السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فعاليات تضامنية في رام الله.. أمهات أسرى "عوفر" لا يعرفن مصير أولادهن وتصعيد مرتقب في السجون (صور)

2019-01-22 02:58:54 PM
فعاليات تضامنية في رام الله.. أمهات أسرى
والدة الأسير محمد القاضي (تصوير: محمد غفري)

 

الحدث- محمد غفري

لا تعرف السيدة فاتن حسين أي معلومات عن مصير نجلها المعتقل في سجن عوفر محمد القاضي، بعد أن نكلت بهم إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي وقمعتهم بشكل همجي بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والضرب بالهراوات، على مدار اليومين الماضيين.

وتقول حسين في حوارها مع مراسل "الحدث"، إنها طول الوقت تتابع الأخبار وتتنقل من موقع إلى اخر، "أنا على أعصابي ولم أنم طوال الليل".

أما والدة الأسير المعتقل هو الاخر في سجن عوفر أمين ريحان، فقد أبدت استغرابها من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي التنكيل بالأسرى العزل بهذه القوة والعدد الكبير من السجانين.

"وصلت بالأمس من السفر، وحتى الان لم تغفو عيني، ولم اطمئن على ابني أمين"، هذا ما قالته لـ"الحدث".

فعاليات تضمانية في رام الله

وجرت في مدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، سلسلة فعاليات تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعد قيام قوات ما تعرف بـ "النحشون" و"المتسادا"، باقتحام قسمي 17 و15 من سجن عوفر القريب من رام الله، خلال اليومين الماضيين، وقمع الأسرى الفلسطينيين بصورة وحشية.

وعلى إثر قمع الاحتلال، أصيب ما يزيد عن 130 أسيراً فلسطينياً في سجن عوفر، بينهم إصابات الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وإصابات بتكسير عظام الأطراف والأنف، عدا عن اختناق عشرات الأسرى جراء الغاز والفلفل المسيل للدموع، فيما جرى نقل 20 أسيراً إلى المستشفيات الإسرائيلية، بالإضافة إلى مصادرة كافة مقتنيات الأسرى.

وخلال وقفة أمام الصليب الأحمر، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن إدارة السجون طلبت الاجتماع بقيادة الأسرى اليوم من أجل التهدئة، إلا أن قيادة الحركة الأسيرة في عوفر عبرت عن رفضها لهذا الاجتماع، إلا بعد الأطمئنان على الأسرى المصابين وعودتهم، والتراجع عن الخطوات العقابية الأخرى التي اتخذت بحقهم.

وأكد أبو بكر، أن قوة الأسرى الحقيقية تكون بتماسكم ووحدتهم في وجه هذه الهجمة، مضيفاً أن ما يجري هو محاولة من الاحتلال لسحب إنجازات الأسرى بعد توصيات ما باتت تعرف بلجنة "أردان".

وفي السياق، أشار رئيس نادي الأسير قدورة فارس، أن الحركة الأسير من مختلف السجون أصدرت بيان تحذر فيه إدارة السجون من عواقب قمع أسرى عوفر، وأنها اخلت مسؤوليتها عن الأسرى، وبالتالي فهي لا تضمن حياة أي سجان أو رد فعل من أي أسير.

وأكد فارس، أن استهداف الأسرى يجري بقرار من أعلى المستويات في حكومة الاحتلال، ويتم تسويقه كدعاية انتخابية من قبل اليمين المتطرف وعلى رأسهم نتنياهو وأردان.

كما ونظم اليوم الثلاثاء، اعتصام في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، للتضامن مع أسرى سجن عوفر، حمل خلاله المشاركون صوراً للأسرى، ورردوا هتافات مناصرة لهم.

وقال الأسير المحرر عصمت منصور أحد القائمين على الاعتصام، إن هذه الوقفة تأتي لفضح ممارسات الاحتلال والجرائم الوحشية التي تمارس على الأسرى الأبطال على مدار سنوات اعتقالهم، مؤكداً أن ما وقع في سجون عوفر هو مجزرة.

عصمت منصور أمضى في سجون الاحتلال ما يزيد عن العشرين عاماً، ووقع عليه طوال سنوات اعتقاله ثلاث حالات قمع.

يقول منصور لـ"الحدث"، إن ما يجري هو قمع الأسرى وضربهم ورشهم داخل الغرفة بالغاز، وبعد ذلك يجري جر الأسرى وضربهم بالهراوات، ورميهم في الساحة مقيدين لساعات، وقبل عودتهم للغرف يتم مصادرة الفراش والماء والغذاء وكل شيء بداخلها بحيث يعود الأسرى إلى العراء.

وأشار منصور، إلى أكبر عملية قمع تمت في تاريخ السجون الإسرائيلية عام 2003 في سجن عسقلان، وكانت بداية مرحلة رئيس الوزراء الأسبق آرئيل شارون، الذي اعتبر الأسرى بالإرهابيين وحرض ضدهم.

في ذلك الوقت وفق منصور تم تكسير وضرب 140 أسير ورشهم بالغاز، وعزل قيادات الأسرى.

"في ذلك الوقت تم عزلي، وبعدها تنقلت على مدار عام كامل بمعدل كل شهر إلى سجن، كاجراء عقابي"، بحسب ما ذكر منصور.

وفي ظل هذه التوترات يبدو أن الوضع في السجون وخراجها مرشح للتصعيد، بعد أن أعلنت الحركة الأسيرة أن قمع أسرى سجن عوفر لن يمر مرور الكرام، بينما دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى اعتصام اخر ومواجهات مع الاحتلال أمام سجن عوفر خلال الأيام القادمة.

وبعد وقفة الاعتصام وسط رام الله، جابت شوارع المدينة مسيرة جماهرية غاضبة نددت بقمع أسرى سجن عوفر، وطالبت المقاومة الفلسطينية بالرد.