الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

طلبة جامعة بيرزيت يطلقون حملة لبناء بيوت الشهداء المهدمة

رح نبنيها

2018-12-24 09:08:35 AM
طلبة جامعة بيرزيت يطلقون حملة لبناء بيوت الشهداء المهدمة
الحملات الشعبية في مواجهة العقاب الجماعي

 

الحدث ــ لينا خطاب

سياسة العقاب الجماعي ليست بسياسة حديثة الاستخدام، فلها سياقها الطويل في سلوك الاستعمار الإسرائيلي، وتم تطبيقها على أرض فلسطين بشكل خاص من قبل الانتداب البريطاني، وبعدها انتقلت للاحتلال الإسرائيلي بالتوارث.

ومنذ هبة القدس أو ما عرفت حينها بانتفاضة السكاكين، بدأ الاحتلال بشكل مكثف بإعادة تطبيق سياسات العقاب الجماعي ضد سكان المناطق الفلسطينية التي يخرج منها المقاوم، من خلال التضييق على الحياة اليومية للمواطنين بفرض الحصار، أو نصب الحواجز، ويتبعه عقاب جماعي لعائلته من خلال اعتقال أفراد أسرته، والاعتداء على ممتلكاتهم، وبالأخص هدم بيوت منفذين العمليات الفدائية، وذلك في محاولة خلق نوع من الجو السلبي والنفور من العمليات الفدائية، ولكن سرعان ما تخرج الحاضنة الشعبية للمقاومة بحملات شعبية متنوعة بما يخص الحالة الموجودة.

على إثر هدم منازل الشهداء خلال الأسابيع الماضية، ظهرت حملة شعبية لإعادة إعمار بيوت الشهداء التي هدمها الاحتلال، إحياءً للتكافل والتضامن الاجتماعي للشعب الفلسطيني، ولإسقاط سياسة الاحتلال الممنهجة لعزل المقاومة عن بيئتها الحاضنة.

وتم إطلاق مؤخرا حملة شعبية تحت مسمى "رح نبنيها"، على يد مجموعات شبابية في جامعة بيرزيت، أبرزها شبكة صامدون بالتعاون مع الحركات الطلابية في جامعة بيرزيت، ومجموعة نبض الشبابية. وبالحديث مع إحدى المنظمات للحملة عن بداية انطلاقة الحملة، قالت مي زلوم: "الحملة تم إطلاقها من خلال زيارات منظمة لأهالي الشهداء والأسرى وكان قد وقع الاختيار هذه المرة لزيارة لعائلة السيدة لطيفة أبو حميد في مخيم الأمعري، وجرت الزيارة في الفترة التي سلم الاحتلال إخطارا للعائلة يقضي بهدم الطابق الأول من المنزل، ومن هنا تبلورت لنا الفكرة، بأن نقوم بحملة لإعادة الإعمار".

وأضافت زلوم في لقاء مع الحدث: "هذه ليست فكرة حديثة على الشعب الفلسطيني، إنما هي أفكار فلسطينية مقاومة متوارثة، ونحن معتادون على رؤيتها من قبل الشعب الفلسطيني".

وأشارت زلوم، أنه على إثر ذلك تم إطلاق الحملة كبداية داخل جامعة بيرزيت بوضع نقاط تبرع في جميع أنحاء الجامعة.

وأكدت المنظمة للحملة أنه: "تم جمع مبلغ مالي قدره 5620 شيقلا و 122 دينارا ـ حتى كتابة التقرير ـ من طلبة الجامعة خلال أسبوع واحد، وسيتم استكمال الحملة بعد الأعياد المجيدة، ليس فقط في جامعة بيرزيت، بل سيتم توسيع دائرة نقاط التبرع وسنعلن لاحقا عن أماكن تواجدها".

وهذه الحملة لم تكن الأولى لطلبة جامعة بيرزيت؛ فقبلها تم إطلاق حملة لإعادة بناء بيت الشهيد مهند الحلبي، وبجانب ذلك وجهت الحركة الطلابية بيانا موحدا لطلبة الجامعة دعت فيه الطلبة للالتفاف حول أهالي الشهداء والأسرى واحتضان المقاومة، ودعم حملة "رح نبنيها" لإعادة إعمار بيوت الشهداء، وتأتي أهمية هذه الحملة على صعيد الحركات الطلابية في تعميق التكاتف بين الحركات الطلابية، وتعزيز الترابط بين الطلبة في ظل الانقسام السياسي المشهود.

وفي السياق ذاته أكدت زلوم على "أن هدف هذه الحملة هو إعادة نشر ثقافة التضامن بين أبناء الشعب الفلسطيني، بأن ما يحدث لأي بيت فلسطيني كأنه يحدث لبيتي، والاحتلال لا يفرق بين أحد، فجميعنا في دائرة الاستهداف وعلينا أن نتكاتف ونتحد لمواجهة الإحتلال".

وفي سياق الحديث عن سياسة العقوبات الجماعية، كان الكنيست الإسرائيلي قد صادق مؤخرا على مشروع قانون طرد عائلات الشهداء والمقاومين وإبعادهم عن أماكن سكنهم، وهذا ما يتنافى مع القرارات و الاتفاقيات الدولية وبالأخص اتفاقية جنيف التي صدرت 1949 لحماية المدنيين في حالة الحرب.