الحدث- محمد بدر
تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر معركة يمكن الحكم عليها للوهلة الأولى أنها معركة خيالة أسطورية؛ تحاول رسم شكل الحل بالخيال، وتستعين بالخارق للخروج من المآزق. لكن الرسالة من وراء المشاهد بليغة. هذه المشاهد التي يغلب عليها استعراض الجنود وصوت الرصاص، تحاول رسم صورة "إسرائيل" بحقيقتها العسكرية الاسبرطية.
ويعكس سلوك الضابط الكبير من خلال تدريبه للجنود الشباب على قنص الأهداف؛ والتي هي عبارة عن مجسمات لفتيات فلسطينيات، من خلال كلمتين فقط؛ الأولى: متراة" وهي كلمة عبرية تعني "الهدف"، والثانية: "أيش" وهي أيضا كلمة عبرية تعني "إطلاق النار"؛ حقيقة القائد الإسرائيلي الذي لا يتجاوز عمله مسافة القتل ولا تتجاوز أهدافه الأجساد.
وتعكس حركات الجنود الاستعراضية، حقيقة السلوك الإسرائيلي الاستعراضي، المتمثل بالمحاولات المستميتة للظهور بمظهر الدولة صاحبة الجيش الخارق والمخابرات الآلهة. إنه مظهر القوي، أو القوة التي باتت تفتقر لها إسرائيل، ليس كقوة عسكرية، بل كقوة معنوية.
يصيب رصاص الجنود جسد الفتاة الأخيرة، الجدار الأخير، ويفتك بوجهها. عيناها الشيء الذي لا يمس، ولا يستهدف، لأنه الشاهد على الجريمة، ولأن الجريمة دقيقة وتستقر في مكان لا يموت في أجساد المعذبين.
إن الشهادة على الجريمة ليست مرافعة نظرية بين القاتل والمقتول، بل مرافعة عملية بين واقعين، وهو ما يمكن التدليل عليه من بعث الفتاة من جديد، وفشل السلاح في قتلها، بينما تقاتل هي بمعتقداتها الأساسية وبأدواتها المتوفرة. والأهم؛ أنها تقاتل التفوق وميزان القوى بخارطة فلسطين كل فلسطين؛ وتنتصر.