الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الشهيد ياسر مرتجى... ونور "بين معبرين" (فيديو)

2018-11-19 03:55:45 PM
 الشهيد ياسر مرتجى... ونور
الشهيد الصحفي ياسر

الحدث- ريم ابو لبن

"الجائزة الثانية من رصيد المخرج الشهيد ياسر المرتجى". ما إن قالها ورددها عريف ذاك الحفل، حتى رفعت رأسي عالياً كي أشاهد ياسر وهو يلتقط لنا الصور كما كان يفعل دائما، ليقف على ناصية غزة ويعلم سكانها: "أنا هنا رغم الغياب".

وكان الشهيد الصحفي ياسر المرتجى قد حصل على المركز الثاني عن فيلمه الذي أخرجه ويحمل عنوان "بين معبرين" خلال مؤتمر عقد باسطنبول، ضمن جائزة الإبداع الإعلامي من أجل فلسطين.

 

 

 

"بين معبرين"، فيلم لم يكتف بسرد حكاية حقيقة بطلتها نور الغصين، وإنما نقل العالم الخارجي إلى داخل قوقعة يعيش بداخلها 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وهؤلاء لا يتمتعون بأبسط حقوقهم المشروعة في التنقل والسفر إلى الخارج.

وفلسطينياً، إن ذكرت كلمة "المعبرين" فالبوصلة تتجه نحو معبري (رفح وبيت حانون "ايرز")، وكلاهما منفذ للروح والعقل بالنسبة للغزيين، لاسيما وأن معبر رفح البري يصل مصر بغزة، بينما معبر بيت حانون "ايرز" يقع شمال قطاع غزة ويصل غزة بالأراضي المحتلة عام 1948، وهو مخصص للمشاة والحمولات ويقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، فالأهواء المصرية والإسرائيلية تتحكم بموعد إغلاق وفتح المعبرين.

وعن رسالة الفيلم، قال معتصم لـ"الحدث" وهو أخ الشهيد ياسر: "يجسد الفيلم حكاية حقيقية وبطلتها نور الغصين التي واجهت المعاناة على كلا من معبر رفح إايرز من الالتحاق بجامعة أمريكية خارج غزة، وفي نهاية المطاف وبعد معاناه تمكنت من السفر".

فيما أوضح معتصم وبالحديث عن مشاهد الفيلم، بأن الفتاة نور قد حاولت السفر عبر معبر رفح وحينما أعلن عن اسمها في قائمة المسافرين ومن ثم منعت من السفر، وبعدها لم تيأس لتحقيق حلمها  فلجأت لمعبر بيت حانون وأصدرت ورقتي التصريح وعدم الممانعة، وعندما تمكنت من السفر عادت إلى نقطة الصفر من البداية حينما أعيدت إلى أدراجها بأمر من السفارة المصرية.

وتستمر حكاية التنقل من معبر لآخر، ولكن في منتصف ذاك الطريق تعود أدراجها وتبقى حقائبها معلقة في معبر رفح.. حقائب معلقة وأحلام عائدة هي حكاية ذاك الفيلم، وفي آخر الطريق دائما هناك أمل أخير، وحينها سافرت بعد جولة البحث عن الحلم لتجد نفسها في أمريكا.

وقد يكون هذا حلم كل غزي، في ظل حصار إسرائيلي دام لأكثر من 11 عاماً.

وعن إنجاز الفيلم، قال معتصم لـ"الحدث": "استغرق إنجاز العمل للفيلم نحو عام ونصف، حيث كنت أنا المصور وفني الصوت، بجانب زميلي المصور رشدي سراج، واخي الشهيد مخرج الفيلم ياسر مرتجى، وفيما أشرفت على إنتاجه شركة عين ميديا".

أضاف: "لقد حصد فيلم ياسر على المركز الثاني، ولم نتمكن من السفر بشكل شخصي كعائلته لاستلام الجائزة بحكم الوضع الراهن بغزة وضيق الوقت".

يذكر أن المصور الصحفي  ياسر مرتجى هو أول صحفي استشهد أثناء اندلاع أحداث مسيرة العودة في قطاع غزة، والتي أشعلت نيرانها بتاريخ 30/3/2018، حيث أقدم جنود الاحتلال على قنصه "يوم جمعة الغضب" وبالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة.