الثلاثاء  21 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

5 ثوانٍ وكاميرات الضفة للتأثير على المستوطنين بعد عملية عوفرا

2018-12-11 05:49:49 AM
5 ثوانٍ وكاميرات الضفة للتأثير على المستوطنين بعد عملية عوفرا
كاميرات الضفة سلاح إسرائيلي

 

الحدث - لينا خطاب

5 ثوان استغرقتها عملية عوفرا. فتح المقاومون النار، ثم فُتحت أسئلة لا حصر لها في أكثر من مجال وفضاء، كان أهمها في عالم كاميرات المراقبة التي وثقت هذه العملية بزمانها الدقيق ومكانها المهم. فالمكان أعاد سلواد للواجهة كبلدة لها بصمة في كل عام، والتوقيت نصفين، نصف لذكرى الانتفاضة الأولى، ونصف لذكرى مقتل أحد المستوطنين الذين كان المصابون في العملية يحييون ذكراه.

بعد العملية انتشر تسجيل مصور للحظة إطلاق النار وفرار المستوطنين، وكأن قدر الاحتلال ألا يستريح من الصورة. بدءا من الفيديوهات المصورة لجنوده، الذين فرقتهم عبوة العلم، أو الذين كاد أن ينهي مسيرتهم صاروخ الكورنيت، وصولا للصور التي التقطها عناصر حزب الله للجنود المشاركين في عملية الدرع الشمالي. ورغم البعد النفسي لهذه الفيديوهات في نفوس المستوطنين إلا أننا نجد أن الاحتلال ينشر بعضها، كما حدث في عملية عوفرا بالأمس.

وهنا يبدو السؤال الكبير والأهم، لماذا ينشر الاحتلال فيديوهات العمليات الفدائية متجاوزا البعد المعنوي والنفسي لهذه العمليات، ومتجاوزا مبدأ الردع؟

ينقسم الجواب إلى شقين؛ الأول: هو محاولة الاحتلال بمنظومته الرسمية التأثير في المستوطنين أنفسهم لخلق ردة فعل عكسية لدى المستوطنين تتمثل في"مهاجمة الفلسطينيين"، وهذه نقطة مهمة لإمتصاص غضب المستوطنين وتمكينهم من الشعور بالقوة وممارستها.

وفي الشق الثاني من الإجابة، نجد عاملا أمنيا بإمتياز؛ فنشر مثل هذه المقاطع من الفيديوهات هو لغرض جمع أكبر نسبة من المعلومات وخاصة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، والتي أصبحت من أهم محطات جمع المعلومات لدى الإحتلال، فنشر الفيديو يتبعه تتبع لردة فعل المتفاعلين مع الحدث، من المهتم إلى المتابع، إلى من يعلق ويشارك، وكل ذلك يخدم هدفهم.

وكان مستغربا بالأمس، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمطارد أشرف نعالوة إلى جانب سيارة تشبه تلك السيارة التي نفذت العملية بالقرب من عوفرا، وهو ما دفع بعض مواقع الاحتلال للقول إن نعالوة هو منفذ العملية، وهذا يشكل خطرا في منحيين، الأول إذا ما كان نعالوة قد فعلها ونشر الصورة وبالتالي شكل الأمر مسحا أمنيا استباقيا للصورة، والمنحى الثاني هو منح الاحتلال مجالا للهروب باتجاه إلقاء الاتهام على حالة مازالت قيد المطاردة وبعيدا عن اعترافه بتزايد العمليات الفدائية كظاهرة.