الحدث ــ محمد بدر
التقى الصحفي الإسرائيلي "بن كسبيت" مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، يوم السبت الماضي، ونقل "بن كسبيت" عن عريقات، قوله، إنه يكتب حاليا كتابا عن "مغامرته الصحية" مع المرض.
ولكن، لم يكن المرض وحده من احتل مساحات النقاش بين الصحفي الإسرائيلي وعريقات، فقد تحدث عريقات عن قطع الإدراة الأمريكية لمساعداتها عن السلطة الفلسطينية والتي تقدّر بـ 200 مليون دولار سنويا، وكذلك وقف الولايات المتحدة لتمويل الأونروا بـ 365 دولار سنويا، وقطع المساعدات عن المستشفيات الفلسطينية، وشدد عريقات على أن قطع الأموال عن المستشفى الوحيد الذي يعالج مرضى السرطان من الفلسطينيين، لا يمكن تفسيره إلا عملية إبادة جماعية.
وكشف عريقات أنه والرئيس محمود عباس كانا على وشك الموت، وأشار عريقات إلى أن حالة الرئيس عباس كانت حرجة للغاية عندما رقد في المستشفى الاستشاري في رام الله، في مايو الماضي. وعن حالة الرئيس في تلك الفترة، قال عريقات: "عانى الرئيس عباس من الالتهاب الرئوي الشديد، لكن بطرقة ما عاد إلى الحياة، ووصل مستوى البروتينات في دمه إلى 391، وعانى من تلوث خطير في الرئتين، ودرجة حرارة جسده وصلت إلى 42 درجة، وكان الجميع يعتقد أنه لن ينجو من المرض هذه المرة، لكنه عاد للحياة".
وعن مرضه، قال عريقات: "إذا كان ترامب يريد أن يتخلص منا، فأنا والرئيس كنا على وشك ذلك"، وأوضح عريقات أنه وخلال العملية الجراحية لزراعة رئة، والتي أجراها في واشنطن، العام الماضي، كان في حالة موت سريري لمدة دقيقتين و40 ثانية، وأضاف: "لقد عدت أنا والرئيس من العالم الآخر (الموت)".
وعن اتفاقية أوسلو، قال عريقات: "لقد فشلنا في تطبيق اتفاق أوسلو، ويجب أن نعترف بذلك، لقد اعترفنا بإسرائيل في حدود العام 1967، ووافقنا على تبادل أراضي، وهذه فكرتنا الأساسية، ووافقنا على دولة منزوعة السلاح، من دون جيش، وعلى حل عادل ومتفق عليه للاجئين، لا يتم فرضه على إسرائيل.. ولكن وفي المقابل، نتنياهو يواصل توسيع المستوطنات في كل مكان".
وقال عريقات إنه أبلغ مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير، بأن إغلاق الأونروا سيهدد استقرار الأردن، وأن الأونروا ليست وكالة فلسطينية، بل وكالة دولية وأقيمت من خلال طلب للسفير الأمريكي في الأمم المتحدة عام 1949، وعدد عريقات الخدمات التي تقدمها الأونروا، مشددا على أن إغلاقها يعني تهديد أمن الأردن.
وحول التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة و"إسرائيل"، قال عريقات: "نحن لم نوقف أبدا، ولو للحظة واحدة، التعاون الأمني معكم ومع الأميركيين.. وفي الوقت الذي يتم فيه تشويه السلطة الفلسطينية، وأجهزتها الأمنية، بتهمة بملاحقة النشطاء الفلسطينيين ومنع مقاومة الاحتلال بسبب ما يسمى بالتنسيق الأمني، فإن نتنياهو يقابلنا برفضه للسلام.. ولكن فإن الإرهاب هو تهديد وجودي لنا، ونحن لا نصنع جميلا لكم، ولدينا قنوات مفتوحة معكم ومع المخابرات الأمريكية".