ترجمة الحدث- ريم أبو لبن
البعض يؤمن بأن الجسد لا يعمل بشكل جيد في البرد وهذا الأمر أبعد من الحقيقة العلمية، فعندما تنخفض درجة الحرارة أيضا قد تتجمد الأصابع وغالباً ما تتحول إلى اللون الأحمر الغامق ويتبعها اللون الأبيض، أما في أيام البرد الشديد فهي تبدو بلون أزرق. هذا ما جاء في تقرير صحي نشره موقع صحة "health".
وقد يتساءل البعض لماذا اليدان والقدمان باردتان ؟
علميا قد يصاب المرء بداء رينود (Raynaud's) وهو اضطراب نادر يحدث في الأوعية الدموية وعادة ما يطال أصابع اليدين والقدمين، وقد يشعر الفرد المصاب به بتنميل وبرودة في تلك المناطق من الجسد وذلك استجابة لدرجات الحرارة الباردة أو الإجهاد.
وما يحدث بأن الشرايين التي تغذي الجلد بالدم تضيق شيئا فشيئاً، مما يعمل هذا على الحد من وصول الدورة الدموية للمناطق المصابة وقد يحدث تشنجاً في الأوعية الدموية .
الأطباء قالوا بأنه يمكن للفرد الطبيعي أن يخرج في الطقس البارد دون أن يرتدي القفازات وبهذا فإنه يشعر بأن أصابعه قد أصبحت باردة قليلاً.
بينما من أصيب بـ " رينود" فتكون ردة فعله واضحة بشكل أكبر من الشخص الطبيعي، فإن قمنا بلمس ايديهم سنجد الفرق، لاسيما وأن هؤلاء حتى في الأجواء الباردة المعتدلية لديهم أيدي بيضاء وباردة كـ الجليد، وقد يتحول اللون الأبيض إلى الأزرق ومن ثم الأحمر، ولكن ليس كل المرضى يمرون بهذه الألوان الثلاثة وعلى الترتيب الدقيق، لاسميا وأن البعض قد تتأثر لديه أطراف أخرى من جسده كـ (الأذنين، والأنف، والشفتين وحتى حلمات الصدر).
أوضحت الدراسات بأن النساء هن الأكثر عرضةً للإصابة بـمرض " رينود" إذ يحدث تضيق للاوعية الدموية لديهم وتحديداً في مرحلة المراهقة، وقد يتسبب تذبذب هرمون الاستورجين في تنظيم درجة الحرارة لديهن
قد يرتبط مرض " رينود " (الأكثر شيوعاً) بعامل وراثي بحسب ما أشارت الدراسات، فإن حوالي ثلث الأشخاص الذين لديهم رينود لديهم أقرباء مصابون بذات الاضطراب، على الرغم من أن أي شخص قد يصاب بهذا المرض.
أما النوع الآخر من المرض وهو الثاني ( ظاهرة رينود)، قد يسببه تلف للأعصاب والتعرض لمواد كيماوية معينة والضغط المتكرر على اليدين وتحديدا أثناء الكتابة أو العزف على البيانو، بجانب تناول الأدوية التي قد تؤثر على ضغط الدم أو النيكوتين.
ويعد هذا النوع من المرض هو الأقل شوعيا ولا يظهر عادى لدى البالغين إلا بعد سن الأربعين، وبالرغم من ذلك إلا انه قد يميل إلى أن يشكل خطراً على صحة الفرد.
لماذا تتحول الأيدي للون الأرزق؟
لم يستطع أحد من الأطباء أن يحدد السبب الأساسي وراء ازرقاق لون الأيدي في البرد تحديداً، ولكن ما يمكن معرفته علمياً بأن البرد يعمل على إغلاق الأوعية الدموية.
إن كان الفرد يعاني من مرض " رينود" فإن الشرايين الموجودة لدى أصابع يديه وقدميه تدخل في تشنج وعائي، مما يعني أن الأوعية الدموية تصبح ضيقة وتحد من تدفق الدم إلى المناطق المتضررة.
غير أن درجات الحرارة الباردة عادة ما تسبب تلك الظاهرة، سواء تعرض الفرد لهواء بارد أو وضع يديه في مياه جليدية، كما أن الازرقاق قد يسببه الإجهاد العاطفي او تغيرات هرمونية.
علاج مرض رينود
هناك الكثير من خيارات العلاجية المتاحة وهي تعتمد على طبيعة ونوع مرض " رينود"، كما يمكن تناول الأدوية التي تحد من تأثير المرض، وهذه الأدوية تعمل على توسيع الأوعية الدموية، كما يلجأ البعض إلى جراحة في الأعصاب أو حقن " البوتوكس".
كما أن التدفئة ضرورية لكي يحافظ الفرد على يديه، وعليه أن يختار قفازات صحية وجيدة حتى تحمي يداه من الازرقاق.