الحدث - سجود عاصي
أعلن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عن أن الحريات الإعلامية في فلسطين أخذت تقديرا حساسا وفقا لـ 72 مؤشرا موزعة على 8 محاور بنسبة خطأ فيها لا تتجاوز 5%، حيث إن الدراسة شملت 412 صحفيا من قطاع غزة والضفة الغربية و70 مؤسسة إعلامية و6 مؤسسات حقوقية.
وحصلت الحريات الإعلامية في فلسطين على نتيجة 484 وأخذت التقدير البرتقالي المتوسط، الذي اعتبره المشرف على الدراسة ماجد العاروري، بأنه لا يمثل الحقيقة كاملة لكنه مؤشر مهم على مستوى الحريات الإعلامية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار العاروري، أن التراجع في الاعتداءات على الصحفيين من قبل الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية لا يعكس تحسنا حقيقيا في مستوى الحريات في فلسطين خاصة وأن جميع الاعتداءات على الصحفيين تتم من خلال رجال أمن بزي مدني، موضحا أن أسباب التراجع تمثلت بمحدودية الأنشطة التي يمكن أن يحدث فيها احتكاك مع الأجهزة الأمنية وشيوع مبدأ الرقابة الذاتية بين الصحفيين وتجنب التطرق إلى بعض القضايا التي تثير الإشكاليات مع السلطات.
وشكلت الاعتداءات الفلسطينية على الصحفيين للعام المنصرم تراجعا بنسبة 16% مقارنة بعام 2017، ومعظم هذه الاعتداءات وقعت في الضفة الغربية.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز مدى غازي حنانيا، إن انتهاكات حرية الرأي والتعبير في فلسطين في ارتفاع مستمر، حيث شهد العام المنصرم 2018 نحو 584 انتهاكا ضد حريات الإعلام، منها 455 اعتداء من قبل الاحتلال الإسرائيلي بنسبة 78%، في حين ارتكب الفلسطينيون 132 انتهاكا في الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 22%؛ 7% منها في قطاع غزة و15% في الضفة الغربية.
وأضاف حنانيا، أن الارتفاع الذي تم رصده كان نتيجة لوجود سياسات ممنهجة لإسكات الصحفي الفلسطيني، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ موقف جاد خاصة بما يتعلق بالجرائم التي يتم ارتكابها بحق الصحفيين الفلسطينيين من قتل وإصابات جسدية. كما ورحبت مؤسسته بالانخفاض في الانتهاكات الفلسطينية خلال العام الماضي إلا أنه أكد في الوقت ذاته على أنها كبيرة مطالبا بوقفها ومحاسبة المسؤولين والقائمين عليها.
وأكد حنانيا، أن انتهاكات الحريات الإعلامية تصاعد العام الماضي بسبب استهداف الصحفيين على وجه الخصوص في قطاع غزة، حيث استشهد صحفيين اثنين وأصيب العشرات في قطاع غزة بجراح بعضها خطيرة، ووصفه بالعام الذي حمل نتائج مأساوية بما يتعلق بالحريات الصحفية.
وفي الوقت ذاته، قال مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان محمود الإفرنجي، إن التوثيق الميداني لانتهاكات حرية الصحافة يشير إلى حاجة الصحفيين في مناطق النزاع إلى حماية إضافية، مطالبا بمضاعفة الحماية للصحفيين في هذه المناطق، والعمل على صياغة بروتوكول جديد ضمن اتفاقيات جنيف الدولية لحماية الصحفي في مناطق النزاع.
بينما أشار ممثل شبكة المؤسسات الأهلية أشرف أبو عرام، أن جرائم الاحتلال ارتفعت في العام الماضي بسبب صعود اليمين الإسرائيلي الذي يحاول التقويض من حريات الصحافة، معتبرا أن الهجوم على الصحفيين الفلسطينيين واستهدافهم هو جزء من الهجمة الشرسة بحق مقدرات الشعب الفلسطيني ووجوده. داعيا إلى إدانة الاحتلال والعمل الجدي دوليا من اجل محاسبة ومحاكمة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، واعتبار مؤشر حريات الصحافة كأساس لحملة ضغط ومناصرة دولية ومحلية من أجل توفير الحماية للصحفيين.
وتمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين نحو 15 نوع اعتداءات، أبرزها القتل والإصابة الجسدية والاعتقالات وعمليات الاحتجاز وإغلاق المؤسسات الإعلامية ومصادرة او إتلاف المعدات، التي اعتبرت الأشد خطورة وتأثيرا.
وكان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية، قد أقام ورشة اليوم الأربعاء، في رام الله لعرض أهم نتائج ومؤشرات حرية الصحافة والتعبير الفلسطينية بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي الذين يمولون برنامجا لتعزيز حرية التعبير في فلسطين لمدة ثلاث سنوات وعدد من المؤسسات الإعلامية والحقوقية.