الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما هو مصير غرفة العمليات المشتركة بعد تبني سرايا القدس للقصف الأخير بشكل منفرد؟

2018-10-28 08:12:46 AM
ما هو مصير غرفة العمليات المشتركة بعد تبني سرايا القدس للقصف الأخير بشكل منفرد؟
الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية

 

خاص الحدث ــ محمد بدر

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين "إسرائيل" وحركة الجهاد الإسلامي، فُتحت نار انتقادات داخلية بين مناصري حركة الجهاد الإسلامي ومناصري حركة حماس. فبينما اعتبر مناصرو حركة الجهاد أن القصف يأتي في سياق ترسيخ معادلة المقاومة القائمة على مبدأ "القصف بالقصف"، بدا واضحا امتعاض مناصري حماس من القصف الذي نفذته الجهاد، واتهموها بالخروج عن الإجماع والتفرد وعدم الرجوع لغرفة العمليات المشتركة للفصائل. ودخلت "إسرائيل" على خط الاتهامات، وأكد الناطق باسم جيشها رونين منليس أن القصف كان بناء على أوامر إيرانية لحركة الجهاد.

ويبقى السؤال الأبرز، لماذا خرجت الجهاد للقصف دون الرجوع لغرفة عمليات الفصائل المشتركة؟ تبدو الإجابة غريبة وغير غريبة، حين تكتشف أن غرفة العمليات المشتركة هي تعبير معنوي عن حالة تنسيق لا أكثر، وأن لا مقاتلين يعملون تحت إمرتها وليست حالة مؤسسية حقيقية، كما يبدو الانطباع السائد عنها.

مصدر في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قال للحدث إن "الغرفة هي تعبير عن سلوك محدد من التنسيق بين الفصائل الفلسطينية، ولا خطوط عريضة لعمل هذه الغرفة، وليست في محل أن تصيغ سياسات عامة فيما يتعلق بالمواجهة مع الاحتلال".

وعن ظهور الاسم، قال المصدر إنه "يعود ليوم 29/5/2018 عندما بدأت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصفا مكثفا على مستوطنات غلاف غزة، وكانت كتائب القسام قد حاولت قبل البدء بالقصف إقناع سرايا القدس بضرورة تأجيل الرد، وهو ما رفضته السرايا.. وبعد ظهر ذلك اليوم انضمت كتائب القسام لعمليات القصف، وفي تمام الساعة 12 ظهرا من ذلك اليوم، أعلنت سرايا القدس أنها ستصدر بيانا عسكريا حول القصف، وبعثت لها قيادة القسام رسالة تقترح فيها الخروج ببيان مشترك، وتم الاتفاق على الخروج ببيان مشترك يحمل اسم غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية".

المصدر أكد للحدث أن "التنسيق بين كتائب عزالدين القسام وسرايا القدس متقدّم، وأن التنسيق يومي ومستمر، ولا يمكن لعمليات القصف الأخيرة التي نفذتها السرايا وما تبعها من توتر أن تؤدي لأزمة حقيقية في التنسيق بين الجناحين العسكريين الأكبر في قطاع غزة".

وشدد المصدر على أنه من المهم دراسة واقع كل فصيل واستعداده للرد على جرائم الاحتلال وعلى المواجهة بشكل منفصل، ففي حين أن حماس هي الحاكم الفعلي في قطاع غزة وملزمة بتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان، وتمتلك مؤسسات وعلاقات رسمية مع جهات دولية، فإن الجهاد تجد نفسها ملزمة أكثر بالرد على الاحتلال وانتهاكاته.

وعن مصير غرفة العمليات المشتركة بعد تبني سرايا القدس للقصف الأخير بشكل منفرد، قال المصدر إن "غرفة العمليات كما أشرت سابقا ليست حالة مؤسسية حتى تتفكك، هي تعبير معنوي عن حالة تنسيق موجودة أصلا قبل هذا التعبير، وحالة التنسيق قد توجد في تصعيد ما، وتختفي في تصعيد آخر، وليس هناك ما يلزم فصيل مقاوم بعدم الرد على جرائم الاحتلال إلا بعض التفاهمات الضمنية أو المباشرة في كل حالة حدا، وإذا ما كان هناك تباينا في وجهات النظر، فإننا سنرى تصعيدا من أي جهة مقاومة ترى بالتصعيد ضرورة".