دعني من كلمات تواسي
الماضي وعبق الذاكرة
وابقني في واقع مرير
داخل صرخة من الكون:
أنا إنسان
دعني من كلام عن الفردوس
ومكان شيده الخيال على
طريقته الساذجة
مكان ليس إلا سجنا
لأفكارنا عن الرحيل.
اتركني أغوص في استنكاري
دونما أن يصرخ الوجود
بثقل ما يتسع من الضياع:
"أنا هنا"
لأرضخ عاجزا
أمام لحد رصعته الأمنيات.
الجسد يخون الروح
بالفناء.
أما الروح فوفية للحياة
بمخيلة الذكرى
لأن الذكرى مرض لا شفاء منه
لأن الذكرى هوس عن الموت
والرحيل.
وهناك بين المرض والموت
نفس امتلكها الغياب
ترنو من أنين ضائع
بين الكلمات
لا تختبي في الوجود
خوفا من الأحلام
أنا إنسان
فلا تحملني عبئ الحياة
وتسمّه الموت.
.jpg)
