الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مقاطعة شبه كاملة لانتخابات بلدية الاحتلال في القدس

2018-10-30 02:57:56 PM
مقاطعة شبه كاملة لانتخابات بلدية الاحتلال في القدس
من البلدة القديمة في القدس المحتلة (تصوير: محمد غفري)

 

الحدث- محمد غفري

بالرغم من وجود قائمة انتخابية تدعي أنها فلسطينية تشارك لأول مرة منذ عقود في انتخابات بلدية الاحتلال في القدس، إلا أن المقدسيين قاطعوا كعادتهم انتخابات البلدية.

تحت مسمى "القدس بلدي" يخوض الدكتور رمضان دبش، وهو من سكان قرية صور باهر الفلسطينية انتخابات بلدية الاحتلال في القدس المحتلة.

مارس مرشحو الانتخابات خلال الأيام الماضية كافة أشكال الدعاية الانتخابية، رسائل نصية وصلت إلى هواتف المقدسيين من كل حدب وصوب، منشورات تدق أبواب منازلهم، ويافطات تملأ الشوارع.

المرشح الفلسطيني الوحيد رمضان دبش وعد المقدسيين بحل قضاياهم، وهو المرشح الذي تخلى عن عضويته في حزب الليكود الإسرائيلي ليقنع المقدسيين بنفسه، ويحظى بدعم آخر من قبل عضو الكنيست المتطرف يهودا جليك.

في حين هبط الرئيس الحالي لبلدية الاحتلال المتطرف نير بركات أخيراً من قصره العاجي إلى مخيم شعفاط المهمل يرافقه عدد من عمال النظافة في محاولة لتسويق نفسه، لكن وجود العشرات من قوات الاحتلال عند الحاجز ومن خلفهم جدار الفصل العنصري اكمل المشهد، ولم تفلح دعاية بركات الانتخابية.

أمام مشهد المرشحين بركات ودبش، أجمع خبراء مقدسيون في تصريحات متفرقة لـ"الحدث"، أن نسبة مشاركة المواطنين المقدسيين في انتخابات بلدية القدس المحتلة لم تصل إلى 1%.

عضو لجنة الدفاع عن بلدة سلوان والباحث في شؤون القدس فخري أبو ذياب قال إن التوقعات تشير حتى اللحظة إلى أن المشاركة على مستوى مدينة القدس في الانتخابات كانت ضعيفة.

كذلك يؤكد عضو اللجنة الشعبية في بلدة العيسوية محمد أبو الحمص، أن نسبة 99% من المقدسيين قاطعوا انتخابات بلدية الاحتلال في القدس بشكل عام.

أما على مستوى المناطق، أشار أبو ذياب لـ"الحدث" إلى أن المشاركة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى تقل عن نسبة 1% وتكاد تصل إلى صفر.

وأكد أبو ذياب أنه لا يوجد أي حركة باتجاه مراكز الاقتراع ولا يوجد أي اهتمام بالانتخابات أصلاً ولا ترقب للنتائج المتوقعة، مؤكداً أن المقاطعة في سلوان شبه كاملة.

على صعيد بلدة العيسوية أكد أبو الحمص لـ"الحدث"، أنه لا يوجد أي مشاركة بالمطلق في انتخابات بلدية الاحتلال.

وأشار أبو الحمص إلى عدم وجود مركز للاقتراع بالأصل في العيسوية، وعلل ذلك بالقول إن "الاحتلال لا يجرؤ على إقامة مركز للاقتراع في بلدة العيسوية فأقام مركزا على مدخل البلدة في إحدى المستوطنات".

وكان نشطاء مقدسيون قاموا الليلة الماضية بإلصاق يافطات في مدينة القدس تدعو لمقاطعة انتخابات بلدية الاحتلال.

كذلك كثف النشطاء دعواتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمواطنين بمقاطعة انتخابات بلدية الاحتلال في القدس، وذكّروا في تدوينات لهم بفتوى مجلس الافتاء وبمواقف مختلف القوى الوطنية والدينية بمقاطعة هذه الانتخابات لما تعنيه من تشريع للاحتلال في القدس.

مركز معلومات وادي الحلوة، نشر صورا لمراكز اقتراع انتخابات بلدية الاحتلال في مدينة القدس تبدو خالية تماماً من المقترعين الرافضين للانتخابات، في حين أظهرت الصور تمركز شرطة الاحتلال على بوابة المراكز.

ينظر المقدسيون عمومًا إلى المشاركة في الانتخابات على أنّها تطبيع وخيانة، فيما يحرّم علماء الدين المشاركة فيها، كونها تخالف مصلحة المقدسيّين.

أما على المستوى السياسي فإن السلطة الفلسطينية تدعو المقدسيين إلى مقاطعة انتخابات البلدية، وعلى هذا الرفض يستقر موقف الفصائل الفلسطينية أيضاً على اختلاف مشاربها.

وترى الأصوات المطالبة بعدم المشاركة في الانتخابات أن المشاركة لا تعدو كونها تجميل لصورة الاحتلال ومصادقة مقدسية على ما تقوم به البلدية من عمليات تهويد في القدس، ودلالة على تقبل الانخراط في مؤسسة تهويدية من دون أن تتيح هذه المشاركة مجالاً لإحداث أي تغيير في سياسة الاحتلال تجاه أبناء البلد الأصليين.

يشار هنا أن عدد المقدسيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات 180 ألف مواطن مقدسي، وبالكاد وصلت نسبة مشاركتهم في آخر انتخابات للبلدية عام 2013 إلى 1% من الذين يحق لهم التصويت، بحسب ما نشرت صحيفة "هآرتس" في تقرير سابق.