مساحة الصيد الهشة في بحر غزة

الحدث- محمد غفري

لم يمض سوى يوم واحد على إعلان سلطات الاحتلال سماحها بزيادة مساحة الصيد في بحر قطاع غزة إلى عدة أميال، حتى واصل جنود بحرية الاحتلال الاعتداء على صيادي القطاع المحاصر داخل مساحة الصيد الآمنة.

مسؤول لجان الصيادين في قطاع غزة زكريا بكر أفاد بأن بحرية الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت صباح اليوم 4 صيادين، وصادرت مركبي صيد، وذلك على بعد اثنين ميل فقط، بالرغم من إعلان الاحتلال زيادة مساحة الصيد إلى حد مسافة 9 أميال في بعض المناطق.

لذلك اعتبر بكر في حواره مع "الحدث"، أن توسعة مساحة الصيد ما هي إلا خدعة إسرائيلية للإتفاف على الحصار البحري باتجاه شرعنته.

وأكد بكر، أنه لا جدوى من توسعة مساحة الصيد طالما لم تتوفر حماية للصيادين، وطالما أن زوارق الاحتلال الحربية تصول وتجول في المياه من مسافة ميل واحد وحتى 20 ميل بحري، وتقوم بعمليات المطاردة والملاحقة للصيادين.

يوجد في قطاع غزة 4000 صياد فلسطيني يمتلكون 1270 قارب صيد، بحسب البيانات التي حصلت عليها "الحدث".

وبالتالي فإن مساحة الصيد المطلوبة لسد حاجة هؤلاء الصيادين هي الوصول إلى مسافة لا تقل عن 15 ميل بحري، وما دون ذلك "كلام فارغ وغير مجدي"، كما وصف بكر.

وأضاف، أنه بحسب اتفاقية أوسلو يحق للصياد أن يصل إلى مسافة 20 ميل بحري، وهذه من أقل الحقوق التي يمكن تقديمها للصيادين كي يعود الإنتاج إلى سابق عهده.

وتتعمد زوارق بحرية الاحتلال بشكل يومي إطلاق النار على الصيادين في بحر قطاع غزة وتهاجمهم بخراطيم المياه وتمنعهم من ممارسة مهنة الصيد.

يهدف الاحتلال من هذه الاعتداءات اليومية وفق ما صرح زكريا بكر لـ"الحدث"، إلى استهداف رأس الأمن الغذائي الفلسطيني، وأن يبقى الشعب الفلسطيني بشكل مستمر بحاجة إلى الاعتماد على المساعدات الخارجية، وأن يبقى الاقتصاد الفلسطيني مدمر، بالإضافة إلى فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين.

وأفاد بكر، أنه منذ بداية العام وحتى اليوم سجلت 42 عملية اعتقال، واستشهاد اثنين من الصيادين، وإصابة 21 صياد، وجرى مصادرة 14 قارباً، من بينها أحد أكبر مراكب الصيد في قطاع غزة.

وعدا عن مساحة الصيد الهشة التي لا يلتزم الاحتلال بها، والاعتداءات اليومية على مدار الساعة؛ فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع منذ العام 2006 دخول كامل معدات الصيد وصناعة المراكب ما عدا الشباك.