الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شريك نتنياهو الحقيقي ونقطة ضعف نفتالي بينيت القاتلة

2018-11-19 05:30:08 AM
شريك نتنياهو الحقيقي ونقطة ضعف نفتالي بينيت القاتلة
نتنياهو وبينيت

الحدث- عصمت منصور

بعد طول ترقب ولغط في الساحة السياسية والحزبية الإسرائيلية، خرج نتنياهو عن صمته وعقد مؤتمرا صحفيا ارتدى فيه قناع رجل الأمن وأشاع أجواء من الرهبة حول التحديات الوجودية التي تحيق بدولة إسرائيل معلنا بعد استعراض تاريخه العسكري والدبلوماسي وقدراته الاقتصادية الخارقة أنه هو الحل وأن من الخطورة بمكان الذهاب إلى انتخابات في ذروة المعركة وإسقاط حكومة وسط النار.

نتنياهو يعرف كيف يخاطب جمهوره بلغة الغرائز ويعرف كيف يوظف الخوف لخدمة مصالحة وأهمها بقاؤه خلف كرسي رئاسة الوزراء، لذا تحدث مطولا عن الأمن، لكن هذا التوظيف ليس موجها هذه المرة لإعادة انتخابه فقط بل للضغط على شركائه الذين يريدون البحث عن فرصة للفرار من السفينة التي تغرق.

نفتالي بينت اذا ما أصر على تولي حقيبة الجيش وأسقط الحكومة سيحرق سياسيا وشعبيا بفضل خطاب نتنياهو الذي لا يوجهه للإعلام فقط بل يعمل على نشره آلاف النشطاء في أوساط المستوطنين والجمهور اليميني والذي بدأت تظهر آثاره على شكل تصدعات في حزب البيت اليهودي ودعوات للتراجع عن شرط تولي بينت وزارة الجيش.

حمل ثقيل آخر يشكل فك الكماشة من الجهة الثانية، والذي يحاول نتنياهو أن يطوق به عنق نفتالي بينت بعد الأمن وهو إسقاط حكومة اليمين وتكرار تجربة إسقاط حكومة الليكود التي قادها شامير في العام 1992 والتي أدى سقوطها إلى انتخاب رابين وتوقيع اتفاقيات أوسلو.

بنفس اللغة الغريزية وإثارة المخاوف يخاطب نتنياهو جمهور نفتالي بينت ويقول لهم ان إسقاطي من أجل وزارة وتطلعات شخصية  سيعني عودة اليسار وبالتالي عودة إخلاء المستوطنات والانسحابات وإلغاء كل ما حققته من أجل اليمين.

نتنياهو يمتاز بحدسه السياسي وقدرته على إجادة فن البقاء وتوجيه الضربة في الوقت المناسب مستعينا بأهم حليف له وهو الخوف والتخويف كما فعل في الانتخابات الأخيرة عندما قال إن العرب يهرعون الى صناديق الاقتراع لإخافة واستنهاض جمهور اليمين وقلب بذلك النتائج لصالحة، وهو ما يمارسه الآن مع نفتالي بينت ليجرده من أوراقة ويمسك به في مقتل ولا يترك له أي فسحة للمناورة.