السبت  12 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل شارك طيار إماراتي في قصف غزة؟!

2018-08-11 03:39:02 PM
هل شارك طيار إماراتي في قصف غزة؟!

الحدث ـــ محمد بدر

في 19 تموز الماضي، نشرت صحيفة هآرتس تقريرا قالت فيه إن طائرات إمارتية وإسرائيلية شاركت في مناورة جوية تحت مسمى "نيوخرس 2017" في اليونان، وبعدها توالى الحديث عن الموضوع حتى من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية الرسمية؛ المحسوبة على الحكومة الإسرائيلية وتعمل ضمن دائرة توجيهها الإعلامي، ولم يرد أي نفي أو تعقيب من دولة الإمارات حول هذه التقارير.

وفي 5 آب من الشهر الجاري، قالت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية إن فريقا رياضيا إسرائيليا سيشارك في بطولة الجودو الدولية والتي ستعقد في الإمارات العربية المتحدة، وأوضحت الصحيفة أن المشاركة الإسرائيلية ستكون مكتملة، وسيوضع العلم الإسرائيلي في أماكن مخصصة له بجانب أعلام دول أخرى، كما أن لاعبي الفريق الإسرائيلي سيتوشحون بالعلم الإسرائيلي خلال المباريات.

في غمرة توالي التقارير التي تؤكد وجود علاقات عسكرية واستخباراتية بين "إسرائيل" والإمارات، خرج نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ضاحي الخلفان، بتغريدة خارجة عن سياق الحميمية التي تطرحها مضامين التقارير، قال فيها: " على العرب أن يدركوا هذه الحقيقة... أن اسرائيل لا هم لها إلا احداث الدمار للوطن العربي..فهو السبيل الوحيد لكي تبقى مهيمنة".

اكتسب الخلفان شهرة واسعة بعد مؤتمره الشهير عن اغتيال القيادي في جناح حماس العسكري محمود المبحوح، حينها، كشف الخلفان صورا لعملاء الموساد وتسجيلات مصورة لدخولهم الفندق الذي اغتالوا فيه المبحوح في عام 2010، ولأن العرب لم يتعودوا على كشف عمليات الموساد إلا في حالات نادرة جدا، كانت تسجيلات الخلفان المصورة كفيلة بأن تضعه في توصيف "جيمس بوند العرب"، لكن الخلفان لم يحافظ على هذه "الأسطورية" التي حاول أن يصنعها لنفسه، وأصبح إشكاليا بما يطرح، خاصة فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، ومع ذلك فإن الخلفان أضحى ظاهرة إعلامية أكثر منها أمنية.

تغريدة الخلفان التي أشرنا إليها، والتي هاجم فيها "إسرائيل" أثارت حفيظة الباحث الإسرائيلي "ايدي كوهين؛ الذي ردّ على الخلفان بالقول: " إسرائيل تاج راسك يا ضاحي خرفان. اذا بتواصل التطاول على اليهود وعلى إسرائيل قسما سأفتح ملفك وملف زيارتك السرية مع وفد امني في السنوات الأخيرة إلى إسرائيل. لقد أعذر من انذر.... تغريدة واحدة ضد إسرائيل أو اليهود اعتبارا من الآن وملفك سيفتح".

وكما الخلفان، فإن كوهين ظاهرة إعلامية أكثر منها أكاديمية، اكتسب شهرة واسعة من خلال حضوره المستمر على شاشة الجزيرة القطرية، حتى أن آخر ظهور له كان قبل أيام، لتبرير العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي بدأ باغتيال اثنين من مقاومي حركة حماس. وبعد ردّ كوهين، لم يجد الخلفان سبيلا للرد؛ دون أن يرجع الأمر لعدوته القريبة، مشيرا إلى أن هذا الحساب لشخص قطري وليس لـكوهين، فخرج له كوهين في تسجيل مصور ليثبت له أن كوهين بنفسه من هاجمه.

كوهين بدا وكأنه يدلي باعترافات على شريك جمعته به مودة وخصومة، اتهم كوهين الخلفان بمساعدة الموساد في قتل المبحوح، ولكن المفاجأة الأكبر التي فجرها كانت تتعلق بـمشاركة طيارين إمارتيين في قصف غزة، ضمن تدريبات يجريها طيارون إمارتيون على استخدام طائرة F35.

في سياق العلاقات الإسرائيلية الإماراتية، تبدو معلومات كوهين دقيقة، إذا ما افترضنا أن ما يكشف عنه الإعلام معيار تحكيم لمناظرة الخلفان كوهين، وبالإضافة لذلك، قالت i24News العبرية إن وفدا عسكريا من الإمارات العربية المتحدة، قد زار "إسرائيل" برفقة مسؤول أمريكي رفيع من أجل الإطلاع على قدرات أحدث المقاتلات الامريكية الصنع F35 المتواجدة لدى سلاح الجو الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أن سلاح الجوي الإسرائيلي كان أول من حصل على هذه المقاتلات الامريكية بعد سلاح الجو الأمريكي، وكان ذلك العام الماضي. وتعتبر المقاتلة F35 الطائرة الاحدث في الترسانة الجوية الامريكية.

لكن هذه التقارير لا تتقاطع مع الموقف الرسمي الإسرائيلي من حصول الإمارات على هذا النوع من الطائرات، فقد نشرت صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من نتنياهو في يوم 8 مارس الماضي تقريرا قالت فيه إن "إسرائيل" أبلغت الولايات المتحدة معارضتها لحصول الإمارات على طائرات من طراز F35، وأوردت الصحيفة تصريحا لنتنياهو قال فيه: " إن التفوق النوعي واضح للجميع، ويتم التعبير عنه بواسطة منظومة السلاح هذه أيضا، وهكذا سيستمر الوضع".

وأشارت الصحيفة كذلك إلى مقالة كتبها شمعون أراد من المعهد للأمن القومي قال فيها إن التفوق الجوي الإسرائيلي مرتبط بالأساس بالمزايا التي توفرها هذه الطائرة، ولا يمكن أن تقبل "إسرائيل" لأي طرف أن يتفوق عليها في هذا المجال؛ خاصة وأن بيع طائرات من هذا النوع يتناقض مع التشريع الأميركي من العام 2008، والذي ينص على أنه يجب الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل. وبموجبه، فإن إسرائيل يجب أن تتمتع بتفوق تكنولوجي في منظومات الأسلحة الأميركية التي توضع تحت تصرفها، مقارنة بالدول العربية.

مناكفات الخلفان كوهين وإن حملت بعض الحقائق، ما عدا مشاركة طيار إماراتي في قصف غزة؛ لأن هذا يتناقض مع الاستراتيجية الإسرائيلية في الحفاظ على التفوق العسكري، إلا أن وسائل الإعلام القطرية تعاملت معها كعناوين رئيسية لمواقعها، خاصة؛ ذلك الشق الذي المتعلق بـ"تورط الإمارات في اغتيال المبحوح" ومشاركة طيار إماراتي في قصف غزة، سواء على قناة الجزيرة أو القدس العربي وغيرها من الواجهات الإعلامية القطرية المحلية أو الإقليمية العالمية، وكما يبدو فإن كوهين يسوّق لنفسه أمام القطريين، والخلفان يستعرض بنفسه أم العرب ككل.