الحدث- محمد غفري
داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، خربة "ابزيق" شمال شرق محافظة طوباس، بعد أن أغلقت الطرق المؤدية إليها.
وصرح مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في طوباس معتز بشارات، أن الاحتلال قام بمصادرة بركس يستخدم كمدرسة للطلبة، وأيضاً صادر جرار زراعي.
وأضاف بشارات في اتصال هاتفي مع "الحدث" خلال مناوشات مع جنود الاحتلال، أن الاحتلال يقوم بمداهمة منازل المواطنين في حملة لمصادرة الجرارات الزراعية (9:00).
وأكد بشارات، أن قوات الاحتلال بصدد مصادرة مركبته الشخصية بذريعة تواجده في منطقة إطلاق نار، أو ما تعرف بـ "المنطقة عسكرية مغلقة".
الناشط الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة صرح أن الاحتلال داهم خربة "ابزيق" وصادر بركساً يتألف من الأقواس والشوادر.
وبحسب دراغمة، أقيم "البركس" مكان "الكرفانات" التي تمت مصادرتها من مدرسة "ابزيق" خلال الشهر الماضي.
هذا "البركس" يستخدم كغرف صفية وإدارة للمدرسة، حيث تم مصادرته بواسطة شاحنة بعد أن أغلق جيش الاحتلال منطقة "ابزيق" عسكرياً.
مدير تربية طوباس سائد قبها صرح للوكالة الرسمية، أن قوة احتلالية ترافقها جرافة وسيارة إسعاف اقتحمت المدرسة، كما أغلقت الطرق الواصلة إليها.
وكانت قوات الاحتلال استولت الشهر الماضي على كرفانين تعليميين تابعين لمدرسة "ابزيق" المعروفة باسم مدرسة "التحدي 10."
ويوجد في المدرسة ثلاث غرف صفية، ووحدات صحية ومطبخ، ويدرّس فيها أربعة مدرسين، من الصف الأول حتى السادس.
يأتي اقتحام الاحتلال لمدرسة "التحدي 10"، ضمن حملة مستمرة لقوات الاحتلال في هدم ومصادرة مدارس التحدي التي شرعت وزارة التربية بإقامتها في مناطق C، منذ العام 2015.
وفي سياق ذلك صرح وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم، أن وزارة التربية لن تقف مكتوفة الأيدي فيما لو هدم الاحتلال الإسرائيلي أي مدرسة من مدارس التحدي.
وأكد صيدم في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن الوزارة سوف تعود للبناء من فوق ركام المدرسة وعليه سوف يتم بناء مدرسة جديدة بأي طريقة، ولا بديل عن العلم والتعليم.
وفي سياق ذلك، قال الوزير صبري صيدم إن "إسرائيل لا تريد للفلسطيني أن يتعلم ولا تريد للمدارس أن تبقى وتحاول بذرائع مختلفة هدمها، وتحاول القضاء على التعليم من خلال قرارات احتلالية".
ويعتبر صيدم أن هدم الاحتلال لأي مدرسة من مدارس التحدي يوازي بنفس القدر والقيمة أسرلة التعليم في القدس المحتلة.
وأشار إلى أن هذه الحرب تشتد اليوم وبخاصة أن التعليم بدأ يحرج الاحتلال عندما يؤكد على بقاء ووجود الفلسطيني وإنجازاته الدولية التي يبرز معها العلم الفلسطيني والهوية، مضيفاً "عندها لا تستطيع إسرائيل أن تحقق مقولة بن غوريون "أين الفلسطينيين؟"، الفلسطيني موجود هوية وعلم وتعليم".
وأفاد صيدم في تصريحه لـ"الحدث"، أن هدم مدارس التحدي تم في السابق في زنوتا وخلة الضبع وغيرها، ولكن تم إعادة البناء مرة أخرى "التزمنا بما وعدنا الناس به بأن النكبة لن تتكرر، ونحن باقون في كل مربع تعليمي يحاول الاحتلال إزالته".
ما هي مدارس التحدي؟
وحول مدارس التحدي التي تقوم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ببنائها، قال الدكتور صبري صيدم إنهم بدأوا ببناء مدارس التحدي في نهاية العام 2015، ويبلغ عددها اليوم 12 مدرسة، على أن يتم بناء المزيد منها خلال الفترة القادمة، مؤكداً "كل مدرسة يتم هدمها نعيد بنائها".
وأشار صيدم لـ"الحدث"، أن المدرسة بذاتها ليست مجموعة غرف صفية ومعلمين، وإنما هي عبارة عن هيئة تدريسية كاملة من مدير ومعلمين وهيئة إشراف وإرشاد.
وبحسب صيدم فإن الهدف منها هو الوصول إلى كل المربعات التي يوجد فيها تجمعات سكانية، وتم البناء وفق الاحتياجات لوضع حد لمعاناة الطلبة في الوصول للمدارس وممارسة حق هو من أبسط حقوق الإنسان في إبقاء العملية التعليمية.
وتنتشر مدارس التحدي وفق صيدم على طول مناطق الضفة الغربية من الشمال في بيت فوريك وحتى أقصى الجنوب في مسافر يطا مروراً برام الله والقدس والسواحرة وبيت لحم، وتحديداً في مناطق C.