الخميس  26 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نعم.. صديقتي تخاف من البالونات!

2018-10-31 01:35:47 PM
نعم.. صديقتي تخاف من البالونات!
فوبيا البالونات (أرشيفية)

ترجمة الحدث- ريم أبو لبن

 

أذكر في حادثة قد يجدها البعض "طريفة" ولكن فيها ما قد يغفله البعض ويجده غير عقلاني، حينما قدمت هدية لصديقتي بعيد ميلادها الأول وعهدت ربط سلسلة فضية حُفر عليها اسمها وتاريخ ميلادها، وعلقت تلك السلسلة بـ "بالونات" ملونة تطفي بريقاً في ذاك اليوم الذي لم تنسه صديقتي، لا سميا وأنها ما لبثت قليلاً وهي تحدق بما وصفته "الوحش" حتى بدأت بالبكاء فوراً.. نعم صديقتي تخاف من "البالونات".

لم تكن صديقتي وحدها من تتقاسم مخاوفها مع ذاك الكيس الممتلئ بهواء ساخن أو غاز خفيف، فهناك العديد والعديد ومن بينهم أشهر المذيعات في أمريكا أوبرا جيل وينفري والتي اتسم اسمها بفعل "التحدي" و"الإصرار". فكيف لتلك المرأة التي وهبت ذاتها للتمثيل أن تخاف من "البالونات"؟ وهذا ما جاء في تقرير نشره موقع (الخوف من..) (fearof).

إن العالم مكان غريب جداً، وقد تُروى فيه الحكايات التي لا تصدق، وغالباً ما نتقبل فكرة أن أحد الأشخاص لديه "فوبيا" من الأماكن المرتفعة، أو الخوف من كائن ما كـ العنكبوت، هذه المخاوف توصف بأنها "طبيعية"، ولكن عندما نجد أحدهم يخاف من "البالون" نشعر بالسخرية تجاهه، لاعتباره بأنه أمر غير عقلاني.

بالنسبة لمن يشعر برهبة من "البالون" يمكن أن تكون حياته صعبة للغاية، وقد لا يدرك أي أحد هذا الأمر، وهو يعيش صراعا مع رؤية البالونات أمامه، فكيف يكون حاله إن فقع أحدهم البالون أمامه؟.

ما هي "غلوبوبوبيا" أو Globophobia؟

علمياً يُطلق على الخوف من البالونات اسم "غلوبوبوبيا" أو بالإنجليزية Globophobia، وأصل الكلمة جاء من الكلمة اليونانية (Globo)، والتي تعني "الشكل الكروي" وهو شكل البالون، أما الجزء الأخير من الكلمة فهو "فوبيا phobia"، والتي تعني الخوف أو الخوف العميق.

الأشخاص الذين يعانون من هذا الخوف يعانون من الخوف المرضي والذي يطال الفكر والحواس بمجرد رؤية أو لمس البالونات، حتى أن البعض يخافون فقط من الصوت الذي يحدثه تفرقع البالونات.

وعليه، فإن أعراض "غلوبوبوبيا" قد تختلف بناءً على دراسة جذور الخوف وحدوثه، وقد يكون البعض قادرين على تحمل رؤية البالون ولكن بعد تفريغه من الهواء، وبالمقابل هناك من يشعر بالقلق في حال بدأ شخص آخر بتضخيم حجم البالون ونفخه بالهواء.

وفي كثير من الأحيان، يظهر البعض خوفهم من البالونات الكبيرة والمليئة بـ الهواء الساخن ولكنهم في ذات الوقت لا يبدون أي تخوف من البالونات الصغير أو المليئة بالمياه.

فوبيا البالونات.. ما هو سببها؟

من خلال تجارب أجراها باحثون تبين أن الخوف من البالونات ناجم عن أثر قد حدث في مرحلة الطفولة، لاسيما وأنه من الشائع أن الشعور بـ "الخوف" أو "فوبيا" قد يصيب الأطفال، حيث ينخفض تأثيره بشكل تدريجي مع تقدم السن، وعند البعض قد يستمر حتى الوصول لمرحلة البلوغ.

وعليه، فقد يكون الطفل الذي أمسك ببالون وفقع في وجهه وبهذا فقد أصبح لديه "فوبيا" البالون، وعندما كبر أصبح ذاك الموقف الذي أخافه محفوراً في ذهنه، وبهذا فقد يشعر معظم الأطفال بالخوف من حضور حفلات أعياد الميلاد بسبب وجود البالونات فيها وارتباط الحدث السابق بالمكان.

وعندما يدرك أصدقاؤه ما حل به فهم يميلون إلى مضايقته والاقتراب من فعل "التنمر"، وهذا يساهم بشكل سلبي في زيادة الأفكار المرعبة لدى الطفل ذاته حول البالونات، ويشير بخوف مضاعف.

كما أن "غلوبوبوبيا" قد ترتبط بـ "الخوف" والشعور بالرهبة من المهرجين، فإن اجتمع البالون مع المهرج تزداد المخاوف لمن هو مصاب بـ " غلوبوبوبيا".

أعراض تؤكد خوفك من البالون؟

الأفراد الذين يعانون من فوبيا "البالون" لديهم صراعات داخلية وتستمر في العقل، وعادة ينطوي هذا الأمر برؤية بالون ينفجر في وجه أحدهم.

ومن يشعر بالخوف تجاه البالونات تظهر لديه هذه الأعراض:

1-التنفس السريع.

2- الخفقان والذي قد يظهر في منطقة الصدر، ويسبب الألم.

3-البكاء أو الجري أو الاختباء.

4- اختلاق الأعذار لمنع الالتقاء مع البالون في مكان واحد، غير أن هؤلاء يفضلون عدم الذهاب إلى الحفلات.

5- الارتعاش والتعرق.

6 - الشعور بالغثيان في بعض الأحيان.

كيف تتغلب على خوفك؟

الإصابة برهبة "غلوبوبوبيا" هو أمر حقيقي وشائع بين الأفراد، وعليه وجب في البداية التحدث عن الأمر مع طبيب معالج ذو خبرة أو أحد أفراد الأسرة، لاسميا وأن العلاج الحواري يلعب دوراً كبيراً في التغلب على فوبيا "البالونات".

كما يمكن للفرد للتخلص من مخاوفه تجاه البالون أن يعرض نفسه وبالتدريج لذاك الكيس المنتفخ الذي يخيفه، وتدريجياً سيجد نفسه تخلص من ذاك "الخوف".

ويمكن تخفيف "الخوف" بمشاهدة الصور أو التعليق أو لمس البالونات المنكمشة غير المنتفخة، وعند فعل ذلك سيتمكن الفرد من مواجهة البالونات الضخمة.

ويمكن اللجوء لعلاج ذاتي أي عبر فهم لغة العقل أي من خلال علاج البرمجة اللغوية العصبية (NLP) ، وهي مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ حسية ولغوية وإدراكية تهدف لتطوير سلوك الفرد نحو التميز والإبداع والتطور.

هذا العلاج فعال جدا، فهو يساعد الفرد في تحديد مخاوفه والوصول إليها وبشكل ذاتي، وهو بالأساس ينطوي على رؤية الفرد لذاته ولمخاوفه واعتبارها طرفاً ثالثا يجب محاربته".