الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هكذا تم خداع حماس على مدار ستة أشهر!

2018-09-13 08:55:16 PM
هكذا تم خداع حماس على مدار ستة أشهر!
باحثات التهدئة والمصالحة بين فتح وحماس تجري بالقاهرة بإشراف المخابرات المصرية -رويترز

 

الحدث الفلسطيني

نشر الكاتب والصحفي المقرب من حماس صالح النعامي تحليلا اعتبر فيه أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية تعرضت لحملة خداع منظمة من قبل "إسرائيل" والنظام المصري خلال الأشهر الماضية.


وقال النعامي: "كل المؤشرات تدل على أن الفصائل الفلسطينية في غزة تعرضت، على مدى الأشهر الستة الماضية، لحملة تضليل محكمة من قبل كل من "إسرائيل" ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبإسناد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وأوضح النعامي أنه : "قد تبين أن كل الجهود التي بذلت من أجل انجاز مسار تهدئة بين المقاومة و"إسرائيل"، كانت في الواقع محاولة إسرائيلية مصرية لشراء الوقت وإغراء الفلسطينيين في القطاع بوقف مناشط حراك مسيرات العودة، تحديدا الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، التي تعد الأكثر تأثيرا على العمق الإسرائيلي".

ويشير النعامي إلى أنه قد بات واضحا، أن "إسرائيل" كانت معنية بإطالة اتصالات التهدئة، بحيث تتمكن من تجاوز فصل الصيف، على اعتبار أن قدرة الفلسطينيين على المحافظة على زخم "مسيرات العودة" بعد انقضاء هذا الفصل قليلة، حيث لا تساعد اتجاهات الريح على توجيه البالونات الحارقة إلى العمق الإسرائيلي، علاوة على أنه سيكون من الصعب في ظل الأمطار والرياح والبرد على الجماهير التعسكر في مخيمات العودة، المقامة على طول الحدود على أرض ترابية مكشوفة.

وبحسب النعامي: "فقد حرصت كل من "إسرائيل" ونظام السيسي على توظيف المعارضة الشديدة التي أبدها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمسار التهدئة في إطالة أمد الاتصالات الهادفة للتوصل لهذا المسار والتغطية على موقفيهما الحقيقي الرافض للتهدئة".

ويعتبر النعامي أنه وعلى الرغم من أن حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب معنية بتجنب مسار يفضي إلى مواجهة مع المقاومة في غزة، إلا أنها في المقابل غير مستعدة لدفع ثمن سياسي يظهرها أمام الرأي العام الإسرائيلي على أنها "خاضعة للإرهاب".

ويضيف: "في حين أن نظام السيسي، وعلى الرغم من خلافه مع قيادة السلطة الفلسطينية، غير معني بأن يفضي مسار التهدئة إلى تعزيز مكانة حكم حركة حماس في قطاع غزة، على اعتبار أنه يتعامل مع الحركة كجزء لا يتجزأ من جماعة الإخوان المسلمين، التي يناصبها العداء".

"ومن أجل إطالة أمد الاتصالات الهادفة للتوصل لمسار التهدئة، فقد عمد نظام السيسي إلى إحياء الجهود الهادفة إلى تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس رغم إدراكه استحالة إحداث اختراق في هذا الملف، بزعم أن انجاز المصالحة سيسهل مهمة انجاز التهدئة"، يقول الكاتب صالح النعامي..

وعن زيارة صالح العاروري لغزة، يقول النعامي:"مع أن نظام السيسي يعي أن حماس تقبل بإحياء تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها في أعقاب حرب 2014، والتي قاد الجانب الفلسطيني في التفاوض عليها في حينه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد... ومن أجل استدراج حماس إلى حيث تريدان، فقد وافقت "إسرائيل" ومصر على السماح لجميع أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بدخول القطاع، وعلى رأسهم نائب رئيس المكتب صالح العاروري، الذي تتهمه "إسرائيل" بالمسؤولية عن توجيه عمليات المقاومة في الضفة الغربية. وقد كان الهدف من هذه الخطوة طمأنة حماس بأن هناك جدية كبيرة في انجاز التهدئة وأنه يجدر بها تسهيل هذه المهمة من خلال ضبط مناشط حراك العودة".

ويختم النعامي بالقول: "بعدما تم إيقاف إطلاق البالونات الحارقة، وشارف الصيف على الانتهاء، واجه نظام السيسي وإسرائيل حماس بموقفيهما الحقيقي من التهدئة. فوزير الحرب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أعلن أنه ضد التوصل للتهدئة مع حماس من حيث المبدأ. وفجأة خرج رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حرص على التزام الصمت طوال تواصل الجهود الهادفة إلى التوصل لمسار التهدئة، وأعلن في وجود عوائل الجنود الأسرى لدى حماس أن أي اتفاق تهدئة لن ير النور في حال لم يتضمن تحرير الجنود الأسرى... في حين أوصل نظام السيسي عبر جهاز المخابرات العامة، رسالة واضحة لحماس أنه لن يتعاون مع أية جهود تهدف للتوصل للتهدئة ما لم يتم انجاز مسار المصالحة أولا.. وقد حظي موقف نظام السيسي والموقف الإسرائيلي بإسناد أمريكي قوي، حيث شدد السفير الأمريكي في القدس المحتلة دفيد فريدمان على أن واشنطن ترفض أي مسار تهدئة يفضي إلى مراكمة إنجازات سياسية لحركة حماس".