبة إلى حد كبير لا يقبلها قادر على المغادرة.

كل غزة تريد أن ترحل، فلو شُقّ شقٌ صغير في المعبر لرأيت كل الناس يقفون طابورا عنده.

(ع/غ) والذي يحمل دبلوما في المساحة من الكلية الجامعية في غزة يعمل بنصف راتب حينا وبلا راتب أصلا أحيانا كثيرة.

قال لـ "الحدث" إنه "سيسافر بأي وسيلة ممكنة من بقعة العذاب التي تسمى غزة".

(ع/غ) عمره 23 عاما وغير متزوج، هذا يمنحه بعض الثبات على نيته السفر بطريق واحد بحسب قوله.

أما عن احتماليات عودته للقطاع بعد سفره أجاب غزال بأنه لن يعود إلا في حالة واحدة هي أن تكون أمه مريضة بوضع صعب، وإذا ما استطعت إخراج أمي من قطاع غزة فلن أعود لا أنا ولا هي هنا مرة أخرى.

أما المحامي عبد الله زيادة فقد قال لـ "الحدث" إن السفر يكون صعبا جدا عبر معبر رفح، ووجهة أغلب الشبان تركيا، لكن الوجهة النهائية لا تكون واضحة أمامهم فمنهم من يسافر إلى الدول الاوروبية أو يستقر في تركيا.

أسباب السفر كثيرة بحسب عبد الله زيادة فالدخل سيء جدا، والحركة المالية بطيئة والاستقرار صعب، "فأنا عن نفسي أريد الرحيل رغم أنني حققت كل أساسيات الحياة، فأنا أمتلك مكتبا للمحاماة ومتزوج وعندي ولد وبنت وأمتلك سيارتي ودخلا ثابتا، لكن ما لا يباع بالأموال هو راحة البال فانا لا أجدها في غزة".

الخوف والمصائب وفقدان الأقارب وقصف المنازل وخسارة الأموال والأرواح والحروب والضبابية في المستقبل كلها مشاهد تحثُّ النفس على الغضب من واقعه وفقدان الشعور بالحياة الكريمة وراحة البال بحسب ما أضاف زيادة.

وفي سياق متصل، فالأوراق التي يحتاجها المواطن هي جواز السفر وفيزة سياحة أو فيزة تعليم، لكن المصريين يعيدون حامل فيزا السياحة لذا يسعى الجميع للحصول على فيزا للتعليم في إحدى الجامعات التركية.

الرحلة تبدأ من معبر رفع وتجاوز الأمن المصري ومن هناك تبدأ رحلة البحث عن الوجهة القادمة والنهائية والتي سيكون فيها الاستقرار.

زيادة قال لـ"الحدث" إنه سيرحل وحيدا فيما بعد سيبدأ بالبحث عن طريقة يجلب فيها أبناءه وزوجته وأمه إلى حيث يستقر، لكنه يعلم أن الرحلة شاقة وفي أغلب الحالات طريق باتجاه واحد.

فكثر هم من لسان حالهم يقول: "مسافر ومش راجع".