السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شهر 7 محجوز في كوبر !

2018-08-16 03:59:01 PM
شهر 7 محجوز في كوبر !
صورة ملتقطة من قرية كوبر (أرشيفية)

 

الحدث- ريم أبو لبن

" شهر 7 محجوز". عنوان لمنشور إلكتروني خطه ناشط وموثق للأحداث في قرية كوبر قرب رام الله ليصبح حديث متابعيه، وبها رسالة مفادها بأن شهر تموز/ يوليو الماضي قد تفردت به القرية ليرتبط في كل عام بحادثة تترك أثراً في نفوس سكانها، حيث العام الماضي قد ودعت القرية أسيراً، والشهر الماضي فقدت شهيداً.

وعليه، قد أصبح شهر يوليو، هو شهر يحمل أسماء لـ "أبطال" ومعتقلين، ويرتبط بـمضمونه بمفهوم المقاومة الشعبية بحسب وصف سكان قرية كوبر الواقعة في الشمال الغربي من مدينة رام الله، وهذا وفق ما ذكره لـ"الحدث" كاتب المنشور والناشط الشبابي تامر البرغوثي (39)عاماً، وهو يقوم بتوثيق الأحداث التي تمر بها كوبر والقرى المحيطة، وكان آخرها اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لقرية برهام الواقعة شمال غرب مدينة رام الله.

"هو عين كوبر"، هكذا وصف سكان المنطقة البرغوثي، موضحين بذلك إرادته المستمرة  في قيامه بتغطية ما يجري في كوبر من تحركات عسكرية إسرائيلية متمثلة بالاعتقالات والمداهمات، غير أنه يتسلق الليل للبحث عن جندي يقتنصه بكاميرته حتى يصبح ذاك الفيديو المسجل حديث الإعلام وعبر شاشات المحطات المحلية.

"ضابط إسرائيلي قال لي ليهدأ البرغوثي ...". هذا ما أكده لـ"الحدث" عزت بدوان، وهو رئيس مجلس قروي كوبر، مشيراً بأن البرغوثي كان قد تلقى تهديداً من قبل الضابط جراء ممارسته لموهبة اقتناص الأحداث.

"شهر 7 محجوز"

يبدو أن الواقع الفلسطيني قد فرض على أصحابه عبء التسميات الجديدة، حيث لم تبدأ الحكاية فقط من قرية كوبر وإنما سبقتها العديد من الروايات والقصص التي سردها أهالي سكان قرى مجاورة؛ فقرية النبي صالح مثلا الواقعة شمال غرب مدينة رام الله كان لها النصيب الأكبر هذا العام في نقل مشهد قد حرك العالم الغربي والعربي والمتمثلة بصفعة قدمتها الطفلة عهد التميمي للجندي الإسرائيلي جراء محاولته اقتحام منزلهم بالقرية، غير أن عائلتها تحتفظ بتفاصيل تدلل على مقاومة قرية بأكملها في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

نعاود الالتفاف مجدداً لجملة قد تثير في أذهاننا تساؤلات مفادها، لماذا شهر يوليو في كوبر محجوز؟

في حادثة مبتكرة من وحي القرية، قام الناشط تامر البرغوثي، وهو أحد سكان قرية كوبر بكتابة منشور عبر صفحته الخاصة على "فيس بوك"، يحمل بمضمونه بعداً أكثر من مجرد "نكتة" قد تكتب أثناء احتساء فنجان قهوة، فهي بنظره تشكل حالة يعيشها سكان القرية.

وهذا ما جاء في منشور البرغوثي: يوسف ومحمود هما شابان يعيشان في قرية كوبر، وقد جرى حديث بينهما يتمحور حول شهر يوليو، حيث قرر محمود أن يُزف في ذاك الشهر، إلا أن يوسف لم يتمهل بالاجابة بل علق قائلا: (شهر سبعة عنا في كوبر محجوز)، وفي معرض الرد أبدى محمود استغرابه متسائلاً: (محجوز لشو)؟

وأجاب يوسف وبلهجة عامية على حد وصف البرغوثي: "شهر سبعة عنا قوات الاحتلال بتقضيها طالعة داخلة في البلد، وبتسكر الشوارع، اعتقالات، اقتحامات، ومواجهات... يعني بالعربي شهر للعزة والفخر".

قال البرغوثي: "إذا شهر يوليو في كل عام يحمل في طياته تحركات ومظاهر وأحداث منها اعتقال واستشهاد وإغلاق طرق، وتكاد تتكرر تلك التفاصيل من كل عام".

أضاف: "لقد ألغي 3 أفراح في شهر يوليو، كما أن أحدهم لم يقم فرحا بل غادر بيته إلى بيته الجديد".

وعن أحداث شهر يوليو، تحدث البرغوثي قائلاً: "في العام الماضي أي بتاريخ 27/7/2017 قام جنود الاحتلال بإغلاق طريق الواد السواتر الترابية وتكرر ذات الأمر وفي مشهد مشابه هذا العام وبالتاريخ الزمني ذاته".

أضاف: "في شهر يوليو من العام الماضي قام الجيش الإسرائيلي باعتقال الشاب عمر العبد بعد تنفيذ عملية فدائية في مستوطنة "حلميش)" في 21 يوليو/تموز، وفي هذا العام ومن ذات الشهر استشهد محمد يوسف بعد أن اتهم بتنفيذ عملية في مستوطنة (آدم) الواقعة شرق القدس".

ماذا قال الضابط الإسرائيلي؟

"خلال العامين السابقين وقع حدثين مهمين ملفتين للنظر، الحدث الأول وقع العام الماضي وتحدثنا عن عملية حلميش، والحدث الثاني كان هذا العام بتنفيذ عملية في مستوطنة آدم، وكلا المتهمين هم من قرية كوبر". هذا ما أكده لـ"الحدث" عزت بدوان، وهو رئيس مجلس قروي كوبر.

وعن تشابه الأحداث في الزمان والمكان؛ قال بدوان: "قد تشابهت من باب المصادفة، لاسيما وأن أحد الضباط جيش الاحتلال وجه لي سؤالا مفاده عن العلاقة التي ربطت المنفذين ببعضهما البعض، وبكل تأكيد لا علاقة بينهما وهما من عائلتين مختلفتين، غير أن المتهم العبد يكبر يوسف بـ 4 سنوات تقريبا".

واستكمل حديثه: "كوبر حالها كغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، وقد نالت التميزعلى صعيد العمل الفدائي، لاسيما وأن عددا كبيرا من شبان القرية كانوا منضمين للثورة الفلسطينية ومنذ البدايات، وما قبل الثمانينات قدم أهالي القرية 6 شهداء في لبنان وسوريا والأردن".

وعن أسرى كوبر، قال بدوان: "هناك مئات المعتقلين من أبناء القرية داخل السجون الإسرائيلية، ومن بينهم الأسير نائل البرغوثي وهو أقدم أسير في العالم بجانب الأسير المحرر فخري البرغوثي، لاسيما وأن نائل ما زال قيد الاعتقال وقد أعيد له حكم السجن المؤبد".

أضاف: "عدد المعتقلين من سكان كوبر وصل المئات طوال فترة وجود الاحتلال، لا سميا وأن سكان القرية قد بلغ عددهم 6 آلاف نسمة، وهي تضم 10 عوائل كان أقدمها عائلة بدوان".

وعن قرية كوبر تاريخاً تحدث: "هي قرية رومانية، وبها اكتشافات أثرية وحفريات وآبار، غير أنه مؤخراً تم اكتشاف كنيسة أثرية فيها، وفي عهد الإمبراطورية الرومانية كان كل قائد حامية عسكرية يحدد منطقة جغرافية ويطلق عليها اسمه، وعندما جئنا إلى القرية وجدناها كوبر".