الثلاثاء  07 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أراضي وادي الربابة.. ما تبقى لأهالي سلوان في القدس سرقها الاحتلال

2018-12-03 03:52:17 PM
أراضي وادي الربابة.. ما تبقى لأهالي سلوان في القدس سرقها الاحتلال
وادي الربابة في سلوان جنوب المسجد الأقصى

 

الحدث- محمد غفري

جنوب المسجد الأقصى، تواصل آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي أعمال تهيئة البنية التحتية في أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت أمراً بمصادرة نحو 100 دونم من أراضي حي وادي الربابة الاستراتيجي، بذريعة القيام بأعمال بستنة وتحسين للملامح العامة.

لكن عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو ذياب يرى أن هذه المسميات دائماً ما يغلف بها الاحتلال المشاريع التهويدية لتمريرها وتقليل المعارضة لها.

منطقة استراتيجية يطمع بها الاحتلال

يقول أبو ذياب وهو خبير في شؤون القدس إن منطقة وادي الربابة تلاصق الجزء الغربي من مدينة القدس وتشكل همزة الوصل بين الجزء الشرقي والجزء الغربي، ومنها يدخل المستوطنون من غرب المدينة إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى وساحة حائط البراق.

وأوضح أبو ذياب في حوار خاص مع "الحدث"، أن منطقة وادي الربابة تعتبر منطقة حيوية وحساسة وذات موقع استراتيجي، ولا تبعد سوى 400 متر هوائي عن الجنوب الغربي للبلدة القديمة والمسجد الأقصى.

وبحسب مخططات الاحتلال التهويدية في القدس فإن مشروع القطار الهوائي الذي سيربط الجزء الشرقي بالجزء الغربي من المدينة سوف يمر من وادي الربابة.

لذلك ينوي الاحتلال الإسرائيلي وفق أبو ذياب إقامة بؤرة استيطانية لمحاصرة سكان بلدة سلوان، وبالتالي عدم التمدد في البناء وحرمانهم من الانتفاع بهذه الأراضي.

وبالرغم أن أراضي وادي الربابة تصنف أراضي ذات ملكية خاصة وتتبع لعائلات مقدسية لديهم كافة الأوراق الثبوتية، إلا أن بلدية الاحتلال تلجأ إلى قوانين تحرم المقدسيين من حق الاستئناف في المحاكم.

هنا يوضح فخري أبو ذياب أن الاحتلال يتذرع بقوانين تصنف المنطقة على أنها إرث حضاري لليهود، أو أن مصادرتها تعود لسبب أمني، وبالتالي عدم مقدرة المالكين على الرفض أو تقديم الالتماس في المحاكم.

قبور وهمية

وفي سبيل شرعنة مصادرة الأراضي، قامت سلطات الاحتلال منذ سنوات بتشييد قبور وهمية في أراضي حي وادي الربابة.

يقول الخبير المقدسي فخري أبو ذياب، إن الاحتلال قام بوضع أكثر من 3200 قبر وهمي حتى الآن كي لا يتم استغلال هذه الأراضي من قبل المالكين، حيث يقوم الاحتلال بوضع حجارة ومن ثم التذرع أن هناك قبور موجودة فيها منذ ألفي عام وأكثر، ولذلك لا يجوز لأحد استغلالها أو البناء عليها.

خزان مياه القدس

وفق أبو ذياب فإن منطقة حي وادي الربابة في سلوان التي يقوم الاحتلال بمصادرتها هذه الأيام تعتبر خزان المياه في القدس، حيث توجد فيها مضخات مياه قام الاحتلال من خلالها بشفط المياه إلى المستوطنات في القدس الغربية، وبيع المياه بوساطة شركات تابعة للبلدية إلى المقدسيين في شرقي المدينة.

وبسبب وفرة المياه في هذه المنطقة فهي تشبه بسهل مرج أبن عامر، عدا أنها من أجمل مناطق سلوان، بحسب أبو ذياب.

مصدر رزق 11% من أهالي سلوان

تنتشر أشجار الزيتون المعمرة منذ ما يزيد عن الألف عام في أراضي وادي الربابة، وهي المنطقة الوحيدة الفارغة من المباني السكنية في بلدة سلوان.

وهنا يؤكد العضو في لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو ذياب، أن أكثر من 11% من أهالي سلوان كانوا ينتفعون من هذه المنطقة، إلا أن عادة الاحتلال لا تتغير بقطع مصدر رزق المواطنين وتضييق الخناق عليهم لدفع إلى الرحيل.

إذاً هي هجمة استيطانية تنفذها بلدية الاحتلال على أراضي وادي الربابة بذريعة تحسين مظهر الأراضي وبستنها، لكن الحقيقة تصير خلاف ذلك عندما يقيم الاحتلال بؤرة استيطانية في منطقة استراتيجية تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب وتطل على سلوان والبلدة القديمة.