الأربعاء  09 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل درجة الحرارة المرتفعة تؤثر على صحة العقل؟

2018-10-10 12:07:36 PM
هل درجة الحرارة المرتفعة تؤثر على صحة العقل؟
ارتفاع درجة الحرارة (أرشيفية)

 

ترجمة الحدث- ريم أبو لبن

دائما ما يتردد  لمسمعنا بأن البلدان التي ترتفع فيها درجة الحرارة يتعرض سكانها لموجة من الكسل وقد تتأثر صحتهم العقلية والنفسية أيضاً فهل هذه حقيقة علمية؟

خلصت دراسة نشرت في مجلة (PNAS) بأن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى احداث تأثير في الصحة العقلية وقد وصف الأطباء تلك التأثيرات بـ "الصعبة". وهذا وفق ما نشرته قناة (CNN) على موقع الاخباري وضمن منصة الصحة.

وعليه، فإن الارتفاع المتوسط لدرجات الحرارية بشكل شهري يعمل على زيادة وصفت بـ " الطفيفة" في الحالات الصحية التي تتأثر وقد تتضرر الصحة العقلية للفرد.

وذكر نيك أوبرادوفيتش وهو المؤلف للدراسة وأحد الباحثين في مخبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا : " لا نعرف بالضبط لماذا نرى بأن درجات الحرارة المرتفعة أو المتزايدة قد تؤدي إلى احدا مشاكل في الصحة العقلية للفرد".

أضاف : " على سبيل المثال، هل النوم القليل بفعل الحر هو السبب الذي قد يؤدي إلى مشاكل صحية في العقل؟ لدينا الكثير من الوقت والجهد كي نفهم ذلك وما هو السبب وراء ذلك".

بعض الاجابات، والمزيد من الأسئلة

من خلال رصد درجات الحرارة والتي بدأت في حوالي عام 1850 ، أصبحت درجة حرارة الكرة الأرضية اليوم أكثر حرارة بمقدار درجة واحدة مئوية عما كانت عليه في الفترة ما بين ( 1850 و 1900 )،  وهذا وفقًا لما ذكره علماء الأرصاد الجوية.

بالنسبة للدراسة، قام أوبرادوفيتش وزملاؤه بجمع بيانات من مراكز مختصة لمراقبة الأمراض في الولايات المتحدة، فيما تضمنت هذه البيانات الصحة النفسية والشخصية للأفراد والتي تم الابلاغ عنها ذاتياً، حيث عمد قرابة 2 مليون فرد يقطن في الولايات المتحدة على تقديم معلومات عنهم وقد تم اعتمادهم عشوائياً، وقد تم ربط تلك المعلومات بتغير النواحي المناحية وارتفاع درجة الحرارة.

فيما أوضح أوبرادوفيتش أنه قد تم جمع تلك البيانات على مدار 10 سنوات، حيث تم توجيه عدة تساؤلات لمن هم ضمن العينة العشوائية، وتلك الاسئلة هي : كيف تأثرت نفسيا ، وبأي فترة ، وكيف هو الوضع الصحي والعقلي لديك؟

وبحسب الاجابات، فقد تبين بأن ما يؤثر بهم نفسياً يقع ضمن نطاق التوتر والقلق والاكتئاب والقضايا العاطفية، وهذا يعني يتعرضون لأمور لا تصلهم للمستشفى او الانتحار، ولكنها تتعلق بالتشويش والانفعال العاطفي اليومي.

 

بعد ذلك، قام هو وزملاؤه بربط التقارير الصحة العقلية ببيانات الأرصاد الجوية للمدينة التي يقطن بها كل مشترك بالدراسة.

وقال الباحث أوبرادوفيتش: "لقد كان لدينا هذا الكم الهائل من المعلومات حول الكيفية التي ترتبط بها الظروف البيئية بالطريقة التي أبلغ بها الناس عن وضعهم الصحي العقلي".

 

تحليل البيانات بـ ثلاث طرق

أولا : تم مراقبة درجات الحرارة وهطول الأمطار على مدار 30 يوماً، وتم مقارنة ما يحدث بالصحة العقلية لدى الأفراد خلال تلك المدة الزمنية.

قال أوبرادوفيتش: " إن تعرض الأفراد لدرجات حرارت عالية ومعدلات أعلى لهطول الأمطار في تلك الفرتة أدى إلى زيادة احتمالية بأن يقومو بتلبيغ ذاتياً عن مشاكلهم الصحية والعقلية".

بعد ذلك، عمد فريق البحث على تحليل التقارير الصحية والنفسية للأفراد، وتبين بأن ارتفاع درجة الحرارة ولمدة 5 سنوات بمقدار 1 درجة مئوية فقط كان مرتبط بزيادة تقدر بـ 2% من انتشار حالات تدلل على تاثر الصحة العقلية لديها.

وأخيرا، فام الفريق بفحص تقارير الصحة العقلية للأفراد المتضررين من إعصار (كاترينا) وتم مقارنة تلك التقارير بالتقارير الواردة من أشخاص لم يتأثرو بتلك العاصفة الكارثية وهم يقطنون في أماكن متشابه بالمساحة، وعليه فقد ساعدت تجربة إعصار (كاترينا) بزيادة تقدر بـ 4% في انتشار مشاكل الصحة العقلية.

وبشكل عام، فإن الأشخاص الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ هم : الاشخاص الذين يعانون من انخفاض الدخل، ويعانون من مشاكل صحية نفسية قائمة، والنساء. بحسب ما اشارت إليه الدراسة.

ونعاود التساؤل، لماذا لا يتمتع الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن الدافئة بصحة نفسية سيئة مقارنة بالأشخاص الذين يقطنون في الأماكن الباردة؟

وقال أوبرادوفيتش : " إن هذا هو أحد الأسئلة البارزة في تحديد الآثار الاجتماعية الناجمة لتغير المناخ".

أضاف : " الدراسة الجديدة أوضحت للباحثين بأن هناك العديد من العوامل التي تعمل على تخفيف التاثير، لاسميا وأن ارتفاع درجة الحرارة مع مرور الوقت يرتبط بالصحة العقلية المتفاقمة"