الأحد  06 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حزب الله في مواجهة الصهيونية العربية بقلم: ناجح شاهين

(ربما يكون الخيار الفلسطيني المقاوم في غزة والضفة والداخل والشتات...الخ هو وفقط هو: التحالف مع حزب الله والاصطفاف في خندق المقاومة. خلاف ذلك: الوقوع تحت رحمة المشاريع الصهيو/أمريكية التي تنفذها مرة قطر ومرة السعودية ومرة قاهرة المذل لشعبه ع الفتاح السيسي

2018-11-11 08:10:07 AM
حزب الله في مواجهة الصهيونية العربية
بقلم: ناجح شاهين
ناجح شاهين

لا نستطيع أن نضل الطريق أبداً. إن حزب اللات الذي تعرفون هويته الشيعية المارقة والتحريفية متحالفاً مع النصارى الملاعين وعلى رأسهم الملعون ميشيل عون يقف ليهدد الإسلام الصحيح متظاهراً بالعداء لإسرائيل. من حسن الحظ والطالع أن المسلمين السنة البسطاء من مشاهدي العربية والجزيرة يعرفون أنه مهما حارب حزب اللات اسرائيل فإنه يظل عدواً لدوداً لنا بسبب أنه أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، بل والكفار والملاحدة واليساريين لعنهم الله جميعاً. على الأقل خطر الديانات الأخرى واضح وضوح الشمس، أما حزب اللات فهو يندس في أرواحنا مثل النعاس بادعائه الإسلام والإسلام منه براء. لكن شكراً للمسلمين السنة اليقظين وقنواتهم المجاهدة التي لا تغفل ولا تغمض لها عين وهي تمارس حربها التي لا تنتهي ضد الجن والشيعة والمسيحيين والهراطقة والسحر. بالطبع المعركة ضد الاستعمار العالمي ورأس حربته الصهيونية لا تدخل في تخصص هذه القنوات ومن يقف وراءها ويمولها بأموال البترودولار التي تتسبب حالياً في كوارث مزلزلة في عاصمة الدولة الاسلامية الوهابية بجوار قبر النبي وكعبة الاسلام.

لسوء حظ هؤلاء أن الوطن العربي ابتلي ببلد اسمه لبنان. لبنان الصغير فضح أشياء كثيرة كان من المحال أن نعرفها ونبرهن صحتها واقعياً: مثلاً كان من المحال أن نثبت بدون حروب الدولة العبرية ضد حزب الله الشيعي الاثني عشري (المارق..الخ) أن هذه الدولة تكون نمراً في مواجهة الخراف العربية القطرية والسعودية، لكنها تصبح قطاً عادياً عندما تواجه بالعزم والشجاعة والإبداع.

كذلك يقدم لنا لبنان الصغير فرصة نادرة لقراءة معنى الدين عندما ينتقل من النص المقدس إلى الرؤوس الدنيوية البشرية. كل فريق سياسي في لبنان، كل فريق تقريباً، ومن هو ليس كذلك يمكن إغفاله بسبب صغر حجمه، هو فريق مؤمن بالله على نحو معين. وكل فريق يظن إيمانه هو الإيمان الحق. وذلك يشمل المارونيين والأرثوذكس والبروتستنت والشيعة والسنة والدروز والعلويين، وقائمة يطول ذكر عناصرها.

لا يوجد بالطبع أية طريقة لأن يقتنع أي فريق بأن ما لديه هو شيء غير الحق، ولذلك فإن التجربة علمت اللبناني أن التسامح (=قبول الآخر مهما كان الاختلاف معه عميقاً من الناحية الدينية)، ووضع الإيمان جانباً لبعض الوقت هو المدخل إلى السلام ووقاية الوطن من إشعال حرب تأتي على الجميع.

الدين بوصفه نصاً نظرياً يظل مفتوحاً على القراءات المختلفة، وهو مرن بما يكفي لكي يتم توظيفه في سياق الصراع السياسي الاقتصادي مثل أية ايديولوجية، ولذلك يمكن أن نقرأ في الدين موقفاً يعطي القداسة الأولى والأخيرة في هذه اللحظة لمحاربة "إسرائيل" مثلما يفعل حزب الله، بينما نجد قراءة أخرى أكثر انتشاراً تعطي القداسة الأولى والأسمى لمحاربة من يريد محاربة "إسرائيل" ويعده خطراً أشد من خطر "اليهود" والاستعمار الأمريكي والأطماع التركية. وهذا الفريق لا تنقصه الطرافة ولا قوة الحجة عندما يسمي حزب الله ب "حزب اللات"، كما أنه لا يفتقر إلى المال المتوافر بغزارة في الخليج، ولا إلى القوة المتوافرة أيضاً لدى تركيا والسعودية و "إسرائيل" والولايات المتحدة. المشكلة أن التدين مرن تماماً، ولذلك يمكن له أن يتسع لأي موقف بما في ذلك المواقف التي تتحالف مع الاستعمار الكوني وأدواته المحلية.

الحق في السياسة أوضح قليلا ًمما هو في الدين: وحق السياسة يخبرنا أن عون المسيحي وحسن نصر الله الشيعي ورمضان شلح أو زياد نخالة السني وأحمد سعدات الشيوعي يقاومون الصهيونية والمشروع الاستعماري العالمي.

أما الحريري الذي حافظ على ولائه حتى بعد اعتقاله منذ عام وإذلاله، ومعه أسياده الذين اعتقلوه وأذلوه، وحلفائهم من آل زايد في محميات الخليج، وفي سلطنة عمان ومملكة البحرين.. الخ فإنهم عملاء اسرائيل وامريكا يتوسلونها سراً وعلانية من أجل أن تحمي ثرواتهم المنهوبة من قوت الشعوب بانتظار تسليمها على شكل جزبة وهدايا وعطايا للمستعمرين. حزب الله وحلفاؤه يشكلون خطراً على الاستعمار وأذنابه العرب لأنهم نواة ثورة التحرر الاجتماعي والسياسي من المحيط إلى الخليج.

في هذه اللحظة لا نستطيع أن نضل الطريق أبداً: إن إيران وحزب الله وسوريا وأنصار الله يشكلون القطب السياسي المناقض واقعياً، للصهيونية التي تتسلل في هذه الساعة إلى العواصم والقلوب في صحراء العرب من أبو ظبي إلى مسقط مروراً بالدوحة وصولاً إلى مكة المكرمة ذاتها. وربما أن الخيار المقاوم الوحيد أمام الفلسطيني في غزة والضفة والداخل والشتات...الخ هو وفقط هو: التحالف مع حزب الله والاصطفاف في خندق المقاومة. أما الخيار الثاني فهو الوقوع تحت رحمة المشاريع الأمريكية الصهيونية التي تنفذها مرة قطر ومرة السعودية ومرة قاهرة المعز التي يحكمها اليوم المذل لشعبه، المفرط في احلام مصر والعروبة، أداة السعودية والإمارات عبد الفتاح السيسي.