الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا يعني أن ينادي ضباط الشاباك على نعالوة عبر مكبرات الصوت في الشوارع؟ (صور)

2018-10-18 09:55:26 PM
ماذا يعني أن ينادي ضباط الشاباك على نعالوة عبر مكبرات الصوت في الشوارع؟ (صور)
جيش الاحتلال

 

الحدث ــ محمد بدر

تتوارد الأخبار من طولكرم عن قيام جيش الاحتلال وضباط مخابراته بالمناداة عبر مكبرات الصوت على المطارد أشرف نعالوة، ووصل الأمر بالمخابرات الإسرائيلية أن تتجول بالقرى المجاورة لضاحية شويكة، ليصرخ ضباطها هستيريا على أشرف من أجل تسليم نفسه. كما واعتقلت قوات الاحتلال مؤخرا والدته وحولتها لمركز تحقيق الجلمة. ومن المهم فهم الخطوات الإسرائيلية في ملاحقة المطاردين، وفهم كل خطوة على حدا، بدون أي ترتيب، لأن التصور بأن العمليات الأمنية تأتي ضمن ترتيب منتظم؛ خلل في فهم آليات العمل الأمني، فالخطوة الواحدة منتظمة والسياق يخضع للمعطيات، ومن المعروف أن المخابرات الإسرائيلية تعمل على أساس "الخطط المرحلية" في العمليات الأمنية الخاصة المستجدة، بمعنى أن كل خطوة يتم الانتقال للخطوة التي تليها في ضوء معطيات وبيّنات وليس ضمن ترتيب معد مسبقا ومعمول به بشكل مستمر، ويتم تغيير الخطة وإعداد الخطة في ضوء تصورات معينة.

وبالتالي، فإن كل خطوة بحاجة لتفسير على حدا، بطبيعتها وحدودها. وأن ينادي ضباط المخابرات بمكبرات الصوت على نعالوة في شوارع طولكرم وقراها، وأن يوزعوا البيانات التي تحذر من مساعدته، يعني أن المخابرات قد تكون فشلت في الوصول لأي معلومة (طرف خيط)، وأن نعالوة لم يخطأ الخطأ الذي ينتظره ضباط المخابرات، وبالتالي فإنها عملية تهديد للمحيط، ومحاولة تخويف للمحيط وصولا لتفكيكه حول المطارد نعالوة، وهو ما من شأنه أن يدفعه في مرحلة ما للتواصل من الدوائر القريبة منه والتي بكل تأكيد متابعة ومراقبة. كما أن الدوائر المقربة من دوائر المطارد المقربة تخضع للمراقبة في الغالب.

لقد بدأت "إسرائيل" تكثف من حربها النفسية ضد المطارد نعالوة، حربا تستهدفه وتستهدف محيطه؛ تستهدفه من خلال اعتقال أقاربه والإعلان عن نيتها هدم منزله، وتستهدف محيطه من خلال التهديد بسجن كل ما يساعده وهدم منزله. في الحقيقة هذه تهديدات فارغة، لأن الحد الأعلى المعمول به في المحاكم الإسرائيلية في قضايا مساعدة المطاردين لا يتناسب وحجم التهديد الذي تروّج له المخابرات الإسرائيلية، وأيضا مسألة هدم المنازل لا تطال مساعدي المطاردين ولم يحدث أمرا كهذا من قبل. إن لجوء "إسرائيل" للحرب النفسية يعني أنها تحاول أن تحقق بالدعاية ما لم تحققه بالسلاح والعملاء والتكنولوجيا، متعاملة مع الدعاية كمحفزات للأخطاء والثغرات.

إن الفلسطيني لا يمكن أن ينكشف قيميا وأخلاقيا ووطنيا للاحتلال، لذلك فإن كل ما يقوم به الاحتلال يجعلنا في صورة الأزمة التي يمرّ بها بسبب المطادر نعالوة، ولا تضع هذه الأساليب المطارد في خانة التعامل على أساس منطق الأزمة وأنه في أزمة، ويكشف لنا قيمة اللحظات التي يقضيها المطارد بعيدا عن أعين الاحتلال. وخلاصة القول، عندما يلجأ الاحتلال للدعاية فإنه يكون قد فشل على الأرض فشلا كبيرا.