فلسطين على موعد مع منخفض "ميريام".. هل هذه كذبة؟

الحدث- ريم أبو لبن

بدّلت مناطق بلاد الشام إيقاع موسيقى الكمنجات السريعة فيها بأصوات الرياح وحفيف الشجر والتي عزفتها كلٌ من زين وريم وميريام منذ بدء شتاء ديسمبر حتى اللحظة، لاسيما وأن "هدى" لم تتمكن من عزف مقطوعتها البيضاء العام الماضي، ولم تأت بعد، ليعاد حينها ترتيب الخزائن بما يليق بخيبة المنتظر لـ"الثلوج".

تبدأ جولة البحث عن التسميات بالتزامن مع توغل المنخفضات الجوية للأراضي الفلسطينية، ويتمرس حينها المواطنون وحتى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في البحث عن اسم يوسم بـ"صفة" قد تشابه المنخفض القادم، فيما اعتبر أحدهم أن "ميريام" هي العاصفة العملاقة القادمة والتي ستضرب بلاد الشام.

وقد عرفت "ميريام" بـ سيدة البحر المفعمة بالنشاط والحيوية كما أنها طموحة إلى حد كبير، فهل طموحها هذا سيؤول بثلوج قادمة؟.

في العام الماضي، عمد عدد من الناشطين والمواقع على إطلاق اسم "هدى" على العاصفة الثلجية، استكمالا لما تم بدء العمل له خلال ذاك العام وبتسمية العواصف الشتوية بأسماء عربية ذات معان ودلالات.

"عادة ما يتم إطلاق المسميات على الأعاصير فقط وليس على المنخفضات الجوية بحسب منظمة الأرصاد الجوية العالمية، لا سميا وأن فلسطين منطقة معافاة من الأعاصير، فيما بدأت التسميات في عام 1978".  هذا ما أكده لـ"الحدث" محمد أبو بكر مدير شبكة محطات الرصد الجوي.

أضاف: "أسماء المنخفضات الجوية التي يطلقها الهواة ليس لها أي أساس علمي أو متفق عليه لدى منظمة الأرصاد الجوية العالمية، ولا يعرف مصدرها، لاسيما وأنها مسميات قد أطلقها المجتمع وقد يكون من باب التحبب بالاسم ليس أكثر، وكل يغني على ليلاه، ونجد أسماء متعددة في كثير من الدول".

واستكمل حديثه: "وبحسب الأرصاد العربية والعالمية فإنه لا يتم إطلاق أسماء على المنخفضات الجوية وإنما تطلق التوصيفات التي تدلل على ان المنخفض الجوي إما عميق أو متوسط الفعالية أو ضحل، وبناء على ما يصاحب المنخفض من متغيرات جوية (تساقط أمطار، برد، رياح)".

وذكر موضحاً التوصيف العلمي للمنخفضات الجوية: "المنخفض القطبي يطلق عليه وصف منخفض قطبي شديد البرودة، أما المنخفض القادم من جنوب إيطاليا فهو منخفض متوسط وبحسب مركزه، وعليه فإنه كلما كان المنخفض قريبا على السواحل الفلسطينية أو قبرص كلما كانت فعاليته أعلى وأمطاره أكثر".

وعن منخفض "هدى"، قال: "لم نطلق على أي اسم من قبل الأرصاد الجوية، وبعض هواة الطقس في سوريا وفلسطين ولبنان هم من يطلقون تلك التسميات".

وعن تسمية الأعاصير، فإن عالم الأرصاد الجوية الأسترالي "كليمنت راج" هو من أوجد تلك التسميات النظامية للأعاصير في عام 1952، وذلك تفادياً للخلط والالتباس الذي يقع فيه الناس خصوصا في المناطق التي تكثر فيها الأعاصير "المدارية".

قال أبو بكر: "العالم "راج" قد أطلق على الأعاصير أسماء لبرلمانيين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية، وفي بعض الأحيان يطلق التسميات باسم النساء اللاتي كان يشعر تجاههن بالكره".

ويذكر أن الأعاصير تسمى بأسماء بعض القديسين كـ إعصار "هرقل" و "سانت بول" وإعصار "سانت لويس" وغيرها.

وهناك أعصاير قد عرفت عالميا وبحسب المكان الذي حدثت فيه كـ إعصار "ميامي" و"هيوستن"، و"غالفستون".

في ذات السياق، قال أبو بكر: "إدارة الطقس الأمريكية كانت تسمى الأعاصير باسماء النساء وبحسب الترتيب الأبجدي، وباستثناء عدة أحرف، أما خبراء الأرصاد الجوية العسكرية فقد أطلقوا أسماء الأعاصير تينماً بزوجاتهم".

وهنا قد يتساءل البعض لماذا كانت تتخذ أسماء النساء لتسمية الأعاصير؟ فماذا عن الرجال؟.

أسماء الذكور قد أدخلت إلى تسمية الأعاصير عام 1978م، حيث كان يتم اتباع طريقة معينة للتسمية وهي: أن السنوات التي تنتهي بعدد زوجي تبدأ التسمية فيها باسم "مذكر"، أما السنوات التي تنتهي بعدد مفرد فالبداية تكون باسم "مؤنث" وهكذا.

الرداء الأبيض.. قادم!

بحسب محمد أبو بكر مدير شبكة محطات الرصد الجوي، فإنه يطرأ انخفاض آخر اليوم على درجات الحرارة وتسقط الأمطار على فترات متفرقة في المناطق الشمالية والوسطي وقد تكون هذه الأمطار مصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا، فيما تكون الرياح جنوبية غربية إلى غربية نشطة السرعة خاصة في المناطق الجنوبية والبحر.

وقال أبو بكر موضحاً حالة الطقس للأيام القادمة: "في مساء اليوم تكون الأجواء غائمة جزئيا إلى غائمة وشديدة البرودة، والفرصة مهيأة لسقوط زخات متفرقة من الأمطار على بعض المناطق الشمالية، وقد تكون الأجواء مصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا".

أما ليوم غد الثلاثاء، فقد يكون الجو غائما جزئيا إلى صاف وبارداً إلى شديد البرودة ومغبراً، فيما يطرأ ارتفاع طفيف على درجات الحرارة، بينما تكون الرياح جنوبية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة، ويكون البحر متوسط ارتفاع الموج إلى مائج.

أما الأربعاء، يكون الجو غائماً وشديد البرودة، ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة فيما تسقط الأمطار الغزيرة والمصحوبة بعواصف رعدية وتساقط للبرد أحيانا فوق معظم المناطق وتحديدا في ساعات المساء، حيث من المحتمل سقوط زخات خفيفة من الثلوج فوق المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 1000 متر عن سطح البحر، أما الرياح فتكون جنوبية غربية إلى شمالية غربية وتنشط سرعتها المصاحبة لهبات قوية، وقد تصل بعض الهبات إلى حوالي 90 كم/ ساعة.

وفي نهاية الأسبوع، يكون الجو غائما جزئياً إلى صاف وشديد البرودة وتبقى الفرصة مهيأة في ساعات الصباح لسقوط زخات متفرقة من الأمطار على مختلف المناطق، فيما يطرأ يوم الخميس ارتفاع على درجات الحرارة وتكون الرياح معتدلة إلى نشطة السرعة مع هبات قوية أحيانا.

وعن التحذيرات التي أطلقتها دائرة الأرصاد الجوية في ظل مؤشرات لمنخفض جوي قوي قادم، قال أبو بكر: "نحذر المواطنين من شدة سرعة الرياح والتزحلق على الطرقات، وخطر تشكل السيول والفيضانات في بعض الأودية والمناطق المنخفضة، وتدني مدى الرؤيا نتيجة لتشكل الضباب والغيوم".